المقالات

نيابة واحدة لا تكفي

دعوني بدايةً أشير إلى أن الفن العربي بشكلٍ عام لا تزيد عدد كاتبات الأعمال الفنية عن أصابع اليد الخمسة أو لنقل سبع كاتبات، والبقية عبارة عن ضربة حظ أصابت الذائقة الفنية في مقتل، 

ولن أبحر أو أتوسع في هذا الموضوع حتى إشعار آخر،
وسأدخل في صلب الموضوع الذي سأتناوله في مقالتي هذه،
ولكن أود أن أشير أنني أشاهد الأعمال الفنية بمختلف مستوياتها تقريبًا عندما أريد أن أتطرق للنقد الفني لكي لا أحد يلومني بأنني أنتقد دون التأكد من المحتوى؛
لذا أبدأ بما انتهى به الآخرون، وهو الثورة الإعلامية والقانونية التي ضجت بها شبكات التواصل الاجتماعي والإعلامي حول مسلسل (زوجة واحدة لا تكفي).

أعترف لكم جميعًا أنني منذ أن قرأت اسم المسلسل والكاتبة توقعت الأسوأ وليس الأفضل، وعندما اطلعت على خلطة أسماء المشاركين فيه عرفت أن الأمر (عصيد فليه) بمعنى أنه سيكون ضعيف المحتوى والقصة والهبوط التدريجي؛ فأنا من طبعي أول ما أعرف أن العمل من كتبته هبة مشاري حمادة أعمل “تخطي” مثل ما أتخطى الإعلانات الغثيثة أو أخبار المشاهير من طلاق وحمل وولادة ونوع الولادة إذا طبيعية أو قيصرية وخيانة وطقني واطقة أو حمل بدون زواج؛ لأنه هذا هو ملخص أعمالها تقوم بجمع قصاصات الأخبار وتعمل لها “نسخ ولصق” بعد عملية الإضافة البهارية لها، ومن ثم تخرج إلى النور ونبتلش بها، ونصاب بتلوث سمعي بصري أخلاقي ولا أدري لماذا الإصرار عليها ؟ ولعلي في نهاية المقالة أجد لكم إجابة قد تتفقون أو تختلفون معي عليها.
أحترم الجميع رغم أن الكثير من الفنانين العرب (نساء ورجال) لم يحترموننا كمشاهدين والأخطر لم يحترموا حرمة الشهر الفضيل؛ لذا لنكن واقعيين لدينا وللأسف إفلاس محتوى لأغلب الأعمال الفنية القصة ذاتها، ولكن تتغير بتغير المكان والزمان والجنسية ولزيادة همنا يقومون بعملية تجميع ممثلين عرب لرفع ضغطنا على كافة المستويات؛ لأنه وبحسبة بسيطة هناك عشرات الأعمال الفنية مسرحيات أو مسلسلات عرض محتوى أسوأ أخلاقيًا وفكريًا، ولكم أن تتأكدوا من ذلك متابعة ما عرض خلال ١٥ سنة الأخيرة مسلسل يشجع على العلاقة بين البنات خرفنة كبار وكبيرات السن.
الخيانة الزوجية علاقة الزوج بأخت زوجته بإيحاءات جنسية واضحة خصوصًا في مسرحيات للأسف لم تراعِ أن من يحضرها عائلة وأطفال ومراهقون.
ولن أتطرق لأسماء تلك الأعمال لكي لا أساهم في تنشيط الذاكرة لديكم، ولكن سأقول كلمة اعتراضية فيها تساؤل وأترك لكم حسن الفطنة بفهم ما أريد ذكره..
(مسرحية خليجية بطلها ولمدة ساعة تقريبًا، وهو يتحدث مع ابنه المراهق وأمام جمهور عائلي عن معاناته وهو يتابع الدوري الفرنسي)
بالله عليكم لماذا لم يحاسب على هذا الانحطاط، ولا يزال يقدمه بطرق مختلفة رغم تقدمه في العمر؟!
