المحلية

حكايات مكّية ينسجها المطوفون بنقاء قلوبهم

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]حكايات مكّية ينسجها المطوفون بنقاء قلوبهم[/COLOR][/ALIGN] [JUSTIFY]بين كتب التاريخ ومراجعه تحتضن الصفحات وثائق تحفظ أحداثا سجلت قبل قرون وأخرى رويت قبل عقود تحمل قصصا من أعمال وخدمات قدمتها فئة قليلة في أعدادها كبيرة في أعمالها لحجاج بيت الله الحرم [COLOR=crimson]أطلق عليهم المطوفون [/COLOR]قيل أنهم مفاتيح شعائر الحج ومترجمي الغريب ومساعدي عابر الطريق يسكنون مكة المكرمة ويستنشقون هواءها قلوبهم معلقة بالحجيج ودموعهم تنسكب لفراقهم .

[COLOR=purple]كلما رويت حكاية مكّية نسج المطوفون فصولها بنقاء قلوبهم كنقاء ماء زمزم الطاهر حكاياتهم تحفظ في ذاكرة كل من قصد مكة المكرمة ملبيا نداء الحج فأعمالهم مفخرة وخدماتهم شرف يعتزون به .[/COLOR]

[COLOR=crimson]فكيف كانت بدايتهم ؟ [/COLOR]

الوثائق التاريخية تشير إلى أن بداية الطوافة أول ماظهرت على يد القاضي إبراهيم بن ظهيرة حينما كلف من قبل أمير مكة المكرمة لتطويف السلطان قايتباي أحد سلاطين الشراكسة عام 884 هـ ولم يحج أحد غيره من سلاطين الشراكسة وهذا ما أشار إليه المؤرخ قطب الدين النهر واني وقد يكون هذا أول نص تاريخي للطوافة والمطوفين .

وأكد ذلك أيوب صبري باشا بقوله : ” أن خدمات الطوافة ـ يطلق اسم الدليل على المطوف لدى الحجاج الأتراك ـ في صدر الإسلام كانت تختصر على عدة أشخاص مختارين من أهل مكة ”

وأشار إلى ” إن السلطان قاتيباي حج عام 884 هـ ولم يحج أحد غيره من سلاطين الشراكسة وأن القاضي إبراهيم بن ظهيرة هو الذي تقدم لتطويف السلطان ”
وان كان أيوب صبري باشا وغيره تناولوا تاريخ الطوافة فان أمير البيان شكيب أرسلان تناول في كتابه ( [COLOR=crimson]الارتسامات اللطاف[/COLOR] ) تعريفا واضحا بأعمال المطوف إذ قال : ” إن في الحجاز الشريف حماه الله طائفتين لا بد لقاصد الحجاز أن يكون له علاقة معهما ولا يكاد يستغني عنهما وهما المطوفون بمكة المكرمة .

والمزورون بالمدينة المنورة . فالحاج يأتي غريباً لا يعرف أحداً ، والغريب أعمى ولو كان بصيراً ، فلا بد له من دليل يدله ، ويسعى بين يديه ، ويقضي حوائجه ، ويرتب له قضية سفره ، ومبيته ، ويعلمه مناسك الحج التي كان أكثر الحجاج يجهلونها ”

غير أنه يمكن القول بأن أول رصد أوروبي لتاريخ الطوافة والمطوفين كان عام 1680 م حينما رصد جوزيف بيتس وهو أول بريطاني يزور مكة المكرمة والذي تخفى تحت اسم الحاج يوسف مشاهد حول قوافل الحجاج وكيفية أدائهم لشعائره مدعما كلماته بصور عن مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال زيارته لها .

اذ قال : ” بمجرد وصولنا إلى مكة, سار بنا الدليل في شارع واسع يتوسط البلدة ويؤدي إلى الحرم, وبعد أن أنخنا الجمال, وجهنا الدليل ([COLOR=crimson]المطوف[/COLOR]) إلى حوض الماء للوضوء, ومن ثم ذهب بنا إلى الحرم فدخلناه من باب السلام (وقد تركنا أحذيتنا عند شخص موكل بها قبل الدخول), وبعد اجتيازنا مدخلاً استغرق اجتيازه خطوات قليلة وقف الدليل ([COLOR=crimson]المطوف[/COLOR]) ورفع يديه صوب بيت الله الواقع وسط المسجد الحرام, وحذا الحجاج حذوه ورددوا وراءه الكلمات التي يقولها.

ولا أظن أن كلمات تحمل بين ترابطها أحرفا ستكون قادرة على وصف حالة أو تعبير حدث مضى مع ماضي الأيام فما ينقله القلم ويدونه الحبر يشكل واقعا لحدث وذكرى باقية لرحلة قريبة من الزمن بعيدة عن المكان وهذا ما ترجمته الوقائع وسطرته الحقائق يوم حطت بي طائرة الخطوط التركية في مطار أتاتورك باسطنبول كزائر يهبط على أرض مدينة يجهل شوارعها وطرقها .

[COLOR=green]ولا أريد الاسترسال في الحديث عن رحلة كانت خاصة لكنها تحولت بعد ساعات إلى عامة أجوب فيها شوارع اسطنبول وأزقتها القديمة بصحبة نخبة من الحجاج الذين تشرفت بخدمتهم . [/COLOR]

وقتها أدركت أن والدي رحمه الله حينما أوصاني بخدمة الحجاج فانه أراد أن يقول : إن العلاقة التي تربط الحاج بمطوفه ليست مادية ولابد أن أدرك ذلك لاجعل من اسم عائلتي ذكرى خالدة لدى الأجيال . [/JUSTIFY] [COLOR=crimson]فهل يستطيع المطوف نسيان علاقته بالحجاج ؟[/COLOR] من المؤكد أنه غير قادر على ذلك طالما أن حجاجه قد أحبوه

[ALIGN=LEFT][COLOR=crimson]أحمد صالح حلبي [/COLOR] مكة المكرمة[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com