عندما كتبت مقالي “زمن الطيبين”،، فرحت بتفاعل غير محدود من الكثير من القراء. لكني – والحق يقال – تفاجأت بالبودكاست الذي أنتجته صحيفة مكة حول المقال. كما تفاجأت بردود وتعليقات متميزة من فئات لم تقرأ المقال المكتوب، لكنها شاهدت ذلك البودكاست وتفاعلت معه. وهذا يؤكد أن ريادة الصحيفة في تحويل المقال المكتوب إلى بودكاست مسموع ومرئي أضافت الكثير لمساحة انتشار المقال، وخاصة عند بعض ضعاف البصر أو المكفوفين – أعانهم الله وعوضهم خيرًا – كما سجلت ريادة في هذا المجال لصالح الصحيفة وسبقًا لها قبل جميع الصحف السعودية والعربية.
هذه المبادرة القيّمة نجحت في توظيف الذكاء الاصطناعي في تحويل النصوص إلى أصوات طبيعية قريبة من الإنسان، ومنحتها إمكانية اختيار نبرة الصوت وحتى السرعة والترجمة مستقبلًا. هذا كله يلخص أهمية توظيف التقنية لخدمة مساحة أوسع من المتلقين بمختلف فئاتهم وظروفهم، فهناك فئة تميل إلى الاستماع أو المشاهدة أكثر من ميلها إلى القراءة.
ولو أردت تعداد الجوانب الإيجابية لفكرة تحويل المقالات من نصوص مكتوبة إلى مقاطع صوتية أو مرئية، لربما أثقلت عليكم. لكن هناك جوانب لا بد من التعريج عليها، ومنها إمكانية متابعة المقطع أثناء ممارسة الرياضة في المراكز الرياضية، أو عند المشي أو قيادة السيارة – طبعًا الاستماع وليس المشاهدة. كما أن الصوت يضيف بعدًا عاطفيًا للمقال قد لا يحققه النص المكتوب.
لدي تجربة شخصية توضّح الفارق الكبير في التأثير بين الكتابة المقروءة والصوت المسموع. فرغم أني بدأت التعليق بعد الكتابة الصحفية بعشرين سنة، ورغم أني كنت أكتب مقالًا يوميًا في الصفحة الأخيرة من صحيفة اليوم لمدة ست سنوات، إلا أن الناس لا يزالون يتذكرون صوتي أثناء التعليق على المباريات أكثر بمراحل مما يتذكرونه من مقالاتي، رغم أني كنت أكتب حول القضايا التي تهم المجتمع والناس.
لقد نجحت صحيفة مكة في تفعيل مفهوم صحافة الذكاء الاصطناعي، بعد أن كان لها السبق في تحويل المقال المكتوب إلى مقال مسموع منذ عام 2014. وها هي اليوم تواكب التقنية، وتسجل حضورها المميز في الصحافة السعودية عبر بودكاست مسموع ومرئي.
ولكم تحياتي.



جميل جدا ان يطل علينا الزميل العزيز محمد البكر من خلال هذا المنبر بعد غيباب طويل صاحبه شعور بحسب تقديري بان الساحة لم يعد لنا فييها مساحة كافية وهذه سنة الحياة ، والاجمل ايصا ان صحيفة مكة قدمت لنا البكر بقالب حديث مستخدمة وسائل العصر للوصول الى كل الناس