المقالات

جائزة نوبل للحماقة العلمية!

جائزة نوبل للحماقة (Egg Noble) ليست جائزة نوبل المعروفة، وإنما جائزة “الاكتشافات والأبحاث المضحكة”، أقيم أول احتفال للجائزة عام 1991م برعاية مجلة (Annals Improbable Research)، وهي مجلة تصدر كل شهرين تحتفي بالاكتشافات الغريبة خاصةً التي تتسم بالفكاهة.
تُمنح الجائزة في المجالات ذاتها التي تعطيها جوائز “ألفرد نوبل” المعروفة، في مجالات الطب، الفيزياء، علم النفس، الاقتصاد، السلام، الأحياء، الكيمياء، الاتصالات، الصحة العامة، والهندسة. يحصل الفائزون على جوائز هي الأخرى مضحكة إذ لا تُساوي قيمتها المادية النصف دولار لكل فائز، تعطى في حفل يبث عبر الإنترنت في سبتمبر من كل عام من جامعة هارفرد الأمريكية.
ولكي يحصل الباحث على الجائزة يجب أن يحقق شرطًا؛ هو أن يقوم بإنجاز شيء يتندر منه الناس في البداية، ثم يجعلهم يتفكرون.
يعترف الدكتور “واتانابي سيغيرو” أستاذ علم النفس في “جامعة كيئو” اليابانية وأحد الحاصلين على الجائزة، بأنه في البداية لم يولِ اهتمامًا كبيرًا لحقيقة منحه جائزة نوبل للحماقة العلمية، وكان ينظر إليها على أنها مجرد لعبة يلعبها طلاب جامعة هارفرد “بغرض المرح”، لكنه غيَّر أسلوبه من ذلك الحين، لدرجة أنه وصفها بأنها “معرض رائع للبحث الفريد”.
من جوائزها في علم النفس، تلك التي فاز بها عام 2016م، فريق من الباحثين من بلجيكا، هولندا، ألمانيا، كندا، أمريكا، قاموا بسؤال ألف شخص من الكذابين: “كيف تكذب غالبًا؟”، وفيما إذا كانوا مقتنعين هم بأجوبتهم التي قالوها!
ومن غرائب الفائزين أيضًا تلك التي منحت عام 2015م، وكانت من نصيب عالم الكيمياء “كولن راستون” من جامعة “فلندرز” الأسترالية الذي أعاد لبيضة “قشرتها” باستخدام جهاز “الإسالة بالدوران”، حيث ابتكر جهاز يستطيع تفكيك البروتينيات التي تكسب البيضة صلابة بعد سلقها.
ومن الحائزين عليها الألماني “كرستوفر هيمخن” وزملاؤه، لاكتشافهم أنه إذا كان لديك حكة في الجانب الأيسر من الجسم، فيمكنك تخفيف ذلك من خلال النظر إلى المرآة، وحك الجانب الأيمن من الجسم.
ومن الطرائف أن السير “أندريه جيم” الوحيد الذي حصل على نوبل الأصلية في الفيزياء عام 2010م، قد حصل قبلها على الـ”إيج نوبل” عام 2000م، لاستخدامه الخصائص المغناطيسية لجعل ضفدعة تحلق في الهواء بواسطة عدد من المغناطيسات.
ودفاعًا عن تلك الجائزة نشرت صحيفة “The National” الإماراتية عام 2009م، مقالًا للكاتب والسياسي البريطاني “روبرت ماثيوس” يرد فيه على الانتقادات التي وجهت للجائزة، مؤكدًا أن الأبحاث التي قد تكون عديمة الفائدة و”مثيرة للضحك” يمكن أن تفجر أفكارًا بحثية رائعة. وضرب مثالًا بما حدث عام 2006م عن أحد الأبحاث الحاصلة على “إيج نوبل” في مجال الأحياء، والتي كشفت أن أحد أنواع العوض الناقل للملاريا ينجذب بشكل متساوٍ لرائحة جبنة “الهمبرجر” ورائحة قدم الإنسان!
ورغم السخرية من نتائج هذا البحث، فقد تم استخدام ذات الجبنة لنصب أفخاخ لاصطياد هذا النوع من البعوض في بعض مناطق إفريقيا لمحاربة وباء الملاريا بشكل فعال!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com