حوارات خاصةلقاءات رمضانية

السحيمي لـ”مكة”: الفضائيات منحازة للهلال والنصر على حساب الأهلي

حياة خاصة غنية بالقناعة والتجارب في مجالات شتى، تلتقي بها صحيفة “مكة” الإلكترونية ضمن سلسلة لقاءات رمضانية تعود بالنشء إلى أيام الخوالي ليتعرفوا على حياة آبائهم وأجدادهم ونشأتهم فيها.

وشخصية هذا اللقاء فريدة بما لديها من تجارب وحكم وثقافة واسعة وخبرة رياضية عميقة، إنه الأستاذ مساعد بن سعد السحيمي، الذي يتحدث عن تجربته كعضو شرف سابق في النادي الأهلي، مع بعض المواقف الطريفة والأحداث التاريخية الهامة التي عايشها في التفاصيل الآتية:

1- في البدء نتعرف على ابن المدينة المنورة؟

مساعد بن سعد السحيمي مكان الميلاد الصويدرة تابعة لمنطقة المدينة المنورة الابن الرابع لرجل عظيم _ رحمه الله تعالى _، زوج وأب لخمسة من الأبناء. شجعت الرياضة؛ شغفاً بها في بداياتي، ثم انضممت للعضوية الشرفية للنادي الأهلي، وعضو الجمعية العمومية حتى إلغاء المجالس الشرفية قبل ثلاث سنوات، ونائب رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية بجدة، وعضو في عدد من اللجان، والجمعيات.

2- في أي حارة كانت نشأتكم أ.مساعد؟

حارة السحمان المعروفة شمال المسجد النبوي الشريف كانت طفولتي بسيطة وجميلة وفي حينها لم ننفتح على الآخر ثقافياً؛ لأننا عشنا في حارة يسكنها أبناء العمومة، والأقارب فلم نتأثر بثقافة الحجاز العريقة، بل كانت لنا ألعابنا الشعبية الخاصة وكذلك فريق كرة قدم يتكون من أبناء العمومة؛ بحكم الأحياء الشعبية في التسعينات الهجرية قبل الطفرة والتطور والنهضة الهائلة التي عاشتها المملكة في بداية القرن الرابع عشر الهجري.

3- أين تلقيتم تعليمكم؟

في مدرسة السقاف الابتدائية في حارة السحمان، ثم متوسطة أبي بكر الصديق النموذجية، ثم  ثانوية الأنصار، وانتساب بجامعة المؤسس.

4- ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة؟

افتقدنا البساطة رُبما؛ لقلة عددنا في ذلك الوقت، ومحدودية أفراد العائلة كانت هناك عادة لدينا في شهر رمضان المبارك وهو الإفطار الجماعي للجيران أبناء العمومة كل يوم الإفطار في أحد البيوت وكُلٍ يأتي معه بطبق من البيت ونجتمع ونفطر سوياً. طبعاً وقتها كنت طفلا يافعا مع والدي _ رحمه الله_ وكذلك الألعاب الجماعية الشعبية قبل أن نعرف الألعاب الإلكترونية الفردية التي قضت على هذا الإرث الشعبي الجميل.

5- في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية.. ماذا كنتم تأملون حينها؟

تطلعات ذلك الزمن تختلف كُلياً عن تطلعات هذا الجيل، كانت تنصب تطلعاتنا بالتحصيل العلمي والحصول على وظيفةً مُناسبة فقد كُنا قنوعين.

6- تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة..ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟

في السابق كانت تتركز على الرجولة، والحرص على حضور مجالس الرجال؛ لأن المجالس مدارس، وعند الخطأ، أو الإخفاق كان العقاب قاس في البيت وفي المدرسة كذلك.

7- في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المدنية في تكوينها ما أبرزها؟

من الصعوبة أن يتكلم الشخص عن صفاته، يدع ذلك للآخرين ، ولكن من أبرز ما كان يحرص عليه الآباء في تربيتهم هو الحرص على الصلاة في المسجد، وحضور مجالس الرجال، وتقديم الخدمة للضيوف، ولا بأس من إعطاء فرصة للعب واللهو مع الأقران.

8- الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس..ماهي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟

الأمثال الشعبية القديمة كثيرة وجميلة لها دلالات رائعة منها (الرجال مخابر ما هم مناظر)؛ لأنه مثل له دلالة؛ لا تحكم على الناس من أشكالهم.

9- الحياة الوظيفية.. أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها؟ وآخرها؟

بدأت حياتي الوظيفية في وزارة الداخلية بمركز المعلومات الوطني، ومن ثم إدارة الاستقدام بوزارة الداخلية، ثم وكالة الأحوال المدنية، وبعدها انتقلت لشركة فرنسية متعاقدة مع قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، ومن ثم استقلت واتجهت للأعمال الحرة مجال التسويق العقاري ومواد البناء.

 10- شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها؟

شهر رمضان له طعم ومذاق خاص وروحانية و يجمع العائلة. أما موسم الحج كانت المدينة المنورة تزدحم بالزوار ولها طابع خاص تنتعش اقتصادياً خلاله ولا زالت.

11- تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة..كيف كان دور العمدة في الحارة؟

نحن مجتمع قبلي وعشنا في حارة السحمان يتشكل غالبيته من أبناء العمومة ولم يكن للعمدة دور في حياتنا، كان الدور الأكبر لشيخ الشمل في الصويدرة.

12- القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة؟

الحقيقة كانت هناك شخصيات عدة في الحارة، والقرية كذلك وكلهم من كِبار أبناء العمومة غالبيتهم توفاهم الله لا أريد أن أذكر اسم ويسقط اسم آخر سهواً.. ولكن كان لهم دور في التوجيه والإرشاد.. كانوا قدوات حسنة.

13- هل تتذكرون موقفا شخصيا مؤثرا حصل لكم ولا تنسونه؟

المواقف كثيرة ولكن أذكر منها حين بنى الوالد _ رحمه الله_ بيتاً لنا في حارة السحمان بالمدينة المنورة وانتقلنا للسكن بها كانت الحارة والبيئة غريبة بالنسبة لطفل مثلي حينها في أول يوم خرجت وجلست على عتبة الباب الخارجي أتأمل أولاد الحارة لم أتعرف عليهم بعد وكانوا غُرباء بالنسبة لي وعند جلوسي إذا بحجر طائر من أحد الصبية يستقر في رأسي وأحدث شجا عميقا، ونزيفا شديدا وهذا كان أول استقبال لي !، كان الموقف مؤلما وطريفا بنفس الوقت.

14- المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة..هل تعرفونا على بعض منها؟

أول مدرسة دخلتها كانت مدرسة السقاف الابتدائية بداية التسعينات الهجرية وكان أول معلم درسنا الفصول الثلاث الأولى أتذكره حتى الآن هو الأستاذ إبراهيم النخلي كان ونعم المُعلم هو أحد أسباب حبنا للمدرسة يأتينا كل صباح بنوع من أنواع الحلوى وكان لطيفا جداً معنا ولم يُعنفا قط.

15- كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ما هي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك؟

الصحف الإلكترونية ووسائل وبرامج التواصل الاجتماعي أصبحت من خلال الأجهزة الذكية والخبر أصبح مُباشرا في اللحظة وانتهت الصحافة، والإعلام التقليدي والورقي تماماً، وآثاره على المُجتمع إيجابية وهناك سلبية ممكن أن يتحكم بها المُتلقي.

16- تظل للأفراح وقفات جميلة لا تنسى في الحارة.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة؟ وكيف كانت؟   

الأفراح السعيدة، أو حفلات الزواج في السابق كان يقوم بها أبناء العم وأهل الحارة والكُلفة كانت أقل وفيها بساطة والذكريات الجميلة كثيرة لا يمكن حصرها في لقاء. 

17- الأحزان في الحياة سنة ماضية.. كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها؟   

الترابط، والتكامل، والتكافل كان كبير بين أبناء العم وأهل الحارة ودورهم كبير في التخفيف على أهل المُصاب ولله الحمد.

18- الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتها..هل تتذكرونها؟ وما الأبرز من  تفاصيلها؟ 

هُناك حدثان تاريخيان عشتهما ولن أنساهما في طفولتي حادثة اغتيال الملك فيصل_ رحمه الله_ والصدمة والتأثر الشديد في مجتمعنا وعلى المملكة والعالم بأسره، والحدث الآخر حادثة اقتحام المسجد الحرام عام 1400هـ وكلها كانت في مرحلة طفولتي وتعايشناها بحكم أننا نجلس في مجالس الرجال ما كان في بلاي ستيشن ولا آيباد.

19- ما هي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة السحمان؟

ألعابنا الشعبية التي كُنا نمارسها في الطفولة والصبا “عظيٌم لاح” و “البراجون” أو” المصاقيل”.

20- لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه..هل تروون بعضا من  قصص الفقر المؤلمة؟

نعم هناك فقر في بعض المناطق النائية مثل قُرى الساحل الغربي شمالاً وجنوباً وباقي المناطق النائية، وفي السنوات الأخيرة الحكومة الرشيدة لم تُقصر معهم مثل رفع مُخصصات الضمان الاجتماعي، وكذلك مشاريع الإسكان الخيرية، وما يعمله المجتمع المدني من خلال الجمعيات الخيرية المتخصصة والمسؤولية الاجتماعية التي تقوم بها بعض الشركات ورجال الأعمال.

21 – ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟

ساق الله تلك الأيام الجميلة.

22- رسالة لأهالي الأحياء الجديدة.. وماذا يعجبكم الآن فيهم؟

الآن اختلفت مجتمعات الأحياء؛ كون أصحاب الحارات الشعبية القديمة تفرقوا؛ بحكم التوسعة التي حدثت في الحرمين الشريفين، وكذلك النهضة والتطور الذي حدث في باقي المدن واختلفت التركيبة السكانية وأصبح الجار لا يعرف جاره ! وبعضهم علاقته في جاره مجرد إفشاء السلام، ولكن مبادرة إنشاء مراكز الأحياء فأصبح ولله الحمد هناك تواصل وفعاليات لسكان الحي.

23- كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟ 

في الشتاء أحياناً في الرحلات البرية، وبعض الهوايات، وباقي الوقت كذلك مع العائلة، والاجتماع بالأصدقاء، وأكيد متابعة نشاطات النادي الأهلي والرياضة بشكل عام.

24- لو عادت بكم الأيام أ. مساعد ماذا تتمنون؟

قنوع بما قسم الله لنا.

25- بصراحة.. ما الذي يبكيكم في الوقت الحاضر؟

مُستقبل النشء المجهول في ظل انشغالهم بالتقنية، ووسائل التواصل مع المجهولين والهواتف الذكية.

26- ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟

المواقف الطريفة كثيرة ولكن الذاكرة تخون أحياناً.

27- أ. مساعد لمن تقولون لن ننساكم؟

والدي _رحمه الله تعالى _

28- ولمن تقولون ما كان العشم منكم؟

القنوات الرياضية السعودية؛ لعدم إعطائهم مساحة كافية للإعلام الأهلاوي أسوةً بما يحصل عليها إعلام الهلال والنصر !

29- أ. مساعد لكم تجربة رياضية  كيف تصفونها؟

تجربتي كعضو شرف سابق في النادي الأهلي قبل أن تُلغي وزارة الرياضة المجالس الشرفية بالأندية، وكذلك نائب رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية أقمنا ثلاث منتديات رياضية حضرها العديد من الخبراء المحليين والدوليين بالاستثمار الرياضي والإعلام الرياضي ورؤساء أندية، أما التجربة الرياضية التي أعتز بها كُنت عضو الفريق المكون من خمسة أشخاص قمنا بدعم شخصي من أعضاء هذا الفريق بإدخال التشجيع الحضاري في المُدرجات وأول من بدأ بعمل (التيفو) عام 2008م وبعدها بموسمين اقتدت بنا باقي مدرجات الأندية الأخرى.

30- التسامح والعفو من الصفات الإنسانية  الراقية.. تقولون لمن سامحونا؟ وتقولون لمن سامحناكم؟

الحمدلله لا أحمل الحقد ولا الغل لأحد وكُل من أساء لنا نقول له سامحكم الله.. ورمضان كريم.

31- كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن المدينة أ. مساعد السحيمي.

شاكرا لكم هذه الاستضافة الكريمة التي تشرفت بها، وأرجو أن أكون ضيف خفيف عليكم وعلى القُراء وكل عام والجميع بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى