حوارات خاصة

العميد صالح معدي لصحيفة “مكة” حادثة نفق المعيصم لا تزال عالقةً في ذاكرتي

لباحة – ثلاثون عامًا من العطاء قضاها في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه في مجال العمل الأمني متنقلًا بين أقسام مديرية شرطة منطقة الباحة ومحافظاتها، تقلّد العديد من المناصب القيادية، حظي بثقة ولاة أمره ورؤسائه، تدرج في العديد من الرتب العسكرية، هو سعادة العميد متقاعد صالح بن أحمد معدي، مدير إدارة المتابعة والتحقيق بشرطة منطقة الباحة سابقًا، ضيف الحلقة السادسة من سلسلة زاوية “مواقف ومذكرات أمنية” عبر صحيفة “مكة” الإلكترونية.

أهلًا ومرحبًا فيك سعادة العميد…
– عرّف القرّاء الكرام على اسمك بالكامل من خلال هويتك الوطنية ومكان ولادتك ونشأتك وحياة الطفولة؟
صالح بن أحمد بن معدي عسيري، مكان الولادة بني مالك عسير.

– أين تلقيت تعليمك في جميع مراحلك الدراسية؟
المرحلة الابتدائية بقرية الولادة والمنشأ، والمرحلة المتوسطة والثانوية بالطائف.

– لماذا اتجهت للسلك العسكري دون غيره من الأعمال؟
الحقيقه العسكرية كانت برغبة مني، وكنتُ محبًا لهذا الجهاز الأمني الهام.

– أين قضيت خدمتك العسكرية من بعد تخرجك من الكلية حتى تقاعدك؟
التخرج كان عام 1398هـ، وتعينتُ بشرطة منطقة الباحة، واستمريتُ بتلك المنطقة حتى التقاعد.

– تنقلت بين أقسام شرطة منطقة الباحة ومراكزها في المحافظات ماذا اكتسبت من خلال تلك التنقلات؟
لاشك أن العمل الأمني يتطلب أن يكون الضابط الخريج ملمًا بكل ما يمكن أن يواجهه في حياته العملية، ولله الحمد كان لي النصيب الأكبر بذلك، وقد تنقلت في أغلب الأقسام والشعب والإدارات -إن لم يكن- جميعها مما أكسبني خبرةً في المجال الأمني، ومنها مدير لشرطة قلوة ثم مدير لشرطة المخواة ثم مدير لشرطة بلجرشي ثم مدير لشرطة مدينة الباحة ثم مدير لإدارة المتابعة والتحقيق بشرطة المنطقة.

– عملت كضابط تحقيق لابد من مصادفة بعض القضايا المعقدة التي تحتاج إلى جهد وتفكير عميق في فك رموزها.. ما هي القضية التي لازالت عالقة في ذاكرة العميد صالح؟
الحقيقة القضايا التي واجهتنا في فترة عملنا كثيرة ومتعددة في الكيفية والأسلوب، وبفضل الله ثم بتوجية المسؤولين آنذاك توصلنا إلى نتائج إيجابية ولله الحمد، ولا أذكر أننا باشرنا قضايا وسجلت ضد مجهول، والوقت لا يسعفنا بأن نذكر بعضًا من تلك القضايا، ومن أهمها قضايا القتل، وأعتذر عن ذكر بعض منها؛ كون لها خصوصيتها، ولا نريد التذكير بها.

– من خلال عملكم الأمني لابد من مصادفة بعض المواقف.. ما هي أبرز المواقف التي لازالت عالقة في الأذهان؟
المواقف كثيرة التي تُصادف ضابط الأمن في حياته العملية، ولكن لمرور فترة طويلة لا يحضرني الآن الشيء الذي يستحق الذكر.

– من خلال مسيرتك العملية لابد وأن نلت شرف المشاركة في مهمة الحج.. اذكر لنا أبرز ما يصادفه رجال الأمن من مواقف في مثل هذه المواسم؟
لاشك أن المشاركة في مهام الحج شرف عظيم لأداء الواجب وخدمةً لضيوف الرحمن والدولة -أعزها الله- مجندة بالكامل لهذه المهمة، ويحدث بعض المخالفات والملاحظات، ولكن تعالج في حينها، ولكن الموقف الذي لا يزال في الذاكرة حادث نفق المعيصم؛ كوني من الضباط المكلفين في التحقيق في تلك المهمة.

– كيف يرى العميد صالح الإمكانات التي تقدمها الدولة -أيدها الله- في ذلك الوقت أي وقت مشاركاتك في مواسم الحج ووقتنا الحاضر؟

لاشك أن ذلك الوقت يختلف عن الوقت الحاضر، ولكن الخدمات آنذاك جيدة، وليس هناك قصور أبدًا، والكل يبذل الجهد، ولكن الوضع الآن مختلف في كل النواحي من حيث السكن والتنقل والإعاشة والتطور الهائل في المشاعر المقدسة من حيث التنظيم والإمكانات؛ مما سهَّل أداء المهمة على الوجه المطلوب، وعلى سبيل المثال الجمرات والقطار والخيام المطورة، والكثير والكثير نسأل الله أن يوفق ولاة أمرنا، ويحفظ بلدنا من كل مكروه.

– ماذا تعلمت من السنوات الطويلة التي قضيتها في مجال العمل الأمني؟
تعلمتُ الكثير والكثير في حياتي العملية والخاصة، وانعكس ذلك على أولادي ولله الحمد.

– بماذا خرج العميد صالح بن معدي من خدمته العسكرية التي تجاوزت (30) عامًا؟
الحمدلله كان انتهاء فترة الخدمة على الوجه المشرف، والذي أنا راضٍ عنه؛ وذلك برضا المسؤولين ورضا الناس عنا، وهذا بحد ذاته مطلب كبير وغاية منشودة.

– ماذا يقول العميد صالح عن النقد الإعلامي الهادف البنّاء الذي من خلال يتم إصلاح القصور فيما يقدم للوطن والمواطن من خدمات؟
لا شك أن الإعلام شريك مهم في جميع المجالات، والجميع منظومة متكاملة؛ لتحقيق هدف مشترك لخدمة الوطن والمواطن.

– بعد أن حلقت بنا في أجواء العمل الأمني كيف تقضي برنامجك اليومي بعد تلك المسيرة الحافلة بالعطاء؟
لاشك أن العمر مراحل ومرينا وتجاوزنا أغلب مراحل العمر، ونحن الآن في مرحلة ولله الحمد جيدة والصحة لا بأس بها، ونسأل الله القدير أن يوفقنا ويُحسن خاتمتنا.

– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟
أولًا نشكرك يا أخ حسن على هذه الاستضافة التي أتاحت لنا فيها ذكر شيء من ذكريات العمل الأمني، ونذكر من يطلع ويقرأ هذا اللقاء لزملاء العمل بزميل لهم يكن لهم كل الحب والتقدير، ولا أنسى أنه عند انتهاء خدمتي وإحالتي للتقاعد، كُرمت من سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، ومن مدير الأمن العام آنذاك، وختامًا نسأل الله أن يحفظ بلدنا في ظل قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأكرر شكري لك يا أخ حسن، ونتمنى لك التوفيق في مسيرتك الإعلامية، كما لا يفوتني أن أتقدم بالتبريكات والتهنئة للقيادة الرشيدة بنجاح حج هذا العام 1442هـ ولعموم المشاركين في مهمة الحج من مدنيين وعسكريين، وخلوه من أي أمراض وبائية أو خلافها، وهذا بفضل الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصغير

مدير التحرير - منطقة الباحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى