تحقيقات وتقارير

البروفيسور الخازم : مهرجان عسل الباحة بدأ من الصفر ووصل للعالمية بمشاركة 35 دولة

دوليون المهرجان أكسبنا خبرات ولقاءات بأبناء المنطقة

حسن الصغير – شموخ المالكي  تصوير – جاسم الغامدي

بلجرشي – تشتهر منطقة الباحة بخيراتها الوفيرة وتمتاز بمهرجاناتها الجميلة وأجوائها العليلة الجاذبة للزوار والمصطافين، وهذه الباحة تحتضن اليوم مهرجان العسل الدولي الرابع عشر الذي جاء بتنظيم من جمعية النحالين التعاونية بالتعاون مع فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة يتواجد به عدد من الدول التي شاركت بأنواع العسل ومنتجاته.
صحيفة مكة الإلكترونية كان لها جولة على المهرجان لتسليط الضوء على ما يحتويه من أركان، وما يقدمه من خدمات للعارضين والزوار والمتسوقين.

فكرة المهرجان وانطلاقته الأولى

عن هذا الجانب تحدث البروفيسور أحمد الخازم رئيس مجلس إدارة جمعية النحالين التعاونية بالباحة المشرف العام على المهرجان، وأوضح أن فكرة ونشأة المهرجان جاءت لِما تزخر به منطقة الباحة من نحالين ومهتمين بتربية النحل، وهذا يحتاج إلى دعم وتوجيه أكثر للنحالين وكيفية اتباع الطرق الصحيحة والسليمة لتربية النحل، وزيادة إنتاجه وزرع التنافس بين النحالين فقد تم إقامة المهرجان محليًا على مستوى المنطقة، وبعد عدة سنوات انطلق إلى الوطني ليكون على مستوى الوطن.

الانطلاقة إلى الدولية

أوضح الخازم أنه بعد إنشاء جمعية النحالين التعاونية بالباحة، وبعد التطور الذي شهده المهرجان على مستوى الوطن تم العمل على فتح المجال للنحالين من جميع الدول؛ وبهذا تحول إلى دولي.
وبيَّن الخازم أن هذا العام شارك نحالون دول عُمان والجزائر وتونس والسودان ومصر، وفي المهرجانات السابقة شاركت تركيا، وكانت ضيفة الشرف وقبلها بريطانيا وجميع الدول المشاركة في المهرجان والمؤتمر الدولي بلغ 35 دولة.

التنظيم الداخلي واختيار المواقع للأركان

قال البروفيسور أحمد الخازم أن طريقة تأجير الأركان على النحالين تأتي حسب المواقع فيه مواقع يبدأ فيها سعر المتر الواحد بألف الريال، والمواقع المميزة يكون أعلى ويشهد تنافسًا بين النحالين.

الوقت المناسب للنحل لزيادة إنتاجه

أكد الخازم أن النحالين بالمنطقة لديهم مجال كبير في زياة الإنتاج بحكم طبيعة المنطقة وأجوائها فعندما يكون الجو باردًا في المرتفعات هناك فرصة لهم للانتقال إلى القطاع التهامي ذات الأجواء المعتدلة، وعندما يبدأ الحر يستطيع النحال الانتقال مرة أخرى إلى المرتفعات، وهذه الفترة يمر بها عدة فصول يستطيع النحل التكاثر فيها وزيادة إنتاجه خلاف بعض المناطق.

الطرق السليمة والابتعاد عن التقليدية

بيَّن الخازم أن الطرق التقليدية لا تخدم النحالين في اختيار خلايا النحل البعض يستخدم الخلية الدائرية أو خشب الأبلكاش العادي، وهذا غير مناسب إطلاقًا لثبات العسل، وكذلك بعرضه للتلف في حرارة الشمس والعوامل الجوية.
وأكد الخازم الأفضل استخدام الخشب العازل لكي يحافظ على ثبات العسل في الخلية، وحمايته من الحر والبرد في آنّ واحد.

مشاركون محليون

التقت صحيفة “مكة” بصاحب مزرعة الدوسية للنبات الطبية العطرية أحمد الدوسي، والذي قال: شاركت مزرعة الدوسية في مهرجان العسل الدولي الرابع عشر بمحافظة بالجرشي.
وذلك بمنتجات الصناعة التحويلية للمزرعة بزيوت قاعدية مورنجا وسمسم وزيوت طيارة متعددة.
مزرعة الدوسية للنباتات الطبية العطرية المزرعة الأولى في المملكة العربية السعودية.
موقعها على ضفاف وادي عليب بمحافظة الحجرة مركز الجرين، حصلت على المزرعة النموذجية لحفظ الأصول.
كما كانت المزرعة الأولى في منطقة الباحة الحاصلة على الشهادة الدولية للمطابقة للزراعة العضوية.

كما التقت بالنحال صالح الغيلاني صاحب مناحل الغيلاني، والذي قال: عملت في مجال تربية النحل منذ 35 عامًا وشاركت في الكثير من المهرجانات، وحصلنا على كأس العالم في جودة العسل أثناء المشاركة في تونس.
وبيَّن: الغيلاني من خلال خبرته نعيش الآن موسم إنتاج عسل الطلح وهو على وشك النهاية في المنطقة الجنوبية، وفي بدايته في منطقة الرياض والشرقية وحائل وتبوك. بعد ذلك يحل موسم السدرة بعد ثلاثة شهور ثم موسم الربيع وهذه الفترة ليس فيها إنتاج عسل هذه فترة تكاثر النحل، وفي شهر رجب سيكون موسم إنتاج عسل السمرة بعدها عسل الطلحة ثم عسل المجرى.
وأضاف: أن عسل السدر الأكثر بيعًا بينما عسل المجرى الأغلى قيمة؛ حيث يباع الكيلو بألف ريال لٍما يتميز به من فوائد وندرته وصعوبة إنتاجه، وهذا العسل يستخرج من شجرة تشبه شجرة الريحان وتسمى (ندغه).
وأكد الغيلاني أن هذه المهرجانات لها فوائد في إعطاء النحالين انتشارًا أوسع وجذبًا وبينًا من خارج المنطقة وخاصة وأن منطقة الباحة في فترة صيف وتكثر فيها الزهور.

مشاركون دوليون

في البداية تحدث المهندس حسام الدين متوكل الممثل لشركة البركات لمنتجات النحل والعسل أمين عام غرفة منتجي النحل والعسل السودانية المشارك في مهرجان العسل الدولي قائلًا: شاركنا هذا العام بعينات بسيطة من العسل مثل عسل الغابات المطرية والطلح والسنط والكافور والسدر وعسل الأعشاب، وكذلك منتجات العسل الأخرى مثل: شمع النحل الصافي والغذاء الملكي وحبوب اللقاح وصمغ النحل؛ لأن موسم الإنتاج في السودان يبدأ في شهر 9 ميلادي، وأوقات إنتاج العسل في السودان تبدأ في 15 أغسطس، وتستمر حتى نهاية شهر مارس لإنتاج عسل السدر والطلح والكافور والسنط في هذه الفترة.
وفي فترات أخرى يستمر تغذية النحل بالاعتماد على رحيق النباتات المزهرة مثل عباد الشمس والبرسيم والرجلة والنباتات النيلية الأخرى والخضراوات والفواكه،
وتعتمد أسعار العسل على الكمية المنتجة.
أما عن المشاركات قال : سبق أن شاركنا في عام 2014 و2015 وهذا العام في المهرجان الدولي للعسل بالباحة، وحقيقة تفاجأنا بالتطور الذي حدث في المهرجان في تنظيمه وتوقيته وتفاصيله، وما صاحبه من مؤتمر الجمعية العربية لتربية النحل الرابع، وأصبح مؤتمرًا دوليًا وعالميًا، وزادت المشاركات والجهات الراعية والإعلام القوي الذي حظي به المهرجان، وأتوقع أن هذه الدورة تصبح أقوى من الدورات السابقة.

أما النحال محمد بن أحمد الرزيقي من سلطنة عُمان المشارك في مهرجان العسل الدولي الرابع عشر بالباحة قائلًا: هذه أول مشاركة لي ولدي مجموعة من أنواع العسل مثل: السدر واللبان والسمرة بالزهور الصيفية والسمرة الصافي والزهور الشتوية.
وعن كيفية مشاركته قال جمعية النحالين بالباحة وجهت دعوات دولية، ووصلتني دعوة، والحمدلله استطعت المشاركة والمجيء إلى منطقة الباحة التي أزورها أول مرة، هذه المنطقة الجميلة بأهلها وأجوائها ومناظرها الخلابة.
ووجه شكره للمملكة على استضافة هذه المهرجان والمؤتمر ولجمعية النحالين بالباحة على دعوتهم للنحالين في مختلف الدول.

فيما قال النحال حسين الهيبار من دولة تونس شاركت في المهرجان بأنواع من العسل البيولوجي أي (العضوي) الخالي من المواد الكيمائية مثل: العسل مختلف الأزهار وعسل الخروب وعسل المروبيا، وهذه الشجرة تستخدم غالبًا لمرضى السكري وهذه الأعسال لا بد من مرورها على شركة تسمى ( ccvp) للتأكد من خلوها من المواد الكيميائية.
وأضاف: يكون وقت إنتاج العسل في آخر الربيع والخريف، وتعتبر هذه المشاركة الثالثة له في مهرجان العسل الدولي بالباحة.
وأكد: أنه لاحظ أن هناك فرقًا وتحسنًا كبيرًا بين هذا المهرجان والمهرجانات السابقة في الترتيب والتنظيم.
والمنطقة شهدت تطورات بين مشاركته الأولى، وهذه المشاركة وأنه يستغل الوقت الذي لا يوجد فيه عمل في التنزه في بلجرشي وزيارة الأماكن التراثية.

من جانبه قال : النحال نبيل بن عماره من الجزائر هذه المشاركة الاولى في مهرجان العسل الدولي في الباحة وشاركت بعدة امواع العسل التي احظرتها عسل السدر والرتم والجرجير و الحرة والبرتقال ،
في الجزائر ننتج العديد من العسل مايقارب 40 نوع في كل شهر هناك يوجد نوعين إلى ثلاث انواع على كل شهور السنة وهذا المهرجان جميل بارك الله فيكم.

زائر للمرة الأولى

كما تحدث لصحيفة “مكة” أحمد الزهراني أحد زوَّار المهرجان قائلًا: سمعت عن هذا المهرجان وما سبقه من مهرجانات إلا أن الوقت لم يسعفني لزيارتها، واليوم الحمد لله سعدت بزيارة هذا المهرجان الذي كان مميزًا في تنظيمه، وما ضمه من أركان التي تحتوي على أنواع العسل المحلي والدولي.

وقد استفدت بعض المعلومات عن أنواع العسل وفوائده من خلال ما شرحه النحالون، والبعض منهم أصحاب خبرة ولهم باع طويل في تربية النحل، وشاهدت توافد الكثير المتسوقين وزوار المنطقة، وجاء إقامة المهرجان في وقت مناسب في ظل استقبال المنطقة للكثير من المتنزهرين والزوار القادمين من خارج المنطقة.
أتمنى لهم قضاء الأوقات الممتعة في ربوع الباحة للاستمتاع بأجوائها وما يقام عليها من فعاليات ومهرجانات.

البريد والخدمات اللوجستية

يقدم البريد السعودي خدمات لوجستية في مهرجان العسل هذا ما أوضحه خالد المجدوعي الذي التقته صحيفة “مكة” في ركن البريد، والذي أوضح أن البريد متواجد طيلة أيام المهرجان يعمل على استقبال المبيعات من المتسوقين القادمين من جميع مناطق المملكة؛ حيث يقوم المختصون على تجهيز ما يتم استلامه من مبيعات بالطرق السليمة التي تضمن وصولها إلى جهة الإرسال دون التعرض لأي تلف.
وبيَّن المجدوعي أنه منذ افتتاح المهرجان حتى اللحظة تم استقبال ما يقارب 20 إرسالية ولا زال المهرجان في بدايته، وقد شهد البريد في المهرجانين الماضيين الكثير من الإرساليات للمبيعات، وتكون المنطقة الشرقية والرياض هي الأكثر جهات يتم الإرسال إليها.

الصحة في قلب الحدث

تشارك وزارة الصحة بعدد من الفرق الصحية والتطوعية ممثلة في الإشراف الإداري والمراكز الصحية في محافظة بلجرشي بالشراكة مع جمعية إكرام المسنين وفريق أثر للتطوع الصحي وفريق صناع الإيجابية وفريق مودة ورحمة؛ وذلك بمهرجان العسل الدولي الرابع عشر بالباحة لتقديم مبادرات وخدمات صحية لزوار المهرجان.

مؤتمرات دولية

لم تقتصر جمعية النحالين التعاونية على بيع العسل ومنتجاته بل نظمت المؤتمر الدولي الرابع للجمعية العربية لتربية النحل”للممارسات الجيدة لإدارة النحل من أجل تربية نحل مستدامة” بمشاركة أكثر من 100 باحث من داخل المملكة وخارجها ونوقشت خلاله 46 ورقة علمية بمشاركة أكثر من 15 دولة من مختلف أنحاء العالم، تناولت معظم الممارسات الدولية لتطوير صناعة النحل وتربيته والحلول المبتكرة في العلاج بمنتجاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com