ولا شيء يعدل العافية. وحيث طالعتنا صحيفة مكة ببعض صور ومآسي الحوادث التي وقعت على طريق المندق وغيره من الطرقات، فذلك مما يجعل الآباء والأمهات يضعون أيديهم على قلوبهم خوفًا وشفقة على فلذات أكبادهم من مخاطر تلك الطرق. لذلك أتمنى أن يتم العناية بها من قبل الجهات ذات العلاقة، والعمل على إيجاد الطرق المزدوجة، لا سيما الرئيسة منها.
إلى كل قائدي المركبات:
أنعم الله عز وجل علينا بوسائل النقل بأنواعها وأشكالها وصورها، ومنها السيارات التي نجوب الأرض على متنها شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، ليلًا ونهارًا، فنطوف بلادنا الحبيبة في أمن وأمان ورخاء لا مثيل له. وقد عُبِّدت الطرق التي تصل إلى مختلف الجهات بيسر وسهولة، ولا يزال الجهد يُبذل لتعديل ما يمكن تعديله وتطويره.
ولا شك أن الأبناء هم عماد المستقبل الوضّاء، بهم تزدهر الأوطان وتنمو الحياة. وفي ظل هذه النعم أصبح معظم أولادنا – بنين وبنات – يقودون المركبات من وإلى مدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم، وإلى مختلف الجهات والأماكن العامة والخاصة. وهذا يعني أنهم مؤتمنون على أنفسهم وعلى الآخرين، مما يلزم معه الامتناع عن التصرفات الخاطئة أثناء القيادة التي قد تفضي إلى الحوادث المرورية – لا قدّر الله. وإن كان كل شيء بقدر الله، إلا أن الحيطة والحذر والالتزام بقواعد المرور الموضّحة على الطرق من الأهمية بمكان للحفاظ على سلامة الأنفس والممتلكات.
رسالتي للأبناء:
- تذكروا دائمًا أن أهليكم ينتظرون عودتكم بفارغ الصبر عند كل مشوار. فاستخدموا وسائل النقل بهدوء وتروٍ، وابتعدوا عن السرعة والتحديات التي أزهقت الأرواح. ولعلكم شاهدتم بأعينكم بعض تلك المآسي، والله المستعان.
- التزموا بالأنظمة التي وُضعت من أجل سلامتكم وسلامة الآخرين، وامتثلوا لقوله تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾.
- انتشر في الآونة الأخيرة – مع الأسف – كثرة استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، خصوصًا بين الشباب، لتصوير مقطع قصير قد يكون وبالًا على صاحبه وعلى الآخرين. وإذا كان لابد من التصوير، فتوقف للحظة ثم تابع سيرك.
- لا تعتمد على مهارتك في القيادة فقط؛ بل ضع في حسابك مفاجآت الطريق وتصرفات الآخرين، وراعِ الأحوال الجوية، فقيادة وقت الصحو تختلف عن القيادة وقت المطر.
حفظ الله الجميع من كل سوء، ووقى وطننا وأبناءنا شر الحوادث والمكاره