إذا المعني هنا ليس الدفاع عن القيم والمبادئ التي فجأة انتبهوا لها خلال عرض المسلسل وبعد مرور ٢٧ ليلة بمعنى وصلوا للحلقة ٢٧ وتوهم يُطالبون بالمحاسبة واستعدائهم للنيابة العامة ومنع عرض أعمالهم الفنية ووووووو إلخ قائمة عقوبات غريبة بل وصل الأمر من بعضهم تخوين والتشكيك في ولاء هدى وسحر حسين؛ ليختم الأمر بإيقاف أعمال لكل من شارك في المسلسل نسوا أن فيه قطع أرزاق عاملين في هذه الأعمال لا ناقة لهم ولا جمل، وأعني بهم مصورين وخلافه، وقد يكون أغلبهم مسؤولين عن أسر عديدة؛ فهذه هي طبيعة عملهم ليس لهم الحق في القبول أو الرفض،
ولو نظرنا لأرض الواقع هدى حسين أحترمها وأقدرها ولكن
لتخرج بل تهرول سريعًا من عباءة كل من تكتبه هبه حمادة؛ وعليها إعادة حساباتها من جديد، ولا يغرك مدح ودفاع الآخرين عنك فمراية الحب عمياء ومقبرة الغرور أخشى أنك قاربة منها نظرًا لمن يمدح أعمالك الأخيرة باختيار مقاطع لها وإظهارها أنها قوية أي نعم قوية لكن هل المشاهد التي قبلها وخلالها وبعدها بنفس القوة؟
أتمنى أن تاخذين فترة استراحة محارب، وتعيدين لنا هدى السابقة التي وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من قوة حضور وحب الجماهير؛ لأنها اعتمدت على نفسها بعد الله رغم الحروب والضربة إذا لم تقتلك ستقويك.
في محصلة الأمر .. الهجوم من وجهة نظري المتواضعة ليس المقصود منها الدفاع عن القيم والأخلاق الأسرية، ومنع تفكك المجتمع فمحتوى أغلب الأعمال العربية ماعاد منها رجاء ولا ينفع فيه لا طب ولا أي تدخل جراحي (فالشق أكبر من الرقعة) والواقع يقول إن الأجواء الفنية في عالمنا العربي أغلبها تمر بحالة موت دماغي، وتعيش على الأجهزة؛
إذا لعلي أطرح هنا تساؤلات هل السهام الموجهة كانت ضد هدى حسين والاحتفاء الذي وجدته من المجتمع بمختلف طبقاته من محبيها في الاحتفالات والمهرجانات التي حضرت إليها؟!! خاصة في السنوات الأخيرة ؟؟؟
خاصة أن إلهامي أوحى إلي أن هناك أيادي خفية من أحدهم أو إحداهن بإثارة بلبلة ضدها خاصة أن نجم هدى سطع ونجمةملهمتي قد أفل؟!!!!
أو لأن القناة التي قامت بعرض العمل أزعجهم تأقلها أكثر وأكثر !!!!!!!!!!!!!؟؟؟
لعلها أسئلة أصبت أو أخطأت في تحليلي لها؛ فإن كنت أصبت فمن قلمي وإن كنت أخطأت فهو شيطان قلمي (وإن وراء الإكمة ما وراءها)
وسلامة فهمكم !!!!!!!

———————

@see_moone
mooncity44@gmail.com

‫3 تعليقات

  1. اسهمتي في تناول المجتوى التمثيلي بكل المقاييس .. كيف لا ومن كتب هذا المقال استاذة في الإعلام ومُحاربة جيدة عن الأخلاق والقيم الدينية . شُكرًا لك من القلب استاذة منيرة ولا شُلت يمناك

  2. للأسف هذا نموذج عالمي لما على الإنسان أن يكونه ويفكر فيه ويعيشه ويلاحقه. ليست المشكلة في درجة الفهم ولا الوعي ولا قيمة الفن الرسالية في بناء أو تدمير الشخصية الطبيعية بل في حدود ما يسمح لك لتكونه في عالم تسيطر عليه سوق الأشياء، والأخلاق الصغيرة، ومستوى ما يسمح بالتفكير.
    إنه عالم يجعلك بارد الأعصاب وأنت ترى القتل للإنسان والفقر والتشرد وتدمير الأسرة ولكنك تهال لما تفقد قيمة كوب قهوة في مقهى مشهور أو لا تتمكن من أكل وجبة طعام سريعة ولا تشتري حلوى لمشاركة مشهورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com