
بقلم/خالد بن محمد الأنصاري
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية
[JUSTIFY]
فقدت الأمة الإسلامية قامة من قامات العمل الدعوي والخيري ؛ ورائداً من رواده في القارة السوداء ؛ وهو الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن حمود السميط – رحمه الله – مؤسس جمعية العون الخيرية ، والذي قد نذر نفسه ووقته في الدعوة الى الله تعالى على بصيرة , ومكث 29 عاماً ينشر الاسلام في القارة السمراء ,دون كلل أو ملل , رغم ما واجهه من تحديات وعوائق كان من أبرزها :
– النشاط التنصيري : حيث قال عنه رحمه الله : ( مازال التنصير هو سيد الموقف , وأن عدد المنصرين العاملين الآن في هيئات ولجان تنصيرية يزيدون على أكثر من 51 مليون منصر ).
– عدم فقه الواقع : يقول رحمه الله : ( أن أكبر العوائق أمام الدعوة في أفريقيا ليسوا هم المخالفين من النصارى وغيرهم ؛ ولكن بعض شبابنا الذين لا يفقهون ” فقه الواقع ” ولا ” فقه الدعوة” ).
– نقل الخلافات : قال رحمه الله : ( إن أكثر خطراً على الإسلام في أفريقيا من الجوع والتنصير هو نقل خلاقات الجزيرة العربية إلى القارة الإفريقية ).
– تعرضه للاغتيال: فقد تعرض رحمه الله لمحاولات قتل واغتيال مرات عديدة من قبل بعض المليشيات المسلحة في أفريقيا لسبب حضوره في أوساط الفقراء والمحتاجين ؛ واجتماعهم حوله وحرصه على دعوتهم ونقلهم من دين النصرانية إلى دين الإسلام .
ومكث رحمه الله يدعو إلى الإسلام في القارة المنسية ؛ ويقوم بدعوة أمراء القبائل و زعمائهم ؛ وذلك بمشروعه الدعوي المسمى ” أسلمت قبائل الأنتمور ” ذات الأصول العربية , وكان يزاحم دعاة التنصير ويخاطبهم بكل ما يملك من حجج وبراهين حتى أصبح حائطاً و سداً منيعاً وقوياً أمام خطط ومؤامرات الفاتيكان , وقد استطاع بفضل الله تعالى ، ثم بجهوده الدعوية والخيرية أن يسلم على يديه 11مليون شخص خلال ربع قرن من الزمان , مما حدى بالدولة الصفوية أن تقف حجر عثرة في طريقه ودعوته فأغدقت العطاء على حكومة مدغشقر لإبعاده عن البلاد وتقليص نشاطه الدعوي والطبي والخيري والإغاثي .
وقد نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1996م وقام بإنفاق قيمتها لبناء وقف تعليمي لأبناء أفريقيا ليكون صدقة جارية له في الدارين
وادعو جميع الباحثين في المجال الدعوي والخيري بأن يستفيدوا من تجارب وأسلوب الداعية الشيخ عبدالرحمن السميط – رحمه الله – وأن يقوموا بالكتابة عن ” منهجه وجهوده الدعوية والخيرية ” في القارة الافريقية , وتسليط الضوء عليها ؛ فهو مدرسة حقيقية معاصرة في الدعوة إلى الله تعالى ، وفي العمل الخيري في القرن العشرين.
كما أوجه الدعوة لأبنائه البررة ، بأن يسيروا نحو نهج والدهم رحمه الله ؛ وأن يقوموا بتوثيق مسيرته الدعوية ؛ والتي بدأت من بناء مسجد في ملاوي وانتهاءً بما تحقق على يديه من انجازات وجهود مباركة دعوية وخيرية وعلمية .[/JUSTIFY]