الأزمان والأمكنة المفضلة

الأزمان والأمكنة المفضلة
عبدالله فراج الشريف

[JUSTIFY]اليوم خير يوم أشرقت عليه الشمس يوم عرفة الذي جعل الشرع لمن وقف فيه علي عرفات الله فقد اتي بأهم أركان الحج الركن الخامس من أركان الإسلام ، والذي من أداه مخلصاً العبادة لله عاد منه كما ولدته أمه لاذنب له ليبدأ الحياة وصفحته بيضاء يملأها بصالح الأعمال ويتجنب سيئها ، ومن سهل الله له الحج فقد منح فرصة عظيمة .

ففي يوم عرفة يتجلي ربنا عز وجل علي عباده الذين يملأون صعيد عرفات فيغفر لهم ما داموا جاؤا الي المشاعر وطوفوا بالبيت العتيق مخلصين له ، وبهذا اليوم نتذكر حجة الوداع ، والتي شرع الله فيها عصمة الأرواح والأموال والأعراض حيث جعلها محرمة كحرمة هذا اليوم وهذا الشهر وهذا البلد الحرام وزاد علي ذلك فحذرهم سيدي رسول الله قائلا : لاتعودوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فالزمان فاضل والأمكنة التي تجري علي أرضها الشعائر فاضلة والعمل الصالح فيها لاشك خير من العمل في غيرها وأقرب أن يتقبله الله ، وعلي المسلم أن ينتهز الفرصة لعمل صالح يجلوا به نفسه ويربطها بالله عز وجل ، فيتقي الله في كل أحواله وأقواله وافعاله ، فلا فرصة أعظم في حياته من هذه الفرصة .

ولما كان الزمان قد فضّله الله علي الأزمان والأمكنة فضّلها علي بقية الأماكن ، فإن الذنوب فيها أعظم خطرا ، فعلي المسلم في الحج أن يسير بين المشاعر وفي الحرم الشريف وعليه السكينة ، والا يضر بأخوانه المسلمين حين تضيق الطرق بهم أو الأماكن ، وأن يترفع عن الجدال ، وأن يبتعد عن كل ما نهي الله عنه ، وأن يقوم بكل ما أوجبه الله عليه فهذه فرصته الأغلي للتقرب إلي الله .

وأما أولئك الذين يأتون الحج وهم لهم غايات مرذولة كالسرقة في مواطن الزحام ، أو الدعوة الي تطرف أو إرتكاب جرائم كا الحرابة أو دفع صغار المسلمين وبسطاءهم الي الذهاب الي مواطن القتال غير المشروع ، والذي لايترتب عليه ألا الشر .

كل هؤلاء يجب اذا قبض عليهم أن يساقوا الي المحاكم لتغلظ عليهم العقوبة ، حفاظا علي حرمة هذه الأماكن التي طهّرها الله لتكون مواضع لأداء شعائره بالعقوبة الرادعة ، التي تردع غيرهم أن يفعلوا فعلهم فيما يأتي من الزمان ، وأن يعلن عن هذه العقوبات المغلظة ليتحقق الردع ، فمن يرتكب المعصية في الزمان الفاضل والمكان الفاضل ليس مثل من يرتكبها في غيره .

وأملي أن نجد وسيلة لتهيئة أماكن لفقراء المسلمين الذين لايجدون ما يدفعونه لحملات الحج التي تبالغ في أثمان خدماتها حتي يعجز عن دفعها هؤلاء الفقراء ولو عن طريق جمعيات البر وسائر الجمعيات الخيرية ,,وأن يشارك في ذلك أصحاب الثروات من المسلمين ليثبتوا أن الخير في أمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .
اللهم سلم حجاج بيتك من كل شر وردهم الي ديارهم وأهليهم سالمين ، واغفر لهم وأعتق رقابهم من النار وأرحمنا معهم برحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك .[/JUSTIFY]