لقاءات رمضانية

العمدة الصقعبي : نشأت في دحلة الجن و «البصنوي» محبوب في جميع أحياء مكة

 

(مكة) – عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

تواصل صحيفة مكة الإلكترونية لقاءاتها الرمضانية ، والإلتقاء بعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة لنستعيد معهم ذكريات الماضي وبداياتهم العملية في تلك الحقبة الزمنية الهامة .
ضيفنا اليوم العمدة فهد محمد الصقعبي، نتعرف معه على بعض الجوانب من حياته العملية.

 

– في البدء نتعرف على ابن مكة المكرمة.
اختر ماشئت المعلم أو العمدة فهد بن محمد بن إبراهيم الصقعبي .

– في اي حارة كانت نشأتكم؟
نشأت وتربيت وتعلمت بمكة في حارة شعب عامر، الحارة التي تضم عددا من البرحات، كما كان يسموها برحة، برحة علي طالع،برحة مخلص، برحة الرشيدي، برحة سمسم، بئر الحمام ،جبل السودان، دحلة الجن، والكثير من الأسماء .

– أين تلقيتم تعليمكم؟
تلقيت تعليمي الابتدائي في المدرسة السعودية، لازلت أذكر وأنا أحمل حقيبتي المصنوعة من الحديد وقفلها الصغير وبداخلها قلم رصاص ودفتر أبو 20 وقطعة الخبز ،كانت أيام جميلة وبسيطة، أما تعليمي المتوسط في المدرسة الرحمانية، والثانوي في مكة الثانوية، ثم معهد التربية الفنية بالرياض، واخير في جامعة أم القرى تفرغ جزئي.

– ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة؟
الكثير الذي أحمله أنا ومن عاش تلك الفتره الجميلة الترابط والمحبة والصدق والكفاح والبحث عن العمل والرزق الحلال .

– في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية ماذا كنتم تتطلعون حينها؟
برغم أنني كافحت ولله الحمد وتوظفت وأنا في المرحله المتوسطة كانت طموحاتي أن أواصل دراستي وأحصل على الشهادة الجامعية وبالجد والرغبه تحقق لي ذلك .

– تربية الأبناء في السابق بُنيت على قواعد صلبة ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
الحارة قديما كانت مدرسة في العادات والتقاليد الاجتماعية الحميدة ، فكان أبناوها الصغار يحترمون كبير الحارة، أيا كان ،حتي ولو لم تربطهم به صلة قرابة ! ويعتبر في منزلة الوالد والكبير، يعطف على الصغير، كما كانت الأسرة مترابطة جدا.

– في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد ماهي أبرزها؟
كما ذكرت سابقا احترام الصغير للكبير، والصدق، والأمانه، وتفقد أحوال الجيران، وعلى الرغم من قساوة التربية من الوالدين ، وقوة المناهج التعليمية كان لها الأثر الجيد علي الأبناء .

– الأمثال الشعبية القديمة لها اثر في النفس ماهي الأمثال التي رسخت في ذهنك؟
الأمثلة كثيرة منها: عز نفسك تجدها-مد رجلك على قد لحافك- صفق صفق وجمع ووفق-من جرف لدحديره ياقلبي لاتحزن .

– أين كان لشخصكم أول محطة في الحياة الوظيفية وآخرها؟
بداية حياتي الوظيفية كانت في ديوان إمارة مكة المكرمة في شعبة القضايا والحقوق التي كان مديرها الأستاذ الفاضل-رحمة الله عليه- علي بشاوري ونائبه الاستاذ محمد قيري وتعلمت منهم حب العمل وخدمة المراجعين، وعملت في المكتب الخاص لسمو أمير مكةالمكرمة آنذاك صاحب السمو الملكي فواز بن عبدالعزيز ونائبه سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومن ثم تقدمت بطلب الاستقالة التي عارض فيها الأستاذ حمد الشاوي ولكن بعد تفهمه لرغبتي في إكمال تعليمي وافق علي طلبي -رحمة الله عليه- واكملت تعليمي في معهد التربية الفنية بالرياض والجامعية في جامعة أم القرى وكانت تتبع لجامعة الملك عبدالعزيز وعينت معلما في مدرسة الملك عبدالعزيز بالقرارة وكان مديرها عبيد موسي رجل فاضل وقريب من المعلمين -رحمة الله عليه- ونقلت إلي مدرسة الإمام الشافعي وكان مديرها المربي الفاضل عبدالله الصماني – رحمةالله عليه- ولرغبتي في العمل التجاري تقدمت في طلب الاستقالة ولم أوفق في هذا المجال، وتم تعيني عمدة لحي العزيزية الغربية وكان هذا هو آخر مشواري الوظيفي حيث أحلت إلى التقاعد بعد بلوغي السن القانوني والحمدالله كانت تجارب حياتي عملية اكسبتني كثير من الخبرات .

– شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية المميزة حدثنا عنها؟
الحديث عن شهر رمضان أو الحج في الماضي يطول واسمح لي أن اختصر، طبعا الوسيلتان في استقبال شهر رمضان هما الراديو أو المدافع التي في أعلى قمة جبال مكة القريبة من الحرم، كنانستقبل الشهر الكريم بالفرح، ومن أول يوم يبدأ الخير بين الجيران وتبادل المأكولات بينهم ، كانو معظم الرجال والأبناء من الذكور يفطرون في الحرم وبعد صلاة المغرب العودة للمنزل لنجد مالذ وطاب علي السفرة من خيرات الله ونادرا مايتم الشراء، كل الموجود علي السفرة من طبيخ البيت أو الجيران !، حتي السوبيا كانت تصنع في البيت والأكل كل يوم بيوم، بيوت قليلة جدا من لديهم ثلاجة للحفظ، المهم بعد صلاة العشاء والتراويح تبدأ الزيارات بين الأهل والأصدقاء والجيران وما أحلى البسطات الرمضانية بيع البليلة وبيع الفول والترمس والمنفوش والكثير الكثير من البسطات، وكل يغني على ليلاه أهازيج جميلة على ما يبيع ، يطول الحديث عن هذا الشهر الكريم، دعنا ننتقل إلي شهر الحج فبعد العيد مباشرة نستعد في استقبال حجاج بيت الله الحرام، وكانت معظم البيوت حول الحرم، الكل من أهالي مكة المكرمة من مطوفين ومسئولين وشباب في خدمة الحجاج من لايعمل في الطوافة يعمل في بسطة تحتوي علي بعض المأكولات الخفيفة كالشاي والحليب والبسكويت أو بيع الفاكهة أو المشروبات ومعظم أهل مكة يجيدون لغة الحجاج ولو بنسب متفاوتة ومقولة خدمة الحجاج شرف لنا شعار سكان مكه قديما وحديثا.

– تغيرت أدوار العُمد في الوقت الحاضر واصبحت محددة كيف كان دور العمد سابقًا خصيصًا في حيكم ؟
قبل أن نتحدث عن العمدة نتحدث عن الحارة أو الحي سمه كما تشاء.الحي كان بسيط وجميع سكان الحي يعرفون بعضهم، ونادرا ما يسكن لديهم الغريب إلا في المناسبات .. أما الحج أو العمرة أو للعمل. وكان العمدة يتم اختياره من قبل أهل الحارة و بعض الأحياء العمدة يتم تعيينه بالوراثة صحيح العمدة هو المسؤول والوالد والأخ والصديق لأهل الحاره ولكن لا نهمل أن الحي محدد وصغير وجميع السكان معروفين من عشرات السنين وهذا ساعد وسهل في دور العمدة سابقا والحق يذكر هناك عمد أحياء كان لهم ذكر حسن وحب وتقدير أذكر منهم حسب قربي منهم الشيخ عبدالله بصنوي -رحمة الله عليه- كان محبوب في جميع أحياء مكة وغيرها من المدن وعمدتنا في شعب عامر مِن مَن عايشتهم حامد عدس وعلي عدس وأحمد عدس كانو لهم الكلمة والحكمة في التعامل مع الأهالي وغيرهم من العمد في الحارات الأخرى..
أنا اختلف مع بعض الذين همشو دور العمدة سامحهم الله. حاليا الأحياء أصبحت شاسعة وكبيرة وكثيرمن سكان مدن المملكة استوطنوا في مكه أما لغرض التجارة أو العمل أو الدراسة.معظم العمد حاليا يحمل شهادة جامعية، ومؤهل في الحاسب الآلي ولديه لجان.. كلجنة إصلاح ذات البين لحل المشاكل التي تقع بين سكان الحي أو الأسر.. دور العمد لايقتصر علي الختم وتبليغ الحضور أو التصديق علي الأوراق الحكومية فقط دور العمدة دور اجتماعي وثقافي وتربوي وإنساني، ولكن هناك ثغرات بين العمدة وسكان الحي حيث كثير من السكان لايعرفونه إلا وقت الحاجة! ولم يكلف نفسه في زيارة مكتب العمدة وفتح ملف لدي العمدة.برغم من توسع الأحياء يوجد عمد لديهم بيانات عن السكان وكذالك المحلات التجارية التي في حدوده تشمل السجلات التجارية وصاحب المنشأة والعمالة التي في المنشآت والحديث يطول في هذا الموضوع .

– القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها حضور ملفت؟
القامات الاجتماعية في حي شعب عامر كثيرون ، ولكن من كان لهم دور اجتماعي ملموس من الجميع الشيخ غازي بن ظافر وحمد النافع وعمر بصفر- رحمة الله عليهم – تجدهم في جميع مناسبات الحارة أفراحا أوأحزانا لهم حضور في المشاركة فرحا أوحزنا والقامات كثيرة في الشعب منهم الشريف هزاع العبدلي وكان يشغل منصب قائم مقام مكة المكرمة وعائلة أبو الريش وأشراف أبوالجمال و الجفالي إبراهيم واخونه أعذرني الشعب كله قامات معروفة، ولهم أدوار ملموسة في خدمة الدولة والحارة .

-هل تتذكرون موقف شخصي ولن تنسوه؟
المواقف كثيرة ومنها وفاة الملك فيصل- رحمة الله -سمعت بالخبر من الراديو وأنا أقود سيارتي ولم أتمالك نفسي من الصدمة والدموع !.

– المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة هل تعرفونها ببعضٍ منها؟
المدرسة والمعلم والطالب مكملة لبعضها . المدرسة ليست مبنى بل هرم، وقمة الهرم قائد المدرسة نجاحه وقيادتها وتعامله مع المعلمين ينعكس علي المعلم والطالب. كذالك المعلم المثالي له أثر علي مستوى الطالب التحصيلى، أتذكر بعض المعلمين في الصفوف الأولى لا يخرج من الفصل إلا بعد نهاية الدوام ! أو لضرورة يأكل ويشرب ويشرح ويلعب مع طلابه ومعظم طلابه من أنجح الطلاب ولا ننسي دور البيت في المتابعة .


– كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة للناس في كل مكان ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق وما أثرها على المجتمع آنذاك ؟
لايوجد غير الراديو في تلك الأيام نستمع إليه، وأ تذكر منها ماركة فلبس، وكنا نتفاخر في أحجام الراديو وعدد موجاته، والبعض يقوم بتفصيل ثوب للراديو يحفظه من التراب، وبعد سنين التلفاز وعلى خجل !، نادر من يملكونه والبث ساعة محدودة.. أتذكر رجل يدعى طامي وعمل محطة يبث من خلالها الأغاني لبعض الفنانين الأوائل وكذلك إذاعته شاركت في إرشاد التائهين في ايام الحج وبعد بث إذاعة الرياض تم إغلاق إذاعة طامي .

– تظل الأفراح محطات لا تنسى في الحارة، ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة وكيف كانت؟
في الماضي كانت الأفراح جميلة ولها طابع خاص توزع المهام علي جيران صاحب المناسبة منهم من يستقبل الرفد وهو عبارة عن مساعدة لصاحب المناسبة أما أغنام أو أكياس من الرز أو السكر أو السمن – ترابط اجتماعي جميل – ، كذلك يتكفل مجموعة في إعداد مكان الحفل والبعض الإشراف علي توزيع وترتيب وجبة الغداء والبعض يستقبل المدعوين وأجمل من ذلك إعداد المعاشر المكونة من طبق الرزوالسلطات والطرمبة والسمبوسة وترسل هذه المعاشر لكل من أرسل رفد أيام جميله عشناها في الماضي .

– الأحزان في الحياة سنة ماضية كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها..؟
-نفس موقف الأفراح يتم في الأحزان.. الجيران وأهل الحي يشاركون صاحب الحزن أحزانه، ويخففون عنه آلامه ومصيبته ويقومون بخدمة مقر العزاء وإعداد الوليمة خلال أيام العزاء .

– الأحداث التأريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتها..هل تتذكرونها وما الأبرز من تفاصيلها؟
من الأحداث التاريخية التي مرت في حياتي فاجعة وفاة الملك فيصل -رحمة الله عليه – وحادثة دخول( جهيمان) الحرم الشريف وغلق أبواب الحرم وكانت مكة والعالم الإسلامي يعمه الحزن والألم لهذا الحدث ، وكذالك غزو العراق للكويت .

– ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارتكم؟
من الألعاب الشعبيه الغميمة والبرجون والبربر والكبت كنا نصنع العربيات من جوالين الزيت والكفرات من غطيان الببسي ونقوم بتشريعها ونتباهى بها بين الأصحاب من عربيته الأفضل .

– لو كان الفقر رجلاً لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه هل تروون بعضًا من قصص الفقر المؤلمة؟
الفقر عشناه في حياتنا وكنا نشتغل في أيام الإجازات لمساعدة أهلنا علي مصاريف البيت ولكن الحمدالله كانت حياتنا مستورة .

– ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟
أقول لسكان الحارة القديمة فقدناكم، فقدنا التواصل، فقدنا التعاون والمحبة.. فقدنا البساطة.

– وماذا تقولون لأهالي الأحياء الجديدة؟وماذا يعجبكم فيهم؟
الأحياء الجديدة أقول لهم الوطن في أمس الحاجة لكم في التعاون والتكافل وأن نكون كلنا رجال أمن نقضي علي الفساد ونحارب الإرهاب والتطرف والحمدالله الوعي موجود من خلال المجالس الثقافيه وتفاعلهم من قبل المجتمع المكي .

– كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
بعد تقاعدي لم استسلم لجلوسي في المنزل ، حيث أشارك في الأعمال التطوعية، وأشغل منصب نائب مدير مركز حي العزيزية ، التابع لجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة، وكل وقتي والحمد الله مشغول في البرامج المعدة من قبل الجمعية فمنها الثقافية والرياضية والاجتماعية .

– لو عادت بكم الأيام ماذا تتمنون؟
الحمد لله كل ما كنت أتمناه بفضل الله تحقق خدمة الوطن والمجتمع، الزوجة الصالحة التي ساهمت معي في مسيرتي العملية وتربيت أبنائي وبناتي حتى أوصلناهم إلى بر الأمان منهم من حصل على درجة الماجستير ومنهم المصرفى ومنهم المهندس. وهذا فضل من الله علينا. ولكن أتمنى من الماضي محبة الناس لبعضها واحترام من هم أكبر سنا وتفقد أحوال الجيران وتبادل الزيارات في المناسبات .

– صراحةً..ما الذي يبكيكم في الوقت الحالي؟
-يبكيني وضع الأمة العربية والأحداث الحالية، أسأل الله العلي القدير أن يطوي هذه الصفحة المؤلمة عن عالمنا العربي.

– ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟
الطرف كثيرة أذكر منها علقة والدي عندما كنت صغيرا أخذت مفاتيح السيارة دون علمه وحركتها من مكانها في مشوار بنفس الحي ثم عدت لإيقاف السيارة في نفس المكان حتى لا يشعر والدي بذلك ولكن المكان السابق وقف به شخص آخر بسيارته، ونمت داخل سيارة والدي بعد أن تعبت من الانتظار،ولم أستيقظ إلا و والدي فوق رأسي بعد أن افتقد وجودي في المنزل وكانت علقه لن انساها .

– لمن تقول لن ننساكم؟
– استبدل قول (لن أنساكم) بـ (أنتم في قلبي) لوالدي رحمة الله عليه حيث لا يزال يعيش معي في كل موقف وفي كل لحظة تمربي وفي يومي كله !،ربي سألتك اغفر له وارحمه واجعل الجنان مسكنه، كما أقولها لأختي التي تكبرني أطال الله بعمرها فهي التي تولت الإشرف على تربيتي والاهتمام بي وكانت الأم لي بعد وفاة والدتي و نحن أطفال على الرغم من صغر سنها !وتقارب أعمارنا !.
أختي الكبيرة اشرفت على تربيتي رغم صغر سنها.

– ولمن تقول ما كان العشم منكم؟
أقول ما كان العشم منكم لمن أساء لي أولمجتمعنا .

– التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية، لمن تقول سامحونا ولمن تقول سامحناكم؟
لكل من قصرت في حقه أثناء عملي أقول لهم سامحوني ولكل من أساء لي أقول لهم سامحتكم والتسامح من شيم الكرام .

– في ختام لقاء ابن مكة الماتع الأستاذ فهد الصقعبي ماذا ترغبون بالحديث عنه ؟
أخي الفاضل آمل أن تكون إجاباتي علي أسألتكم مكتملة، وأسأل الله العلي القدير أن يحفظ لنا حكومتنا الرشيده، وأن يعم الأمن والأمان على بلادنا وعلى الأمة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى