المقالات

محفوفة بالمكاره

تاريخ الدول مليء بالمفارقات ، فنجد منها القوي ولا يصمد ، والأقل من ذلك ويكون صموده وقتيًا ، وبين ذا وذاك تتباين حظوظ الثبات والمصارعة من أجل البقاء ، وهناك من يحاول البقاء على حساب الآخر ، فيخسر عنصر الاحترام ، والبعض كالطفيليات يقتات على الآخر ، وهكذا حظ الدول تتمايز حسب القوة ، وتبقى بحكم المصالح ، والنظام العالمي هيمنته لا تخفى على ذي لب .
ومع كل هذه التجاذبات ، والتحيّز لفئة دون الأخرى ، ومحاولة إبادة الشعوب ، والسعي لقطع أرزاقها ، يبقى وطني شامخًا ، يسير بخطىً متسارعة نحو النمو وتبوئ المكانة .
فجهود المملكة العربية السعودية لا تنكر ، وبصماتها على خارطة العالم المتزاحم لا تُجْهل ، وبريقها اللامع يضيء من حوله ؛ بل يتسع لإضاءة أعم وأشمل ، فالمملكة لا تنتظر منْ يدلها على المكارم ؛ لأنها سبّاقة لها ، فلا نسمع عن قُطْر من أقطار العالم قد تضرر بأي حدث ؛ سواء أكانت كوارث ، أو حروب ، أو صراعات ، إلّا ونجد أساطيل المساعدات قد وصلت قبل أن تنادي تلك الأماكن المنكوبة بالمساعدة ، وهي تعمل بصمت وفي صمت ، تحمل قضايا الأمتين العربية والإسلامية في وجدانها ، تقف مع الشقيق والغريب على بعد مسافة واحدة ، لا تنظر إلى العرق ، ولا إلى اللون ، ولا حتى الديانة ، فهي تساعد من أجل الإنسانية وضمير الحضارة .

إن المملكة وهي تحتفل بيومها الوطني التسعين ؛ لتزداد فتوة وشبابًا ، وذلك بفضل قيادتها الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين ، وكذلك وجود شعب مخلص يأبى الرضوخ والخذلان ، إن الخطوات المتسارعة لبلادنا لتغيظ الأعداء ، فتنطلق شعارات العداء ، وأبواق الدرهم والدولار ، تحط من قدرهم ، وليس من قدر وطن عرف الشموخ فشق له الطريق .
إن وطننا الغالي ليفخر بسياسته الغراء ثابتة الخطى ، التي شهد لها به العدو قبل الصديق ، والحق ما شهد به الأعداءُ، وبرغم تكالب الأعداء ومرحلة ردع الخارجين عن جادة الصواب داخليًا وخارجيًا ، إلّا إن الوطن ليقف سامقًا ثابت الأصل ، تظل أغصانه مَنْ يحتمي به ، وتبرى من سيقانه العصي لتأديب المتمرد والعاصي ، ويأكل من ثمره من يستحق.

إننا في عام وطننا التسعين لنبتهل إلى الله بالدعاء لبقائه عزيزًا منيعًا ، وندعو لولاة أمرنا بالثبات على الحق ، والنصر على الأعداء .
وإذْ نهنيء أنفسنا فإننا نرفع أسمى آيات التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ، والشعب السعودي الكريم ، بهذه المناسبة السعيدة ، وندعو الله أن يعيدها أعوامًا عديدة ، وأزمنة مديدة ، رخاءً وتنمية ، علوًا وهمة ، صمودًا ومنعة .
حفظ الله وطننا من كيد الكائدين وتربص المتربصين .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عندما أقرأ لك ياأبا عبد العزيز أحاول أن أجد ولو ثغرة صغيرة لأقول لك كذا وكذا ولكن لاتسمح لي …دمت والوطن الحبيب وكل عام والوطن بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى