
عائشة المرواني ـ جدة
وسط حضور مُميّز من الأدباء والمثقفين، يتقدّمهم معالي الدكتور فهد السماري، المستشار بالديوان الملكي، ومعالي الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجه، والوزير الأستاذ إياد مدني، دشّن النادي الأدبي الثقافي بجدة، فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مُلتقى قراءة النص، الذي خصصه النادي لمناقشة موضوع “التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية”، مُحتفيًا في منصة التكريم بالأديب المدوّن الأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي.
حفل الافتتاح الذي قدّمه الدكتور عبدالعزيز القدير، أُستهل بالنشيد الوطني، تلا ذلك ترتيل آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة رئيس مجلس إدارة “أدبي جدة” الدكتور عبدالله عويقل السلمي، والتي استهلها بقوله: نلتقي هذه الليلة في نادي جدة الأدبي وفي مُلتقى اعتاد أن يكون مضيئًا بوجودكم، فمرحبًا بكم في ناديكم الذي أثبت للزمن – وهو يقاوم قسوة الشحّ وعوامل البلى- أنه سيظلُ شجرةً ريّانة الأفرع ريّا الأماليد، دائمة الخضرة منذ أن وضع بذرتها العواد وضياء وهذا النادي يطرب بالحرف وللحرف فأهلًا بكم جميعًا..
وقدم “السلمي” شكره للقيادة على اهتمامهم بالثقافة والمثقفين. ولأمير المنطقة، ولسمو نائبه، ولوزير الثقافة ونائبه، ولسمو محافظ جدة، ولأعضاء اللجنة العلمية، ولنادي الطائف الأدبي وللباحثين المشاركين.
ولفت “السلمي” إلى أن النادي استقبل ما يربو على الـ(70) ورقة، معتذرًا عن عدم قبولها جميعًا كون جلسات الملتقى لا تستوعب – في حدّها الزمني الأقصى- إلا ثلاثين متحدّثا، واعدًا بتضمين كافة البحوث في كتابٍ سيصدر بعد الملتقى مباشرة.
وختم السلمي حديثه بقوله: سجل ملتقى قراءة النص -الذي دأب على تنظيمه النادي الأدبي الثقافي بجدة- حضوره المائز في الساحة الأدبية والثقافية والفكرية بالمملكة، بجلاء أهدافه، وحسن اختياره للموضوعات التي يتناولها في كل دورة، بجانب تكريمه للرموز الأدبية والفكرية في بلادنا من خلال اختياره لشخصية تكون مدار التكريم والحفاوة، مما جعله علامة فارقة في مشهدنا الثقافي، ليس على المستوى المحلي فقط؛ بل والعربي أيضًا.
كما شهد الحفل كلمة لمعالي الدكتور فهد السماري، المستشار بالديوان الملكي، قال فيها: “أننا نقف أمام مرحلة للذاكرة، وابتلاع ما فيها من تحولات، ووجب التركيز عليها وتطويرها”.
وحول الشخصية المكرّمة أضاف السماري: “إن الشخصية المكرمة لهذه الليلة المؤرخ محمد القشعمي مثال للعمل الشفاهي غير السهل الذي يمسُ الانسان والرواية. فمما يميّز القشعمي أنه لم يكن يعمل في كل حقل، وإنّما خرج علينا بمرحلة جديدة في التاريخ الشفوي، وإبراز جهود شخصيات عدة ساهمت وأنجزت، فكان أن أخرجها للنور، مما يجعلنا نصفه بالعمل الإبداعي الذي تولد من محبة وشغف”.
عقب ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن الأديب القشعمي، الشخصية المكرمة، كشف عن العديد من جوانبه وإنجازاته الأدبية، وجهوده في التوثيق والتدوين، وبخاصة اهتمامه بتقييد الأدب الشفاهي، وتدوينه في مؤلفات مقروءة.
وفي نهاية الحفل تم تكريم القشعمي، وكذلك معالي الدكتور فهد السماري، المستشار بالديوان الملكي،وأيضًا راعي الحفل الأستاذ سعيد العنقري.