يهدف كاتب هذه المقالة الى رسم خارطة طريق وطنية ( مقترحة) لتعزيز تنافسية المواهب السعودية واستبقائها حتى عام 2030 (مبني على مخرجات تقرير GTCI 2025 ومنتدى كورن فيري للرأس المال البشري في المملكة 2025-2026)
لكن يجدر لنا قبل الغوص في مضمون خارطة الطريق هذه ان نعرف ما هو مؤشر GTCI؟
إن مؤشر التنافسية العالمية للمواهب (Global Talent Competitiveness Index – GTCI) يُعرف بأنه تقرير سنوي يصدره معهد INSEAD للإدارة الدولية
يُعد هذا المؤشر أداة قياسية عالمية لتقييم قدرة الدول على جذب، تطوير، واحتفاظ المواهب البشرية، مع التركيز على كيفية مساهمتها في النمو الاقتصادي والابتكار.
يغطي المؤشر 135 دولة (تمثل أكثر من 97% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و93% من سكان العالم)، ويعتمد على 77 مؤشراً رئيسياً مقسمة إلى ستة محاور رئيسية:
* التمكين والجاذبية (Enable و Attract): يقيس السياسات التي تجذب المواهب الدولية والمحلية.
* تنمية المواهب (Develop): يركز على التعليم والتدريب.
* الاحتفاظ بالمواهب (Retain): يقيم القدرة على الاحتفاظ بالكفاءات.
* المهارات المهنية والتكنولوجية (Vocational and Technical Skills): يغطي المهارات المتخصصة.
* المهارات المتوافقة مع سوق العمل (Synergy): يقيس التكامل بين التعليم والسوق.
* المهارات العامة (Market Sophistication): يركز على الابتكار والتسويق.
وبناءً على الاتجاهات السابقة والتقارير الإقليمية، حققت المملكة العربية السعودية تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بفضل رؤية 2030، التي تركز على تطوير التعليم والجذب الدولي للمواهب.
وتؤكد أحدث البيانات العالمية والمحلية أن لدى المملكة فرصاً واعدة في سوق المواهب حيث :
* التحول الاقتصادي السريع،
*ارتفاع الناتج غير النفطي،
*تدفقات الاستثمار الأجنبي الضخمة،
*توسع صندوق الاستثمارات العامة،، والمشاريع العملاقة.
وكلها تخلق طلبًا غير مسبوق على مهارات جديدة (خاصة الذكاء الاصطناعي، التحليلات، اللوجستيات، والهندسة الرقمية)، مع علاوات تصل إلى فوق متوسط السوق.
وفي الوقت نفسه، تسجل المملكة :
* ارتفاعاً في معدلات الدوران في الوظائف الحرجة
*وتركيزًا للكفاءات السعودية في القطاع العام
*بينما القطاعات التحويلية تحتاج الى مزيد الكفاءات.
وحيث تمثل المواهب الوطنية الركيزة الأساسية لتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠، وفي ظل التحول الاقتصادي غير المسبوق، تبرز الحاجة لخارطة طريق لتعزيز تنافسية واستبقاء المواهب السعودية في القطاع الخاص 2026-2030» تتكون من 11 مرحلة متكاملة:
المرحلة الأولى: تحليل الواقع الراهن عبر دراسات ميدانية ومقابلات متعمقة وبيانات حكومية وخاصة، مع مقارنات معيارية مع دول رائدة ومتقدمة في هذا التصنيف .
المرحلة الثانية: تحديد القضايا الاستراتيجية المؤثرة إيجاباً وسلباً على تنافسية المواهب، مع أولوية التدخلات.
المرحلة الثالثة: وضع المستهدف الوطني الكمي والكيفي حتى 2030، والدخول ضمن أفضل عشر دول في مؤشر GTCI.
المرحلة الرابعة: تصميم مؤشرات الأداء الرئيسية ومؤشرات الإنجاز لكل قضية استراتيجية.
المرحلة الخامسة: تحليل الفجوة بين الوضع الراهن والمستهدف 2030 لكل مؤشر.
المرحلة السادسة: إجراء تحليل رباعي شامل لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات لجميع الفجوات الكبرى.
المرحلة السابعة: صياغة استراتيجية عبور الفجوة بين الواقع والمستهدف مع تقييم الخيارات واختيار المسار الأمثل.
المرحلة الثامنة: وضع الخطة التنفيذية التفصيلية التي تشمل المبادرات والبرامج والمشاريع ومؤشرات الأداء المرحلية.
المرحلة التاسعة: توزيع المبادرات والمسؤوليات على الجهات المعنية ( الحكومية وغير الحكومية)
المرحلة العاشرة: تحديد الممكنات اللازمة تشريعياً وتنظيمياً وتقنياً ومالياً وبشرياً، ووضع خطة لتوفيرها.
المرحلة الحادية عشرة: إطلاق التنفيذ مع متابعة ربع سنوية وتقييم سنوي وتعديل مستمر للخطة.
الآلية التنفيذية المقترحة
أولاً : التوصية بتبني هذه الخارطة باعتبارها تمثل رؤية استراتيجية واضحة لتحقق المملكة الصدارة العالمية في تنافسية المواهب، تحقيقاً لرؤية ٢٠٣٠.
ثانياً : تشكيل فريق مركزي متفرغ من 15-20 خبيراً،
وفرق عمل متخصصة غير متفرغة،
(بالاضافة الى مجموعات الدعم الفني والمالي والإداري)
وعقد 6-8 ورش عمل كبرى خلال 18-24 شهراً.
مع بدء التنفيذ الفعلي للمبادرات الأولية مطلع 2027.
والله من وراء القصد.





