تعودنا في كل المواسم الماضية على النجاح التنظيمي لموسم الحج، لكن هذا العام هناك ما يفوق النجاح المعتاد.
فالممكنات الرقمية المتطورة ساهمت في دعم كفاءة أداء كل القطاعات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، وأبهرت كل من تابع جهود المملكة العربية السعودية في تنظيم الحج.
فـ”سدايا” عملت على تعزيز مبادرة “طريق مكة” عبر معظم مطارات القدوم الدولية، لتسريع إجراءات الوصول الميسر دون حدوث أي عوائق تقنية.
كما ساهم كل من مركز عمليات مكة الذكية (SMART MOC)، ومنصة “بصير”، و**“تصريح”، و“سواهر”** في رفع مستوى جودة الأداء التشغيلي، وتسريع كثير من الإجراءات اللازمة.
وكان التحليل اللحظي للبيانات من أهم أدوات دعم اتخاذ القرارات الدقيقة هذا العام، لتعضيد الجهود الميدانية في التأكد من نظامية القادمين إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وإدارة الحشود، وتحقيق الانسيابية، ومنع التكدس والازدحام.
وقد تم توظيف المعرفة الحديثة في حج 2025 بشكل موسع ولافت، حتى على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للحجاج، حيث تم تدشين الجراحة الروبوتية (Da Vinci Xi)، وهي تقنية لا تتوافر إلا في الأنظمة الصحية المتقدمة عالميًا، وتحتاج إلى كفاءات طبية عالية التأهيل.
كما تم تزويد المرضى غير المنوّمين في المستشفيات بأساور تقنية متطورة مجانيًا، لقياس مستويات الأوكسجين في الدم، ومعدل ضربات القلب، وطلب المساعدة الطبية تلقائيًا، على مدار أيام إقامتهم طوال رحلتهم الإيمانية.
أما عربة السكتة الدماغية، المزودة بأحدث التقنيات والمخصصة لإنقاذ الحالات الحرجة والطارئة، فقد خُصصت هذا العام لخدمة الحجيج، رغم كلفتها العالية، وهي تقنية لا تتوفر إلا لدى قلة من دول مجموعة العشرين (G20)، إضافة إلى تخصيص عيادات أسنان متنقلة تعمل بنظام الدوام المتصل، ومرتبطة تقنيًا بقاعدة بيانات “تجمع مكة الصحي”.
كما وُضِعت روبوتات إرشادية ذكية ومتعددة اللغات داخل المشاعر المقدسة وفي المنطقة المحيطة بالحرم، لخدمة الحجاج وتسهيل تنقلاتهم.
وتم توظيف تقنيات إنترنت الأشياء بشكل واسع لتقدير الظروف داخل الخيام وخارجها بدقة، لضمان أعلى مؤشرات السلامة.
وفي جانب البيئة، جاءت مبادرات جودة الأمكنة، مثل زيادة التشجير، وتوسعة مساحات الظل، وتحسين أنظمة التبريد، لتُحيط الحاج ببيئة مريحة وآمنة في كل طرقاته.
باختصار، الحاج في أمن وأمان ورغد من العيش، طالما هو في المملكة العربية السعودية لأداء مناسكه