المقالات

المساجد أطهر البقاع … فلنطهّر سلوكنا فيها

المساجد بيوت الله ، ومهوى القلوب المؤمنة ، فيها تُقام الصلاة وتُتلى الآيات وتطمئن النفوس . ومكان بهذا القدر من الطهر يستحق أن يُعظَّم حق التعظيم ، وأن يُصان من كل ما يشوّه صورته أو يخلّ بجلاله.

غير أن الناظر اليوم يرى سلوكيات مؤسفة من بعض المصلين ، وكأنهم غفلوا عن أن المسجد مقام عظيم . فمنهم من يدخل بروائح مؤذية ، أو يترك أبناءه يمرحون ويشوّشون على المصلين ، ومنهم من يكدّس الأحذية عند الأبواب رغم وجود رفوف مخصصة ، فيشوّه المنظر ويعيق الداخلين ، وربما ينقل الأتربة إلى داخل المسجد . وبعضهم يرمي المخلفات أو يقلم أظافره غير مبالٍ بحرمة المكان ، وآخرون يأتون بملابس نوم لا تليق بالوقوف بين يدي الله . بل إن بعضهم يسيء إلى جيران المسجد بإيقاف سياراتهم أمام بيوتهم دون مراعاة لظروفهم .

هذه المظاهر تتنافى مع قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ” البُصاق في المسجد خطيئة ، وكفارتها دفنها”، فكيف بما هو أشد من ذلك؟! إن النظافة واحترام بيوت الله ليست أموراً شكلية ، بل هي عبادة تعكس عمق الإيمان وصفاء القلوب .

دخول المسجد ينبغي أن يكون صورة من صور الطاعة ، نتهيأ له بالوضوء والنظافة وحسن المظهر ، أكبر من أن نتهيأ للقاء عظيم من البشر . ومن هنا يجب أن يحرص كل مصلٍّ على أن يكون حضوره لبيوت الله عنواناً للوقار والخشوع ، وقدوةً لمن هم حوله .
فلنطهّر سلوكنا كما نطهر أجسادنا للصلاة ، ولنجعل المساجد منارات للجمال والإيمان ، تعكس عظمة الإسلام وسموّ أخلاق المسلمين .
ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى