تتصاعد ردود الأفعال بعد إقدام صحفي إسرائيلي يحمل جواز سفر أمريكي على التسلل للعاصمة المقدسة خفية ، وأكد مراقبون أن هذه الظروف المحيطة بهذه الجريمة يُشير بشكل واضح إلى سوء النية من جانب الصحفي الإسرائيلي الذي اقترف هذه الجريمة.
وطالب الدكتور عبد الرحمن العناد، أستاذ الإعلام، عضو مجلس الشورى السابق، النيابة العامة بعدم الاكتفاء بعقاب المواطن الذي نقل وسهّل دخول الصحفي الإسرائيلي للمشاعر المقدسة، مطالبًا بإصدار عقوبات عقابية مالية كبيرة، غيابيًا، على القناة الإسرائيلية والمراسل، والإدراج في القائمة السوداء، لردع من يفكر في تكرار الحالة من وسائل الإعلام الأجنبية والمراسلين الأجانب.
أما الدكتور أحمد بن علي الشهري، المتخصص في الشريعة والقانون، فقال: إن الصحفي الذي صدر عنه هذا التجاوز غير مُسلم، وبالتالي فلا يعد من الحجاج ولم يتنكر بزي الحج، مؤكدًا أن سلوك الصحفي الإسرائيلي يهدم فرضية حسن النوايا عنده.
وأشار في هذا الصدد أن من يطلع على بيان شرطة منطقة مكة المكرمة، قد يفهم لأول وهلة أن القانون الأصلح للتطبيق في هذه الحالة أحد قانونين إما ذلك الذي يحظر على الأشخاص تسهيل دخول المتسللين للمملكة أو نقلهم داخلها، وهذا الوصف قد لا ينطبق تمامًاعلى الحالة الماثلة أمامنا، على أساس أن القانون يجرّم حالات تسهيل دخول المتسللين من خارج المملكة إلى داخلها وتحديد العقوبة المناسبة لكل حالة، وأما القانون الآخر فهو ذلك الذي يحظر نقل الأشخاص الذين ليس لديهم تصريح بالحج إلى داخل مكة والمشاعر المقدسة، وهذا لا يتصور في الواقعة الماثلة بين أيدينا. مؤكدًا أن الوصف الحقيقي للواقعة يقع عبئه على جهات التحقيق حتى تنزل الوصف الصحيح للواقعة وتكييفها وفق الأصول النظامية، وبالتالي تعيين القانون الواجب التطبيق في هذه الواقعة، ومن ثم إحالة الدعوى للمحكمة المختصة، ولعلها فرصة مواتية لتناول مثل هذه النوازل مع قرب صدور قانون العقوبات في المملكة .
من ناحيته شدد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس على ضرورة الالتزام والتقيد التام بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
وحذر الرئيس العام من مخالفة الأنظمة والقوانين مؤكدًا أن قدسية الحرمين الشريفين، تُعد خطًا أحمر بالنسبة للمملكة العربية السعودية ولن يتم التساهل مع من يتجاوز أو يتعدى عليها مهما كانت جنسيته أو طبيعة عمله، من منطلق سيادتها المُطلقة على المُدن والمشاعر المُقدسة التي تشرف بخدمتها ورعايتها،
وأكد الرئيس على أهمية تطبيق العقوبات الرادعة على هذه الجرائم الأمنية ويدعو الجميع إلى التعاون في هذه المسؤولية الدينية والوطنية.
وكان المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرمة، قد قال بأن شرطة المنطقة أحالت إلى النيابة العامة مواطنًا متواطئًا قام بنقل وتسهيل دخول أحد الصحفيين (غير المسلمين)، ويحمل الجنسية الأمريكية إلى العاصمة المُقدسة عبر سلوكه المسار الخاص بالمُسلمين، في مخالفة صريحة للأنظمة التي تحظر دخول مكة المكرمة لغير المُسلمين، حيث جرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه.
