في الأسبوع الماضي وفي ليلة تلحفت فيها السماء ببياض نور القمر، وتوشحت الأرض بخضرة طبيعة أرض الطائف الجميلة احتفلت صحيفة مكة وإيوان المودة بمناسبة اليوم الوطني السعودي(95). وقد شارك في هذه الأمسية كوكبة من القيادات والأكاديميين والأدباء والمفكرين وكتّاب الرأي الذين أكدوا إن اليوم الوطني ليس مجرد تاريخ في الذاكرة، بل هو رمز للعزة والوحدة، والعهد والولاء لقيادتنا الرشيدة، وتأكيد لانتمائنا ووفائنا لهذا الوطن المعطاء.
وكان من بين المشاركين في هذه الأمسية سعادة اللواء/ عبدالله المالكي – حفظه الله -، الذي حرص على المشاركة في هذه المناسبة رغم ما ألمّ به من فقد جلل بوفاة شقيقه رحمه الله، حيث كان لحضوره هذه المناسبة الوطنية العزيزة تجسيدًا صادقًا لمعاني الوفاء والالتزام، ومثالًا يُحتذى في التضحية وتقديم المصلحة العامة وحب الوطن فوق الاعتبارات الشخصية، في وقت يشتد فيه الحزن وتثقل فيه القلوب. ولا شك أن موقفه هذا أرسل رسالة عميقة لكل من حضر، بأن خدمة الوطن والوفاء لعهوده يسموان فوق كل الأحزان، وأن القادة الأوفياء هم من يصنعون القدوة بالفعل قبل القول. ولا شك ان ما ابداه سعادته من صبر وثبات، وما جسده من التزام في هذا الموقف، يعكس معدن الرجال المخلصين الذين يضيئون طريق الآخرين بعطائهم وتضحياتهم.
وفي الختام لا يسعني إلا الدعاء بأن يجزيه المولى خير الجزاء، وأن يتغمد شقيقه بواسع رحمته، ويُلهمهم وذويهم الصبر والسلوان.




