نشكر القائمين على حملة “مكة للتوعية المرورية” من أجل شبابنا وأمن طرقنا، هذه الحملة الإعلامية والتوعوية التي أطلقتها وتنفذها بكل اقتدار صحيفة مكة الإلكترونية بقيادة ربانها المبدع رئيس التحرير عبدالله الزهراني، وبإشراف المحرر والكاتب والإعلامي القدير الأستاذ حسن الصغير.
لقد استوقفتني تلك العبارة الجميلة “أعطِ الطريق حقه” التي ذكرها الأستاذ حسن الصغير في كلمته ضمن الحملة، وكم هي عبارة عميقة ومعبّرة؛ لها دلالات واضحة وأبعاد متعددة. والمطلوب منا جميعًا – في سبيل تحقيق مستهدفات برنامج جودة الحياة ضمن رؤية المملكة الطموحة 2030 – أن نعمل جاهدين، كلٌّ في مجاله، على تقليل حوادث الطرق وما ينجم عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات. وكما نحن متميزون بأطوال وجودة ومواصفات طرقنا في المملكة، فمن باب أولى أن نُكمل هذا الجمال بالعناية بسلامة الطرق وأن نحرص على إعطاء الطريق حقه.
فقائد المركبة يجب أن يعطي الطريق حقه بالقيادة الواعية والالتزام التام بتعليمات المرور، وكذلك حسن الخلق في التعامل مع الآخرين من مشاهٍ وقائدي مركبات. ورجل المرور عليه أن يعطي الطريق حقه بالتواجد ومضاعفة الجهود وضبط المخالفين والمتهورين. ومخطط المدينة يجب أن يعطي الطريق حقه بمهارة التخطيط الحضري الذي يراعي جوانب السلامة المرورية وإيجاد ممرات المشاة ومعابر الطرق الآمنة. أما المهندس المصمم للطرق والمهندس المشرف والمقاول المنفذ لمشاريع الطرق، فعليهم إعطاء الطريق حقه بجودة التصميم والتنفيذ والصيانة والتشغيل.
وعلى هذا المنوال، فإن المعلم في المدرسة، ورموز المجتمع، والمشاة من عابري الطرق، عليهم إعطاء الطريق حقه بالتوعية والتثقيف، والالتزام بمبادئ وقوانين السلامة المرورية وصناعة القدوات. بل إن كل مواطن ومقيم على أرض المملكة عليه واجبات ومسؤوليات تجاه سلامة الطرق؛ لأنها هدف سامٍ مشترك يحظى بالرعاية والعناية من لدن قيادتنا – أدام الله عزها – وحكومتنا ووزاراتنا وهيئاتنا ومؤسساتنا العامة
