المقالات

لـ «مهدي الكناني» أجمل التهاني

لمهدي الكناني أجمل التهاني، فهو اسم لمع في ساحة التربية والتعليم، كما في ساحة الإعلام والعلاقات الاجتماعية والإنسانية. مثال للرجل الذي صنع نفسه بنفسه، وأصبح أيقونة في المجتمع، أينما تبحث عنه تجده في خدمة وطنه ومجتمعه، يسلك دروب الوطنية، ويقف على منابر الاحتفالات الأهلية والرسمية، يرصّع بعباراته وحروفه جبين كل مناسبة أو حفل يُدعى إليه، وهذا ما حقق له شهرةً واسعة بين محبيه، سواء في ميدان التربية والتعليم كمعلمٍ ينتمي إلى قوائم خريجي جامعة الملك عبدالعزيز – تخصص لغة عربية – أو في ميدان الإعلام، الذي جعله نجمًا يُشار إليه بالبَنان كاسمٍ ورمزٍ من رموز محافظة المندق ومنطقة الباحة وزهران العريقة، من قبيلة بني كنانة التي يُكنّى بها.

اليوم، الجمعة الخامس عشر من شهر جمادى الأولى 1447هـ، يحتفل أصدقاء أبي زياد تكريمًا لمسيرته البيضاء في مجال التعليم، واعترافًا بجهوده التي بذلها في مسيرة الإعلام التي لم تنطفئ بعد، بل ستزداد توهجًا في سماء الكلمة الصادقة لخدمة الوطن والمجتمع في كل ما يتيسر له من مجالات النشر أو خدمة المجتمع متى أُتيحت له الفرصة، ليقف خلف المايك مقدّمًا أو متحدثًا، وهو جديرٌ بالثقة التي زرعها في قلوب من عرفه عن قرب، بتواضعه الذي يعد سِمَةً، وأخلاقه التي تمثل الجسر الذي يوصله لقلوب الآخرين دون تكلّف، وإنما بالفطرة التي تغذيها التجربة وتصقلها الموهبة عند الكناني مهدي بن حسن الزهراني.

سيرته الذاتية حافلة بالعطاء والوفاء لأصدقائه ومحبيه، وأتذكر جهده في لجنة تكريم الصديق البروفيسور الشاعر عبدالواحد الزهراني في منطقة الباحة، إذ تولّى الملف الثقافي، ومن خلاله استطاع أن يجمع عشرات المقالات من كتّاب معروفين، رصّع بها جبين الكتاب الذي صدر بهذه المناسبة الاجتماعية، وهذا مثالٌ حاضر للذهن وقريب للذاكرة، فيما ينوء أبو يزيد بالكثير من الأعمال المشابهة، وهو أهلٌ لذلك.

اليوم يُكرَّم، وعلى رأس المكرِّمين الشيخ سعيد بن علي العنقري، صاحب العطاءات التي لا تقف عند حد ولا تستثني أحدًا في مجال خدمة المجتمع، كما هو في الأعمال الإنسانية، فهو خير مثالٍ لذلك، وله مشروعات نخبوية لا يجهلها أحد، ولي عليه دينٌ بتكرّمه وقبوله دعوتي لتشطيب النادي الأدبي بالباحة، الذي كلفه قرابة سبعة عشر مليون ريال تقريبًا لخدمة الثقافة والمثقفين. وها هو اليوم في مقدمة من يتبنّون الأعمال الإنسانية من خلال ما قدّمه ويقدّمه في الباحة وخارجها بما يقارب مائتي مليون ريال، جعلها الله في موازين حسناته وحسنات أسرته وأولاده، الأحياء منهم والميتين.

نعود لمحور حديثنا عن تكريم الصديق مهدي الكناني الزهراني، فنشير إلى أنه تدرب على فنون الكتابة والحاسب الآلي والعلاقات العامة، وإدارة الأزمات، واستراتيجيات التخطيط، وتطوير الذات، والحوار الفعّال، والتنمية المستدامة، وتنظيم المعارض وفعالياتها، وغيرها من الدورات التي حصل من خلالها على اعتمادات وشهاداتٍ أفاد بها واستفاد منها المجتمع.

الصديق مهدي الكناني عمل رئيسًا لعدة لجان إعلامية وثقافية، وعضوًا في لجان مماثلة في الباحة والرياض ومكة المكرمة، وله خبرات بارزة، من أبرزها: رئاسته لتحرير مجلة الغرفة التجارية بالباحة، وإدارة المركز الإعلامي بمحافظة المندق، ورئاسة قسم المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالباحة، ونائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة المندق، ومديرًا للمركز الإعلامي بمكة المكرمة والمدينة المنورة خلال انعقاد اللقاءين الثاني والثالث لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. كما أدار المركز الإعلامي الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، وعمل في مجالات الإعلام بجريدة المدينة، حيث كان مسؤولًا عن الشؤون الثقافية والفنية، ومستشارًا إعلاميًا بجمعية الثقافة والفنون بجدة، واضعًا الخطط والاستراتيجيات للعمل الإعلامي بالجمعية، وصانع محتوى لعددٍ من الشركات ذات العلاقة بخدمة الحج والعمرة، ومستشارًا ثقافيًا بشركة “مستقبل الثقافة”. له العديد من المشاركات، منها تقديم دورات في مجال الصحافة لطلاب التعليم العام في الباحة وجدة، فضلًا عن مساهماته الواسعة في فعاليات خدمة المجتمع.

انعطاف قلم:
ما ذكرناه في هذا المقال هو غيضٌ من فيض عطاء الزميل مهدي الكناني، الذي يُعد أيقونة مهمة في تكريم الرجال الذين لهم باع في خدمة الوطن والمجتمع. فلا غرابة أن يُكرَّم اليوم، فـ”الشيء من معدنه لا يُستغرب”، وإذ نشكر القائمين على هذا التكريم، فإننا نشد على أيدي هذه النخبة، وننتظر القادم الجميل كما كان الماضي الأجمل، والله من وراء القصد.

عبدالله أحمد غريب

نائب رئيس نادي الباحة الأدبي السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى