المقالات

أرامكو والقادسية في الطريق الصحيح

في مقال سابق كتبتُ عن الإستراتيجية التي تنتهجها شركة أرامكو لناديها القادسية ، وأثنيتُ على تلك الإستراتيجية ، خصوصًا في جانبها طويل الأجل . فمن يستعجل النتائج لا يرى إلا بعين واحدة ، بينما من يؤمن باستراتيجية البناء وما تتطلبه من صبر وانتظار، فإنه يرى الأمور بعينين ثاقبتين .
ومع ميلي إلى الإستراتيجية بعيدة المدى ، فهذا لا يعني أن من يتمنى تحقيق البطولات سريعاً مخطئ ، بل على العكس ، فهو محب ـ إن لم يكن عاشقًا ـ لناديه ، ويرى أن البطولات هي التي تساهم في استعادة شعبية القادسية التي تراجعت بسبب ما تعرض له النادي من عثرات داخل الملاعب وخارجها .

ما دفعني للعودة للكتابة عن أوضاع الفريق ومستقبله أمران :
الأول : الخشية من أن يقرأ اللاعبون ما أشرتُ إليه بشأن عدم الاستعجال في تحقيق البطولات بطريقة خاطئة ، فيظنوا أن ذلك يقلل من أهمية القتال من أجل أي بطولة .
أما الثاني : فهو تسليط الضوء على عدد اللاعبين الذين يمثلون نادي القادسية في صفوف منتخبنا تحت 19 عامًا ، والذي توّج مؤخراً ببطولة كأس الخليج – السنية – . فقد شكّل لاعبو القادسية النسبة الأكبر بواقع سبعة لاعبين ، يليهم الاتحاد بخمسة ، ثم النصر بثلاثة ، فالشباب والهلال بلاعبين اثنين ، وأخيراً الاتفاق والأهلي والفتح والحزم بلاعب واحد لكل منهم .
ماذا يعني ذلك؟
يعني أن القادسية تسير في الطريق الصحيح لبناء قاعدة قوية لمستقبل الفريق . فوجود سبعة لاعبين في المنتخب يؤكد أن الخطط المقررة بدأت تؤتي ثمارها ، كما يمنح النادي فرصة كبيرة للاستفادة من تلك المواهب إما بضمهم تدريجياً للفريق الأول ، أو بالاستفادة منهم استثمارياً من خلال انتقالاتهم إلى أندية أخرى وفقًا لاحتياجات الفريق .

ولو نظرنا إلى الأندية الأوروبية ، لوجدنا فريق ساوثهامبتون الإنجليزي الذي خرّج وباع عقود نجوم كبار مثل غاريث بيل ، وفان دايك ، وماني . وكذلك برايتون الذي انتهج مؤخراً النهج ذاته . وفي البرتغال هناك بنفيكا الذي باع عقود سانشيز وروبن دياس ، وسبورتنغ لشبونة الذي قدّم للعالم الأسطورة كريستيانو رونالدو. وفي موناكو قدم الفريق النجم الكبير إمبابي عندما كان عمره ١٦ عاماً آنذاك . وعلى هذا النهج تسير عدة أندية أوروبية ، إذ ترعى المواهب الصغيرة ثم تبيع عقودها بمبالغ ضخمة . واليوم ، يعود القادسية ليرعى المواهب الواعدة لبناء الفريق وخدمة منتخبات الوطن ، مع الاستفادة من فرص الاستثمار في عقودهم محلياً وخارجياً .

مرة أخرى ، أرفع العقال تحية لإخوتنا في شركة أرامكو ، ولمجلس إدارة نادي القادسية ، ولرئيسه التنفيذي ، ولمشرفي الأكاديميات المنتشرة في عدد من المناطق والمحافظات ، والمشرفين على الفِرق السنية ، على هذا العمل الرائع والمتميز .
ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى