في مكتبتي أكثر من ذكرى وأثر، للزميل الأستاذ عبد العزيز قزان – يرحمه الله – الذي تُوفي أمس السبت في جدة، بعد ملازمته السرير الأبيض ربما لعدة شهور، بسبب جلطة، ثم تداعت أسباب المرض حتى وفاته.
كان مولعًا بالكتاب وبالقراءة، وكثيرًا ما يغلبه النوم وعلى صدره كتاب. ومن خلال زمالته وصداقاته، كان يعرف أهواء البعض في موضوعات وجدها في كتاب، فيسارع إلى شراء الكتاب وإهدائه لذلك الزميل أو الصديق الذي يستهويه موضوع الكتاب. ولا أبالغ إن قلت: إنه أنفق من المال الشيء الكثير لشراء الكتب وحضور المعارض.
كنت أعدّه ممثل الحداثيين في إذاعة جدة، ذلك التيار الذي ما زالت الساحة الثقافية متأثرة بصراعاته، بين الحداثيين أنفسهم وبين التقليديين. ولعل الظروف العملية للزميل قزان، ما بين التعليم والإذاعة، لم تمكنه من فسحة في الوقت ليشارك بإنتاجه الكتابي في الساحة الثقافية والأدبية. وقد حاولت حثّه أكثر من مرة على التأليف، فحصيلته كبيرة جدًا بسبب اطلاعه، وامتلاكه لمكتبة ثرية، يستطيع من خلالها إبراز الكثير من الأفكار، بل والعمل على إصدار كتب نقدية. ويبدو أيضًا أن عمله في النادي الأدبي الثقافي بجدة، باعتباره أحد أعضاء مجلس الإدارة، أشغله عن الإنتاج الكتابي.
ستظل إهداءاته للزملاء والأصدقاء من أجمل التذكارات، التي توجب علينا الدعاء له كلما جلس أحدنا في مكتبته للقراءة، حتى إن لم يتناول الكتب التي أهداها إلينا عبد العزيز قزان.
فاللهم ارحمه، وأسكنه فسيح جناتك.
• القاهرة / الأحد 15 يونيو 2025م ــ 19 ذو الحجة 1446هـ