اقتصاد

معمل الأحجار الكريمة بهيئة المساحة .. يفتح قنوات التواصل بين المهتمين

(مكة) – جدة

الأحجار الكريمة عبارة عن مواد طبيعية استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين في الحلي والمجوهرات وأغراض الزينة، ولقد كان لجمالها المكنون وألوانها الجذابة صبغة ساحرة لمن يقتنيها فتجعل صاحبها محط الأنظار والإعجاب.

وتنقسم من حيث الأصل إلى نوعين : أحجار كريمة ذات أصل عضوي ويكون منشأها كائن حي مثل اللؤلؤ والمرجان والكهرمان والعاج والأصداف وهذه مواد رخوة تمتاز بالجمال والندرة وتستخدم في صناعة الحلي والمجوهرات والسبح وأعمال النحت، وأحجار كريمة ذات أصل غير عضوي وهي عبارة عن معادن طبيعية صلبة ذات تركيب كيميائي معين وترتيب ذري ثابت قد تكون متبلورة أو غير متبلورة ويتم استخدامها في صناعة الحلي والمجوهرات كالياقوت والألماس والزمرد وغيرها.

ولقد استطاع معمل الأحجار الكريمة بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية تقديم الكفاءات الوطنية التي تعمل في مجالات فحص وتقييم الأحجار الكريمة وفتح قنوات التواصل بين الهيئة مع جميع القطاعات الداخلية والخارجية والمهتمة بهذا المجال، والقيام بتدريب وتطوير الكفاءات مساهمة من الهيئة في خدمة الدولة والمجتمع في استحداث وظائف ورفع نسبة السعودة بالعمل في هذا المجال عبر تجهيز قاعة خاصة للتدريب مجهزة بأحدث الأجهزة المطلوبة لكل متدرب ومحتوى علمي تعريفي في التدريب على أسس علمية متطورة .

ويعرض التقرير الآتي دور وأهمية معمل الأحجار الكريمة، حيث تعنى الهيئة بخدمة المجتمع بتقديم المشورة عبر كوادر متخصصة ومدربة في المجالات كافة من خلال معمل الأحجار الكريمة أثناء المشاركة في أغلب الفعاليات الوطنية ومعارض المجوهرات الداخلية بفحص الألماس على أسس علمية وعلى حسب اختبار جودة الألماس والعوامل الرئيسية الأربعة للفحص كالوزن والقطع والنقاء واللون.

ويجري المعمل فحص بقية أنواع الأحجار الكريمة وأشباه الكريمة وتقديم جميع الخدمات بالمجان وذلك بتأمين جميع الأجهزة اللازمة للفحص والتقييم بالإضافة إلى تزويد جميع الزوار بمطويات علمية عن أغلب الأحجار الكريمة وطريقة التعرف عليها والتفريق بين الحج الطبيعي والاصطناعي والمقلد وذلك لحمايتهم من الغش التجاري بالأحجار .

كما يعمل على تقديم المشورة الفنية والتدريب للمهتمين بمجال عالم الندرة والجمال “عالم المجوهرات” وفق رؤية واضحة تنطلق من الريادة والتميز في فحص وتقييم الألماس والأحجار الكريمة الملونة، ليكون المعهد بيت الخبرة الأول في المملكة العربية السعودية ، حيث يضم هذا المعمل مختبراً متكاملاً مجهزاً بأفضل واحدث الأجهزة والتقنيات المطلوبة وقاعة للتدريب ، ويقوم بخدمات فحص الألماس والأحجار الكريمة الملونة وتحديد مواصفاتها وخصائصها البصرية وإصدار الشهادات وتقسيمها لشهادة فحص الألماس ، وشهادة فحص الأحجار الكريمة الملونة ، وشهادة فحص المجوهرات حيث يتم فحص طقم المجوهرات وما يحتويه من أحجار كريمة وتحديد نوعيتها ودى جودتها ودرجة لونها .

ووفقاً للهيئة فإن الأحجار الكريمة معادن نادرة جداً وغير شائعة ويتطلب تكونها ظروفاً جيولوجية غير عادية وهي تتكون في أعماق مختلفة داخل القشرة الأرضية وبعضها يأتي من الوشاح العلوي على عمق 200 كلم في جوف الأرض كما في حالة الألماس الذي يتكون في ظروف ضغط ودرجة حرارة عالية جداً ,وتعتبر الصخور النارية البقماتاتية والصخور المتحولة والرسوبية من أهم مصادر الأحجار الكريمة وتعتبر الرواسب الوديانية مصدر رئيسي للأحجار الكريمة خاصة الألماس والياقوت.

وأوضحت أن هناك خصائص للأحجار الكريمة يجب أن تتوفر حتى يطلق عليها أحجاراً كريمة كالجمال والندرة والمتانة في حين تتمثل العوامل التي تتحكم في قيمة وجودة الأحجار الكريمة ومن ضمنها اللـون والنقـاوة “الصفاء” و”الـوزن” و”القطـع والصقل” مشيرة إلى أن إنشائها لمعمل الأحجار الكريمة جاء نظراً لزيادة الطلب على المجوهرات والأحجار الكريمة في أسواق المملكة التي تحتل مرتبة متقدمة في تجارة المجوهرات بين دول المنطقة ودخول بعض الأحجار المقلدة والمشابهة للألماس للأسواق السعودية ولعدم وجود معامل متخصصة في فحص وتقييم الألماس والأحجار الكريمة الملونة .

وأكدت الهيئة على أنه تم تزويد المعمل بأحدث الأجهزة والمعدات والكوادر الفنية المدربة، حيث يعمل على إقامة الدورات التدريبية للهواة والمختصين في مجال المجوهرات والأحجار الكريمة وتقديم المشورة للقطاعين العام والخاص في هذا المجال, مبينة أن من الطرق والوسائل التي تستخدم لفحص وتقييم الأحجار الكريمة ودراسة خواصها الفيزيائية والبصرية ومعرفة ما تحتويه من شوائب ومكتنفات التي بواسطتها يستطيع الجواهرجي الكشف عن حقيقة هذه الأحجار وهل هي طبيعية أو صناعية هي العدسة اليدوية ، والمجهر ، ومقياس معامل الانكسار ، وجهاز المطياف “منظار التحليل الطيفي” ، “المستقطب” ، وجهاز اختبار الألماس.

وأشارت الهيئة إلى الطرق التي تستخدم لتقدير كثافة الأحجار الكريمة التي من أسهلها وأبسطها استخدام السوائل الثقيلة، والصلابة إضافة لإستخدام ظاهرة التزهر “التفلور والتفسفر” في الكشف على الأحجار الكريمة حيث وجد أن هناك بعض الأحجار عند تعريضها للأشعة فوق البنفسجية “Ultraviolet radiation” تتوهج وتعطي ألوان ساطعة جداً وتسمى هذه الظاهرة بالتفلور، في حين إذا أستمر التوهج بعد زوال مصدر الطاقة فتعرف هذه الظاهرة بالتفسفر وعادة يتم إجراء هذا الاختبار في مكان مظلم أو داخل بعض الصناديق المظلمة الخاصة بهذه النوعية من الاختبارات.

وأفادت أن الألماس يعتبر سيد الأحجار الكريمة وأشهرها وأعلاها سموا, ويعود سبب التسمية إلى كلمة يونانية “أداماز” ومعناها الحجر الذي لا يغلب نظراً لصلادته العالية التي تصل لـ 10 حسب مقياس “موهوه” للصلادة وتعتبر الهند أول مصدر للألماس حيث تم اكتشافه في مناجمها ، ثم بعد ذلك تم اكتشافه في كل من البرازيل وجنوب إفريقيا وروسيا وبورنيو واستراليا ، إضافة لأنواع كثيرة من هذه الأحجار ومنها الياقوت ، والزفير ، والبيريل ، وحجر القمر ، والأمازونيت ، والكوارتز ، والزبرجد ، والجارنت .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com