أخبار العالمتحقيقات وتقارير

شباب مصر في رؤية 2030.. تمكين سياسي لتنمية القدرات ومنتديات عالمية

محافظون ومعاونو وزراء وبرامج متطورة لرواد الأعمال

محمد بربر

اُطلقت رؤية مصر 2030 في شهر فبراير من العام 2016، مستندة على مبادئ “التنمية المستدامة الشاملة” و”التنمية الإقليمية المتوازنة”، وتعكس الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: الاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي، وفي مطلع العام 2018، عملت الحكومة على تحديث أجندتها للتنمية المستدامة لمواكبة التغييرات التي طرأت على السياق المحلي والإقليمي والعالمي. واهتم الإصدار الثاني لرؤية مصر 2030 بأن تصبح رؤية ملهمة تشرح كيف ستخدم المساهمة المصرية الأجندة الأممية، وكيف سيخدم ذلك السياق العالمي. 

ويتمثل الهدف الرئيسي في تحويل الوثيقة والرؤية الخاصة بخطة الدولة للتنمية المستدامة إلى وثيقة معروفة لدى المجتمع بالكامل ونشر الوعي بها، الأمر الذي دفع إلى التفكير بالشباب ليكونوا سفراء لتلك الرؤية، خصوصًا وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي عمل منذ اليوم الأول لتوليه الحكم على دعم الشباب، فأطلق الحوار الموسع مع الشباب المصري 2016 لبحث مشاكلهم وأحلامهم وجاء تحت عنوان “عام الشباب”.

ووجَّه الرئيس الحكومة إلى تنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وتطوير مراكز الشباب، فضلاً عن إطلاق العديد من المبادرات مثل مبادرة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومبادرة “فكرتك شركتك”، ومبادرة “اسأل الرئيس” وغيرها من المبادرات.

كما أطلقت الحكومة مبادرات للارتقاء بمستوى التعليم الجامعي والفني، وإعادة تأهيل الشباب الباحث عن فرصة عمل، بما يساهم في تقليل فجوة البطالة، وتمكينهم من المشاركة الإيجابية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويمثل الشباب حوالي 60 % من التعداد السكاني لمصر وتعول عليهم الدولة في خطط التنمية الحديثة، وظهرت خطوات عملية في دمج الشباب في المؤسسات التنفيذية المختلفة، وصدر قرار رئيس الوزراء آنذاك المهندس إبراهيم محلب، رقم 1592 لسنة 2014 بتفويض الوزراء في اختيار معاونيهم، وتعد وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الأولى في تطبيق قرار 1592 لسنة 2014، حيث أصدر الدكتور الوزير مصطفي مدبولي وزير الإسكان آنذاك أول قرار بين الوزارات رقم (93) لسنة 2015 بتعيين 4 معاونين له، في كل جهة على حدة، كما أصدر قرار وزاري بتعيين معاونين هندسيين من الشباب لرؤساء أجهزة المدن الجديدة لمدة عام ، ثم توالت العديد من الوزارات في تعيين معاونين للوزراء.

تضمنت حركة المحافظين 2019 تمثيلا فعليا للشباب، وتعد الحركة التي ضمت 39 قيادة جديدة ما بين محافظ ونائب للمحافظ، من بينهم 60% من الشباب، حيث ضمت اختيار 16 محافظا، و23 نائبا، وجاء عدد الشباب 25 قيادة، اثنان من المحافظين، و23 نائبا للمحافظين جميعهم من فئة الشباب.

ومنحت الدولة فرصة حقيقية لـ8 عناصر شابة من أعضاء البرنامج الرئاسي، بينما حازت المرأة على أعلى نسبة تمثيل في منصب نائب المحافظ، بواقع 30% من إجمالي الحركة الجديدة، من خلال تعيين 7 نائبات للمحافظين الجدد، يمثلون كفاءات وخبرات علمية وأكاديمية كبيرة.

مساعدو ومعاونو رئيس الوزراء والوزراء

ووافق مجلس الوزراء، خلال اجتماعه في 12 فبراير 2020، برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي، على مشروع قرار بشأن نظام مساعدي ومعاوني رئيس مجلس الوزراء والوزراء، كبديل عن النظام المقرر بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 612 لسنة 2017، والمُعدل بالقرار رقم 1273 لسنة 2019، ونص مشروع القرار على أن يتم اختيار مساعدين ومعاونين لرئيس الوزراء والوزراء بما لا يجاوز عدد عشرة، وذلك عن طريق التعاقد، أوالندب الكُلي، أوالإعارة، لمدة سنة قابلة للتجديد، كما نص على أن يكون شغل هذه الوظائف بموجب قرار يصدر من السلطة المختصة يُحدد فيه مسمى ومهام كل وظيفة، وذلك بعد أخذ رأي الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وحدّد مشروع القرار الشروط الواجب توافرها لشغل تلك الوظائف.

البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة

وأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي في العام 2015 “البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة” بهدف إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كي تكون مؤهلة للعمل السياسي، والإداري، والمجتمعي بالدولة ودشن البرنامج موقعا رسميا وصفحة علي موقع التواصل الاجتماعي تحت شعار: “بقوة شبابها تحيا مصر”.

يحصل المتخرجون من البرنامج على شهادة أكاديمية احترافية بعد اجتيازهم المراحل المختلفة للبرنامج، والتي تتضمن ثلاثة محاور رئيسية (علوم سياسية واستراتيجية وعلوم إدارية وفن القيادة وعلوم اجتماعية وإنسانية) ويتخلل ذلك أنشطة رياضية، وثقافية، وفنية.

تكمن مهمة البرنامج في توسيع قاعدة المشاركة الشبابية في إدارة الدولة، وتهيئة آلاف الشباب لتولى مناصب قيادية، وخلق نموذج للتعليم والتدريب العملي المحترف، يسهل تكراره على نطاق أوسع، وتدعيم الهيئات الحكومية والوزارات بكفاءات حقيقية قادرة على تحسين مستوى الأداء، والإنتاجية، وحل المشكلات المزمنة، ورفع مستويات الوعي السياسي والثقافي.

وفي العام 2017 أصدر الرئيس قرارًا بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب والتي تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم،وعلى مدى السنوات الماضية قامت الأكاديمية بتخريج 3 دفعات من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، ضمت 1500 شاب وفتاة في الفئة العمرية 20و30 عاما من جميع المحافظات وفي طريقها لتخريج الدفعة الرابعة.

مؤتمرات الشباب المصري

الرئيس السيسي دشن جسرًا للتواصل بشكل مستمر مع الشباب، لمعرفة مقترحاتهم حول تطوير الدولة المصرية، وذلك من خلال مؤتمرات ومنتديات الشباب التي تُعد منصة حوارية بين الشباب وممثلين الحكومة المصرية ومؤسساتها المختلفة مجتمعية شاملة حول قضايا الشباب من كل دول العالم بشكل عام والشباب المصري بشكل خاص، منها منتديات الشباب الإفريقي مثل ملتقى الشباب العربي الإفريقي في أسوان في العام 2019، والمؤتمرات الوطنية للشباب، 

وعقد المؤتمر الوطني الأول للشباب، بمدينة شرم الشيخ في أكتوبر عام 2016، بمشاركة أكثر من 3000 شاب وفتاة من مُختلَف محافظات الجمهورية، وذلك بحضور ومشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من الوزراء والمسئولين والخبراء، وعلى مدار ثلاثةَ أيام، شهد المؤتمر أكثر من 84 جلسة وورشة عمل، تم خلالها مناقشة قضايا المختلفة، مثل المشاركة السياسية للشباب، وسبل تطوير منظومة الإعلام، وخطة الإصلاح الاقتصادي، وغيرها من الموضوعات التي وضعها الشباب على قائمة أولوياتهم، ولم يكن المؤتمر مجرد منصة للحوار والنقاش، بل امتدّ ليضم صالوناً ثقافياً شارك به العديد من الأدباء والفنانين والمثقفين لمناقشة العديد من الأعمال الفنية والموضوعات الثقافية، كما تضمَّن فعاليات رياضية مثل ماراثون السلام حيث انطلق الشباب وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية، في رسالة سلام إلى العالم أجمع، ولأول مرة، تم إطلاق جائزة الإبداع السنوي، لتضع الشباب المصري الناجح على منصة التكريم من الرئيس، حتى يكونوا قدوة ومثل يحتذى به لأقرانهم من الشباب، إلى جانب منتديات شباب العالم، ومؤتمر القاهرة عاصمة الشباب العربي في العام 2019، 

رواد 2030.. جيل جديد من رواد الأعمال

تعمل الدولة على التوجه نحو الاستثمار في الشباب وتشجيع ريادة الأعمال وثقافة العمل الحر، وتستخدم كل الوسائل المتاحة لدعمهم لأنهم أمل مصر ومستقبلها والأداة الرئيسية لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة.

وذلك في ضوء إدراك شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة القائمين على إدارة وتنظيم منتدى شباب العالم للمتغيرات الدولية الحالية والأزمات العالمية المتتالية والتي نتج عنها تداعيات إنسانية واقتصادية أصبحت تُمثل أعباء إضافية على كاهل الدول والحكومات والمواطنين، وإيماناً منهم بضرورة المشاركة في تخفيف الأعباء الاقتصادية ودفع عجلة التنمية كون الشباب المصري أحد أهم أطراف التنمية، وتواصل الدولة المصرية العمل على مواصلة تحركاتها في توسيع فرص تمكين الشباب بالسماع لأفكارهم وإبداعاتهم بما يفتح الآفاق لأفكار ومبادرات وابتكارات جديدة، وهو ما يظهر بشكل واضح في الحرص على تواجدهم بكافة الفعاليات الهامة ومشاركتهم وآخرها العمل على تضمين قضيتهم في أجندة قمة المناخ والاستماع لرؤيتهم لأول مرة، فضلا عن المشاركة والتمثيل بلجان وهيكل الحوار الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com