سطّرَت هيئة الحج والعمرة العراقية سطرًا جديدًا في صفحة بيضاء، من خلال جهود طاقمها الذي يعمل كخلية نحل في خدمة الحجاج العراقيين المتواجدين في مكة والمدينة.
ولأنني من ضمن حجيج بيت الله الذين يسعون لمحو كل ما كُتب في صفحاتهم، فقد استشعرت هذه الخدمة التي تليق بنا فعلًا نحن حجاج العراق.
اهتمامٌ كبير تشعر به وأنت تطأ أرض مكة أو المدينة؛ وجوهٌ مبتسمة، وخدمة راقية يقدمها كادر الهيئة، من استلام الحقائب إلى تسليمك الورود، والترحيب الحار بأنشودة يؤديها شباب سعودي:
“طلع البدر علينا، من ثنيات الوداع”
مع هذه اللقطة، تدخل مباشرة إلى الأجواء الروحانية التي يبدو أنها صُممت بعناية لتلامس وجدان الحاج.
ناهيك عن الخدمة الفندقية واللوجستية الرفيعة، التي تجعلك تتساءل: أحقًا هؤلاء هم ذاتهم موظفو المؤسسات الحكومية العراقية؟
حقيقةً، تشعر أنك مواطن من الدرجة الأولى، بخدمةٍ عالية تشبه خدمات الـVIP.
ليتنا نصنع مثل هذه الحياة في بغداد ومدن العراق الأخرى!
ليت بقية المؤسسات الحكومية العراقية تُصاب بعدوى إيجابية من هيئة الحج والعمرة، أو على الأقل تقلدها، طالما أننا نعيش في زمن التقليد!
مشكلة العراق الأزلية هي مؤسساته التي تتآكل من الداخل، بفعل الروتين القاتل والفساد الذي ينخر أوصالها.
أما تجربة هيئة الحج والعمرة العراقية، فهي تجربة فريدة تكاد تكون استثنائية، بما تقدمه من خدمة وجودة عالية لأبنائها من ضيوف الرحمن.
حتى أصبحنا نفتخر بين بعثات الدول الأخرى، ونرفع الشعار بكل فخر:
“ارفع رأسك… أنت عراقي”
لأن من يقف خلفنا جنود يعملون بصمت لخدمة ضيوف الرحمن… فقط لا غير.
تحت شعار:
“أنت عراقي… وأنا في خدمتك.”