المقالات

شذرات.. لعيون الوطن في يوم عُرسه

اللواء الركن م. د. بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود

• ونحن نحتفي بذكرى يومنا الوطني الخالد، المشرق في جبين التاريخ، يحق لنا أن نفرح، لكن ينبغي ألا تنسينا فرحتنا استحضار ما أنعم الله به علينا من نعم عظيمة لا تُحصى، أبرزها الأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار، الذي أصبح علامة سعودية مسجلة بامتياز، يغبطنا عليها الأصدقاء ويحسدنا عليها الحاقدون.

• لقد تحقق لنا هذا الأمن الفريد، بفضل الله سبحانه وتعالى أولًا، ثم بصدق قادتنا البررة ووفائهم لرسالة البلاد منذ عهد الإمام محمد بن سعود، ثم الإمام تركي بن عبد الله، فالمؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، ومن تبعهم من القادة النجباء من هذه الأسرة الكريمة المباركة. وتواصل ذلك باجتماع كلمتنا، ووحدة صفّنا، وولائنا لعقيدتنا، والتفافنا حول قيادتنا.

• إن الاحتفاء باليوم الوطني أعمق معنى من الأناشيد والأهازيج، وإن كانت مطلوبة؛ فهو في حقيقته تجديد عهد من كل سعودية وسعودي بالمحافظة على الأمن، والالتزام بالأنظمة والتعليمات، وصيانة الأرواح والممتلكات. وليستشعر كل واحد منَّا أنه جندي في موقعه، يخدم وطنه بما يستطيع؛ الموظف في عمله، والتاجر في متجره، والمعلم والطالب في مدرستهما، والفلاح في حقله، والجندي في ثكنته، وكلنا راعٍ ومسؤول عن رعيته.

• إن الولاء للعقيدة، والوفاء للقيادة الرشيدة، والصدق في الانتماء للوطن، هي الركائز الأساسية للتنمية والبناء والازدهار، وهي الدرع الواقي من كيد الطامعين وغدر الخونة والعملاء. فالوطن كالسفينة التي تمخر عباب البحر؛ إن حافظ كل راكب فيها على موقعه، وصلت إلى بر الأمان، وإن عبث بها واحد، غرقت وهلك الجميع.

• صحيح أن التعبير عن حب الأوطان بالأناشيد والخطب والكلمات مطلوب، غير أن الحب الحقيقي للوطن يكون بالعمل الجاد، والحرص على أن يكون الواحد منَّا اليوم أفضل مما كان عليه أمس، وأن يخلص في السر والعلن، ويستعد للدفاع عن وطنه بكل ما يملك، باللسان أو حتى بالسنان إن لزم الأمر. ولنا في قصة نابليون مع الجاسوس النمساوي عظة بالغة: حين كافأه على خيانته لوطنه برزمة مال، ورفض مصافحته، قائلًا: “هذا المال لأمثالك، أما أنا، فلا أصافح من خانوا أوطانهم”. وهكذا هو مصير الخائن: الذل والمهانة.

• تذكّروا أن اليتيم اليوم ليس من فقد والديه، بل من فقد وطنه، ولا سيما إذا كانت خيانته للأعداء سببًا في ضياعه. وما أكثر الأمثلة حولنا لبلدان مزّقها الخونة، فتحولت إلى جحيم طارد بدلًا من أن تكون حضنًا دافئًا.

• وختامًا: الحمد لله رب العالمين على نعمه العظيمة، ثم الشكر لمؤسسينا الأوائل، ومن تعاقبوا على حمل الراية وتحمل المسؤولية عبر تاريخنا العريق. والعرفان لقائد مسيرتنا اليوم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله –، والتحية لكل سعودية وسعودي في الداخل والخارج، مع الدعاء بحياة كريمة وسعيدة، ملؤها العطاء والفلاح والنجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى