القيادة ليست مجرد مهارة يتحكم بها السائق في المركبة، بل هي وعيٌ وإدراكٌ بأن النفس أمانة عظيمة أودعها الله لدى صاحبها، وأن الحفاظ عليها واجب شرعي وإنساني ووطني. ومن هنا تأتي أهمية الالتزام بتعليمات القيادة الآمنة، وتجنّب كل ما من شأنه أن يعرّض الأرواح للخطر مثل السرعة المفرطة، أو التهور، أو الانشغال بالجوال، أو غيره من الملهيات أثناء القيادة، فالسائق الواعي لا يحمي نفسه فقط، بل يحفظ معه حياة أسرته وكل من يشاركه الطريق.
لقد أولت قيادتنا الرشيدة هذا الجانب جلّ عنايتها، فعملت على تهيئة كل ما يسهم في رفاه المواطن والمقيم، وتوفير بيئة مرورية آمنة للجميع. وجاء ذلك عبر تحديث أنظمة المرور، ورفع كفاءة الطرق وسلامتها، وتزويدها بالوسائل الحديثة التي تحدّ من السلوكيات الخاطئة، مثل أنظمة المراقبة الذكية “ساهر” وغيرها من الحلول التقنية، إضافة إلى التوسع في مشروعات البنية التحتية التي جعلت طرق المملكة أكثر أمانًا وجودة.
وإذا نظرنا إلى واقع السلامة المرورية اليوم فإننا نلمس بوضوح انخفاضًا ملموسًا في نسب الحوادث، وارتفاعًا في الوعي العام، وهو ما يعكس أثر هذه الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية بالتكامل مع الوزارات والجهات ذات العلاقة بالطريق والسائق والمركبة.
وبوصفي ضابط أمن متقاعد عايش هذه التحولات، أستطيع القول إن مستوى السلامة المرورية قد تحسن بصورة لافتة، وإن ما تحقق لم يكن ليكون لولا الرؤية الحكيمة لقيادتنا، وما وفرته من إمكانات وتشريعات وتوعية شاملة.
إن القيادة الآمنة مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتتصل بجهود الدولة، ومن هنا فإن التزامنا بأنظمة المرور ليس مجرد تجنب للمخالفة، بل هو حفاظ على النفس وصون للأرواح. والشكر لله ثم للقيادة التي لم تألُ جهدًا في سبيل أن يكون الطريق آمنًا لكل مستخدم. كما أخصّ بالشكر زملاءنا من رجال الأمن البواسل، وأثني على العاملين الميدانيين، إذ أعلم جيدًا ما يستحقونه من تقدير لما يواجهونه من متاعب
