
نجاة الحربي : مكة
لا يوجد في هذه الحياة أجمل من أن يهب الإنسان أشياءً ثمينة للآخرين دون أي مقابل، والأجمل من هذا هو أن ينقذهم ممّا هم فيه ، ولا يوجد أغلى على الإنسان من صحته، لهذا فأن يهب الإنسان جزءاً من وقته للآخرين، أو أن يهبهم جزءاً من ماله لهو خيرٌ من الدنيا وما فيها. إنّ الأعمال التطوعيّة تعدّ رافداً من روافد النهضة والإبداع والتطور؛ ذلك أنَّ هذه الأعمال تعتبر واحدةً من أبرز وأهم الأعمال التي يمكن من خلالها تطوير الفرد والمجتمع، عن طريق التطوّع في التعليم، أو التطوّع في عمل المشاريع، أو التبرّع بالأموال للفقراء، أو تنفيذ المشاريع التطوعية الصحية ، وإلى غير ذلك من الأمور المتعدّدة والتي ترسم نهج إنسانيات.
ويعد برنامج كوني قدوة بدعمك من المبادرات التطوعية التي رسمت نهج انطلاقته الدكتورة وفاء عبد العزيز محضر أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط وفريق من طالبات جامعة أم القرى والذي يهدف الى القاء الضوء على بعض الجهات الطبية و الخدمية التي تقدم اعمال خيرية.
ومن تلك الجهات التطوعية بالتحديد في مكة المكرمة مركز الخياط الخيري لغسيل الكلى .لمرضى الفشل الكلوي من السعوديين و المقيمين من فقراء مكة المكرمة وقاصديها مـن الـحـجاج و المعتـمريـن والزوار لتقديم خـدمــة الغســيـل الدمــوي مـجــانا من دون أي مقابل ، وتعود فكرة انشاء هذا المركز المتخصص في هذه الخدمة منذ
عام 1430هـ حيـن بادر احد أبـناء مكة المكرمة البررة بإيجاد مشروع انساني طبي يخدم هذه الفئة من المرضى الفقراء الذين قدر الله عليهم الإصابة بـهـذا المـرض ،ممن تحول ظروفهم المالية والمعيشية دون حصولهم على عملية الغسيل الكلوي اوما يعرف بالديلزة بشـكـل مــستمر و بالعدد المحدد من جلسات الغسيل التي تتطلبها حالتهم الصحية . من هذا المنطلق تبلورت الفكرة الى حقـيقة تعـكس روح التكافل الاجتماعي الخيري بين افراد المجتمع في هذه الرحاب المقدسة، حيث باشر المركز نشاطه الإنساني و خدماته الطبية حسب ما توافر له من إمكانات مناسبة فكانت البداية بخمسة وعشريـن جهازا (وحـدات غـسـيل) ولـخمـسيـن مريضا في اليوم الواحد يتم الغسيل لهم يوميا بواقع شخصين على كل جهاز، وفي سيـاق تظـافر الجـهـود وتـكافـل ذوي القلوب الرحيمة، والتعاطف الاخوي الذي يبديه كثير من أبناء هذه البلاد المعطاءة خصوصا الموسرين منهم الذين ساهموا في المراكز الخيرية ولايزالون في مساعدة ودعم مثل هذه الخدمات الإنسانية. في مكة المكرمة
ومن اهداف برنامج كوني قدوة بدعمك تقديم الهدايا للمرضى في المركز و العمل على احتوائهم و دعمهم معنويا . تكريم المركز و جميع العاملين فيه كبادرة من فريق العمل و لإعطاء انموذجا عمليا لدعم المجتمع للأعمال الخيرية. تعويد الطالبات على العمل الخيري و التفاعل الايجابي مع جميع مرافق و مؤسسات المجتمع. دعم الطالبات لإنتاج الافكار و المبادرات الهادفة و الواعدة. نقل الخبرات و المعلومات التي حصل عليها فريق العمل اثناء الزيارة للطالبات في الجامعة و الكلية لنقل المعرفة و ذلك من خلال النشرات و المحاضرات و الندوات.
من هنا تكمن رسالة واهمية العمل التطوعي في مجتمعنا الذي يستمد جذوره من تعاليمِ الإسلامِ الحنيف التي حضت على التواد والتراحم، والتعاون والتكافل، والبذل والعطاء، والإنفاق والمسارعة إلى الخيرات، لتظهر حقيقة العمل الخيري وخططه فيما يمكن أن تحدثه من تأثيرات وتغيرات في المجتمع باتجاه التنمية الشاملة.