الحج والعمرةالحرمين الشريفين

الدكتور صالح بن حميد في خطبة عرفة: التقوى والإيمان طريق النجاة.. والتزام أنظمة الحج واجب ديني وحضاري

ألقى معالي الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام، خطبة يوم عرفة لعام 1446هـ من منبر مسجد نمرة، مؤكدًا فيها على عظمة هذا اليوم، وعلوّ منزلته، وما فيه من نفحات ربانية، وفرص عظيمة لنيل العتق من النار، داعيًا الحجاج وجموع المسلمين إلى الإكثار من الذكر والدعاء والثناء على الله سبحانه وتعالى في هذا الموقف المبارك.

وأوضح فضيلته أن التقوى هي جماع الخير وأساسه، وأمر الله بها جميع خلقه، مبينًا أنها تمسّك بدين الله، وعمل بشرعه، وخوف من عقابه، ورجاء لثوابه، كما شدّد على أهمية التعاون على البر والتقوى في سائر مناحي الحياة، لاسيما في مثل هذه المواسم العظيمة.

وسلط الشيخ ابن حميد الضوء على مرتبة الإيمان باعتبارها الركن الثاني من مراتب الدين، وعرّفها بأنها “قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان”، مشيرًا إلى أن من مظاهر الإيمان: صلة الأرحام، وبر الوالدين، وصدق الحديث، وطيب القول، والوفاء بالعهد، والتحلي بحسن الأخلاق.

وأضاف معاليه أن الإيمان الحق هو طريق الفوز بخيري الدنيا والآخرة، ويتضمن الإيمان بالله وصفاته العُليا، وبملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم مهيمن على الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل.

كما بيّن أن شهادة “أن لا إله إلا الله” تعني صرف العبادة لله وحده، وعدم إشراك أحد من الخلق معه فيها، مستشهدًا بقول الله تعالى:
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾.

وفي جانب الرسالة، أكد أن في تقرير نبوة محمد ﷺ توحيدًا للأمة، واجتماعًا للقلوب، ومصدرًا واحدًا للتلقي، يُغني عن البدع ويضمن أداء العبادات كما جاءت في الكتاب والسنة، محذرًا من الابتداع ومؤكدًا أهمية الاتباع الصحيح.

وفي ختام الخطبة، شدد معاليه على أن الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة للحج واجب ديني وأخلاقي، وسلوك حضاري يُعبّر عن روح التعاون والانضباط، ويضمن سهولة حركة الحجاج وأدائهم المناسك دون عناء أو مشقة، تحقيقًا لمقاصد الشريعة في التيسير والتكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى