المقالات

نحو تحكيم أفضل

نحو تحكيم أفضل
بقلم الكاتبة :مرفت محمود طيب

[JUSTIFY] لقد عانينا لسنوات مضت ومازلنا نعاني من تدني مستوى التحكيم لدى بعض الحكام مما نتج عنه أخطاء فادحة عصفت بنتائج ومجريات المباريات؛ فحولت الهزيمة إلى فوز والعكس وكم أضاعت فرص محققة للتقدم وحولتها إلى تراجع؛ فألغت أهداف صحيحة واحتسبت أخرى مشكوك في مدى صحتها وغضت الطرف عن بعض الأخطاء وتربصت لأخرى فتلاشت أحلام تحقيق البطولة وحل الإحباط لها بديلًا، فأدت إلى بث روح التشاحن والتعصب والتنافر داخل الملعب وخارجه فخرج الجميع حانقًا على قرارات الحكم مما أدى شيئًا فشيئًا إلى عدم الثقة في قدرة الحكم على إدارة المباراة بإتقان إلا من رحم ربي، وعلى الصعيد الآخر نجد أن الحكم أيضًا وإن قاد التسع وثمانين دقيقة بحرفية متقنة وأخطأ في آخر دقيقة لامه الجميع ونسوا ماقدمه طيلة المباراة وبالتالي انعدمت الثقة بين جميع الأطراف أما آن الآوان لتصحيح وضع مثل هؤلاء الحكام ؟

لماذا لا تكون هناك محفزات للحكام كعمل تقييم لأفضل ثلاث حكام اجتهدوا في تحكيم المباريات بطريقة صحيحة على مدار الموسم الرياضي على أن تقدم لهم جائزة تقديرية في نهائي الدوري أو الكأس، كما يمكننا القيام بمسابقة أفضل حكم جماهيري على غرار مسابقة زاهد قدسي لأفضل معلق على أن تتبنى الفكرة شركة راعية، وأن يتم اختيار الحكم بالتصويت من قبل الجمهور، وعلى الإعلام أن يسلط الضوء على الحكام المختارين والذين تقدموا على الآخرين ليكونوا نموذجًا لهم ليقتدوا بهم، مما يدعوا إلى التنافس الإيجابي الشريف فيما بينهم وبالتالي الارتقاء بمستواهم الحرفي والمهني، إضافة إلى عمل دورات تدريبية أثناء الموسم بحيث تكون هناك دورة متخصصة في ضربات الجزاء، وكل مايتعلق بها ودورة لمعرفة حالات التسلل وأخرى للعقوبات الإدارية وهكذا، ولا نكتفي بالدورة الشاملة التي تقام في بداية الموسم لرفع مستوى المهارة المعرفية في التحكيم ومستوى اللياقة البدنية لدى الحكم، وأن يتم إرسال رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي لكل الحكام بدون استثناء لاطلاعهم على كل ما استجد من قوانين وأنظمه تحكيمية ونشر مقاطع توضيحية؛ حتى يتسنى لهم المتابعة الآنية لكل ماهو جديد ومفيد خطوة بخطوة. وعلينا أيضًا في حال تقصير الحكم في أداء واجبه على الوجه الأمثل داخل الملعب، أن يعاقب وليكن العقاب بتوجيه لفت نظر ثم إنذار، وإن تكررت أخطأه وتضرر الفريق بسبب تلك القرارات الخاطئة يوقف من التحكيم لعدد من المباريات أو لموسم كامل وفق للضرر الحاصل. فإن أصاب فله التحفيز والتقدير والمكافأة، وإن أخطأ يعاقب، يحب أن يأخذ كل ذي حق حقه قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ)، ولنغلق باب التحكيم من الخارج إلا للضرورة القصوى على أضيق نطاق فهم أيضًا يخطأون فلا جديد غير أنه بالإضافة إلى خسارة المباراة وخلق جو من التوتر والضغط النفسي والعصبي بين الفريقين، ونقله تباعًا لصفوف المدرجات والمتابعين من خارج أرضية الملعب؛ فهي خسارة مادية فتصبح خسارة مزدوجة ماديًا ومعنويًا؛ فلنوفر تلك الأموال ونجعلها تصب في إعادة تأهيل الحكم ولنقل صناعة حكم وبالتالي دعم الثقة وتوثيقها بين الجميع لاعب وحكم ومشجع وإداري وفني، وكل من يهتم بشأن الرياضة من قريب أو بعيد؛ لنتمكن من النهوض بالتحكيم وجعله في الصفوف الأولى عالميًا، ولنغلق ملف تعليق الأخطاء ونتائج المباريات على شماعة الحكم معًا نحو تحكيم أفضل يخبر العالم من نكون؛ فنحن نستطيع ونستحق .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com