جدارية شاعر

لكَ اللهُ…

لكَ اللهُ من ظُلمِ الورىٰ أَيها الصَبُّ

عليكَ حرامٌ، لا علىٰ غيرِكَ الحُبُّ

لأنكَ دكتورٌ فأنتَ مُحَارَبٌ
وما بكَ من داءٍ فليسَ لهُ طبُّ

رَمَتْكَ سهامُ الموتِ من كلِّ وجهةٍ
وفي جُثَّةِ المقتولِ لا يوجعُ الضربُ

يريدونَ جسماً ليسَ فيهِ مشاعر ٌ
ولم يعلموا أنَّ الطبيبَ لهُ قلبُ

يرىٰ الحُبَّ فوقَ الأرضِ يُقْتَلُ غِيلةً
ومما يرىٰ في جوفِهِ النارُ تشتبُّ

رجالٌ يبيعون الهوىٰ ساعة الغوىٰ
وقد باتَ يستهويهمُ الرقصُ والشربُ

نساءٌ لِتُجَّارِ الرقيقِ مطامعٌ
جلابيبُهنَّ الشالُ والجينْزُ والكَعْبُ

عنِ اللحمِ طَوعاً يُمْسِي الَّليثُ مُضْرِباً
ويشبعُ من اجيافهِ الضبعُ والكلبُ

ومَنْ يدَّعونَ الحبَّ لا يفهمونَهُ
يتيهونَ شَرقاً في الدُنَا، والهوىٰ غَربُ

يُسيؤونَ فهمَ الحُبِّ، والحُبُّ عنهمُ
بعيــدٌ..بريءٌ منهمُ، مالهُ ذَنْبُ

و لَوْ أنَّ قَيساً عادَ للأرضِ فَجْأةً
لَأجهشَ مذهولاً، وقد هالَهُ الخَطبُ!

وقالَ بصوتٍ يائسٍ ، مُتَحَشْرِجٍ
إليكِ وَأيْمُ اللهِ ليلىٰ فلنَ أصْبو

وقالتْ لَهُمْ ليلىٰ، وقد ضاقَ صَدرُها‏
ألا أَيها الأوغادُ قبَّحكمُ الربُّ!

لحىٰ اللهُ تُجَّارَ الهوىٰ حيثما مضَوا
وَ تَبَّاً لَهُمْ..تَبَّاً، ولا يَكفي التَبُّ

—————————

الطائف

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ماشاء الله تبارك الله لغة شعرية مميزة ومعاني عميقة.. بورك الحرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com