المقالات

دور الإفتاء في المملكة

عضو مجلس الشورى وأكاديمي

تُعدّ مسؤولية الإفتاء من أعظم المسؤوليات الدينية والعلمية، إذ لها أثر بالغ في توجيه الأمة وتصحيح مسارها العقدي والسلوكي والعبادي، فضلًا عن دورها في تنظيم شؤون الحياة المختلفة. لذلك فإن ما تقوم به دور الإفتاء في المملكة يمثل ركيزة أساسية في حياة الأمة واستقرارها.

وتولية مناصب الإفتاء لأهل العلم والفضل الذين عُرفوا بالورع والعلم الراسخ يُعدّ من أعظم أسباب صلاح الناس واستقامتهم، ومن أبرز عوامل سعادتهم في الدنيا والآخرة، كما أنه سبب في تمسكهم بدين الله وبقاء هذا الدين على صفائه ونقائه. وقد أكدت النصوص الشرعية على مكانة العلماء ورفعة شأنهم، كما قال تعالى:

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
وقوله سبحانه:
﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾.

ويظهر أثر العلماء جليًّا في أوقات الأزمات التي تمر بها الأمة، حيث يكون البيان الشرعي حصنًا منيعًا ضد الفتن والانحرافات، وسببًا في إصلاح أحوال الناس وتخفيف معاناتهم في مواجهة النوازل والمستجدات.

وقد أولت القيادة الرشيدة – حفظها الله – العلماء مكانة رفيعة وتقديرًا كبيرًا، ومن شواهد ذلك زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – لمنزل سماحة الشيخ صالح الفوزان قبل عدة سنوات، في دلالة واضحة على التقدير العميق الذي يكنّه ولاة الأمر لأهل العلم في هذه البلاد المباركة.

ومؤخرًا صدر القرار الملكي الكريم بتعيين معالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان مفتيًا عامًا للمملكة، وهو قرار يجسد استمرار هذا النهج الراسخ في تعظيم مكانة العلماء ودورهم. فالشيخ الفوزان من كبار علماء الأمة، ومن أبرز أعلام أهل السنة والجماعة، عُرف بعلمه الغزير، وحكمته، وبعد نظره، وحرصه على نشر تعاليم الدين الصحيح.

ولا شك أن هذا القرار الملكي سيكون له أثر بالغ في تعزيز المبادئ التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، وفي ترسيخ وحدة الصف وتماسك المجتمع، وحماية الأمة من مكائد الأعداء، وصيانة العقيدة، ونشر تعاليم الإسلام السمحة، بما يحفظ للأمة اجتماعها واستقرارها ورسوخ هويتها الدينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى