المحلية

مشكلتى تكمن فى معاملتى لابنتى الكبرى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

انا امراة فى الثلاثين من عمرى عندى اربع اولاد مشكلتى تكمن فى معاملتى لابنتى الكبرى هي طفلة صغيرة صف خامس لكنها كبيرة فى النمو وهذا مايضايقنى منها واشعر انى مقهورة انها كبرت قبل الاوان حتى انى احرج ان اقول ابنتى وسبحان الله هى بنت جميلة جدا ومتفوقة فى دراستها لكنى اعاملها بقسوة جدا بسبب نموها اعلم لا دخل لها ولكنى نفسيا اعانى من شىء يحزننى لهذا الامر البنت تحاول تكسب رضاى وانا اجرحها

الغريب بعد يوم حافل من الاهانة لها ابكى عليها عندما ارها نائمة كالملاك

[COLOR=red]اريد حل لى غفر الله لى ولكم[/COLOR] [COLOR=deeppink]ام سماء[/COLOR]

*****

أختي الكريمة أم سماء،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا أشكر لك ثقتك في فريق الاستشارات بصحيفة مكة، وأسأل الله أن يوفقك وأفراد أسرتك ويظللكم جميعا بالمحبة.

[COLOR=purple]لقد أعجبني أختي الكريمة في رسالتك عدة أمور منها إدراكك لمشكلتك مع ابنتك، وإحساسك بمدى معاملتك القاسية لها مقابل حسن تعاملها معك وطلبها لرضاك. وأتوقع أن لديك استعدادا لتصبحي أما مثالية تعتز ابنتك بك وبشخصيتك. وربما أن ما تواجهينه مع ابنتك يعود إلى زواجك المبكر مما أوجد تقارب السن بينكما، وبإمكانك استثمار نتائج الزواج المبكر بطريقة إيجابية وتوظفين إيجابياته في تربيتك لابنتك كما سيرد لاحقا.
وبداية أود أن أذكرك أختي الكريمة بأن التربية أمر عظيم، ودور الوالدين والأم تحديدا في تربية بناتها أكثر أهمية وخطورة حيث أن تتشكل شخصية الطفل في سنواته الأولى، ثم يبدأ الأبوان في صقل شخصيته وتهذيبها مع تزايد نموه. وهؤلاء الأبناء أمانة في عنقك، مسئولة عنهم فإن أحسنت تربيتهم والتعامل معهم فستجدين خيرا كبيرا في دنياك وآخرتك وإن قسوت عليهم أو أهملت تربيتهم فسوف يحاجونك بذلك أمام الله. فاغتنمي الفرصة وانطلقي من الآن سيما ونحن في شهر الخير والرحمات.

احمدي الله أختي الكريمة على أن وهبك هذه الزهرة الجميلة المتفوقة، ومن حقها عليك أن تكافئيها بما تستحق من حسن الألفاظ والسلوكيات.
واحمدي الله أيضا على أن ابنتك تتمتع بنمو جسمي وعقلي صحيحين.
ودعيني أقدم لك هذه النصائح التي أرجو أن تجد منك الاهتمام الملائم:

يبدو أن ابنتك الآن تجاوزت سن العاشرة وهي في بداية مرحلة المراهقة التي تمر خلالها ابنتك بتغيرات كبيرة منها ما يسمى بطفرة النمو التي ظهرت على تكوينها الجسمي وما يتزامن عادة مع ذلك من نمو واضح في بعض المؤشرات الأنثوية مثل الصدر والأرداف، كما تتميز البنت خلال هذه المرحلة بالرغبة في إبراز أنوثتها من خلال اهتمامها بمظهرها الشخصي، كما تحرص على إبداء رأيها لكي، وعلى الشعور باستقلاليتها في إطار الأسرة والمدرسة، وتحتاج البنت أن تشعر بالحب والاحترام في بيئتها.

ومن هذا المنطلق فإن لك كأم دورا كبيرا في المحافظة على التنشئة المتوازنة لابنتك كي تعيش مراهقة سوية لا تعاني خلالها من الاغتراب داخل أسرتها فتتجه إلى الانسحاب أوالانعزال عن بيئتها الأسرية، أو تتجه إلى التمرد والعصيان. ولكي تصل الأسرة إلى تربية سوية لا بنتها ينبغي مراعاة الخطوات التالية:

1-التعامل مع ابنتك في هذه السن كصديقة وكأخت دون أن تعتمدين على التوجيه المباشر لها، أو استخدام صيغة الأمر. ولعل سنك الصغيرة كأم سيساعدك كثيرا في تحقيق تلك الصداقة مع ابنتك.
2-الجلوس مع ابنتك على انفراد في جلسات هادئة تشعرينها خلالها باهتمامك بها واعتدادك واعتزازك بشخصيتها وبنضجها، وتفتحين معها حوارا إيجابيا حول أي قضية تهم الأسرة عموما، والأمور التي تهمها خصوصا، واطلبي منها أن تطرح رأيها، بل شجعيها على ذلك.
3-الإصغاء لابنتك عند طرحها لرأيها، وإشعارها بأهمية رأيها ونضج أفكارها، وتجنبي مقاطعتها أو السخرية منها.
4-احرصي على العلاقة الحميمية معها بما يسمح لها أن تفتح صدرها لك وتبوح لك بخواطرها.
5-لا تظهري ضجرك منها ، وابتعدي تماما عن استخدام الألفاظ القاسية، والمهينة، أو نقد سلوكياتها بطريقة مباشرة أو أمام إخوتها، ووضحي لها أن غضبك أحيانا لا يعني كراهيتك لها، وأنك تحبينها فعلا وتحرصين على اكتمال شخصيتها.
6- احرصي على اصطحابها معك في بعض المناسبات الأسرية ( زيارة أقارب، نزهة، أداء عمرة ) وتشاوري معها فيما يخص تلك المناسبات بدء من كيفية التخطيط لتلك المناسبات حتى مرحلة التنفيذ ثم مرحلة التقويم. [/COLOR] [COLOR=green]ختاما، أكرر دعائي لك ولأسرتك بالتوفيق والسداد. [/COLOR]

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]بشيت حمد المطرفي [/COLOR] مكة المكرمة

– مستشار أسري معتمد من جامعة الملك فيصل بالأحساء
– مستشار معتمد في الحوار الأسري من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com