المقالات

الرياض ترفع الحصار عن دمشق

خطوة تاريخية في مسيرة المملكة العربية السعودية على درب خدمة القضايا العربية ،بتفانٍ وإخلاص، وترسيخا لقيم الإخوة وحفظا لكرامة الشقيق.
ومن يشاهد فرحة السوريين في دمشق واللاذقية وحلب وحماة وديرالزور وبقية المدن والقرى، بإعلان رفع الحصار والحظر عن بلادهم من الرياض يدرك معاني ودلالات الأعمال الكبيرة والجهود العظيمة التي تقوم بها قيادة المملكة العربية السعودية من أجل إسعاد الأشقاء ورفع الظلم عنهم وتخفيف معاناتهم وتمكينهم من استثمار مقدرات أوطانهم وتعظيم أثرها على تحسين حياتهم وتطوير بلدانهم.
لقد كانت هموم وقضايا الأشقاء في سوريا وفلسطين على رأس الأولويات التي تناقشها القيادة السعودية مع أصدقائها في العالم وتستخدم ما لديها من رصيد الثقة ومكانة وازنة وتأثير في المنافع المتبادلة لصالح قضايا العدل والإنصاف وإزالة كل ما يحول دون تحقيقها .
وخلال الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة الرياض أعلن رفع الحظر عن سوريا تقديرا لصاحب رؤية 2030 وربانها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وضع بلاده، بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في المكانة اللائقة بها دولةً قائدةً مشاركةً في علوم عصرها ومؤثرةً في أمن واستقرار إقليمها، وفاعلة في السياسة العالمية وأسواق الطاقة والتجارة الدولية.
لم تشغل القضايا المحلية،رغم أهميتها وحجم ما تم الاتفاق عليه مع الشريك الاستراتيجي الولايات المتحدة، عن القضايا الإقليمية التي تؤثر على الأمن والاستقرار، فقد كانت المسألة السورية في بؤرة الاهتمام وقبلها قضية العرب المركزية ، فلسطين، وما يواجهه سكان غزة من حرب إبادة وتجويع وقتل وتهجير، كما لم تغب عن اهتمام القيادة المواجهة بين واشنطن وطهران التي يهدد تصاعدها الأمن الإقليمي والدولي، تفعل ذلك المملكة إيمانا بدورها وتحملا لمسؤليتها وتمسكها بمبادي العدل والاحتكام إلى القانون والأعراف الدولية ورفضها المبدئي لاستخدام القوة في حل الخلافات بين الدول.
ونجاح الرياض في رفع الحظر عن سوريا وعملها المتصل الممتد في تخفيف معاناة الإخوة الفلسطينيين ومساعدة دول الجوار والأصدقاء على حل خلافاتهم بالطرق السلمية، يأتي في سياق تمسك بلادنا بمنهجها الداعي إلى السلم، المهتم بهموم العرب والمسلمين، الراغب في التعاون مع الأصدقاء، شرقا وغربا، لتقليل التوترات والنزاعات على الكرة الأرضية رحمة بالإنسان وعمارةً للأرض.

محمد المختار الفال

رئيس تحرير صحيفتي المدينة وعكاظ سابقًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى