في قمة الرياض وما قبلها لم يكن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مهندس رؤية المملكة 2030، يسعى لترسيخ مستقبل المملكة العربية السعودية فحسب، بل قدم رؤية شاملة تمتد إلى الشرق الأوسط بكامله واضعًا نصب عينيه هدفاً استراتيجياً يتمثل في تحويل المنطقة إلى “أوروبا جديدة” تنبض بالنمو والاستقرار والحداثة.
هذا التوجه لم يأتِ بمعزل عن الواقع بل انطلق من قراءة واعية للتحديات التي تواجه المنطقة وعلى رأسها مقاومة البعض للتغيير والتطوير والتمسك بإرث الماضي الذي غالباً ما يُستخدم كذريعة لتعطيل مسارات التحديث. ومع ذلك فإن سمو ولي العهد حفظه الله والمعروف بحكمته وحزمه يمضي قدماً بعزيمة لا تعرف التردد وإصرار يزداد كلما اشتدت التحديات.
فالمشروع التحديثي الإقليمي الذي تقوده السعودية تحت قيادته لا يقتصر على النمو الاقتصادي، بل يشمل الأمن والاستثمار المشترك وبناء نموذج تنموي حديث يُلهم دول المنطقة فمن يلتحق بقافلة التغيير اليوم سيكون له نصيب في رسم معالم المستقبل وحجز مقعد له في الصفوف الأولى بينما سيجد المتقاعسون أنفسهم في مواجهة عزلة تنموية وندم لا ينفع حين تتحقق أهداف الرؤية وتبدأ دول المنطقة المشاركة فيها بجني ثمار نهضتها الجديدة…..

0