
مكة حوار خاص
في حوار خاص بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل الدرامي «شارع الأعشى» المقتبس من روايتها الشهيرة، فتحت الكاتبة والروائية الدكتورة بدرية البشر قلبها لـ«مكة» لتروي تفاصيل التجربة من لحظة الإعلان عن تحويل روايتها إلى عمل تلفزيوني، حتى مشاهدتها لأبطالها يتحركون على الشاشة.
تحدثت البشر عن مشاعرها الأولى، ودهشتها حين رأت شخصياتها الورقية تنبض بالحياة، وكشفت عن كواليس الإنتاج، ورأيها في أداء الممثلين، ورؤية المخرج التركي أحمد كاتيكسيز، كما تحدثت عن مكانة الرواية السعودية في الدراما الحديثة، ومستقبل تحويل الأدب إلى صورة بصرية عالمية.
• كيف استقبلتِ خبر تحويل روايتك “شارع الأعشى” إلى عمل درامي؟
كنت في غاية السعادة والحماس، كنت متشوقة لأرى أبطالي يُبعثون من الورق إلى الصورة، كنت متحمسة لأتعرف إليهم في صورهم الحية.
• ما الذي شعرتِ به عند مشاهدة أولى حلقات المسلسل وهو ينبض بالحياة على الشاشة؟
تعرفت على الأبطال في موقع التصوير قبل مشاهدتي للمسلسل. أول مرة شاهدت “عطوى” ملثمة تقف أمامي وتقول: هل عرفتِني؟ ارتبكت لحظتها، أصابني رعب جميل كأنني صرت في عالم موازٍ يختلط فيه الوهم بالحقيقة. كانت لحظة مفعمة بالنشوة والامتنان.
• هل كنتِ تتوقعين أن تتحول الرواية إلى عمل فني يومًا ما؟
لم تكن لدي توقعات كبيرة، ولم أسعَ لذلك، لكني كنت منفتحة لكل الاقتراحات، وحين طلبت الرواية لتحويلها إلى فيلم لم أمانع. كان حظ «شارع الأعشى» طيبًا أن تتبناها شركة كبرى مثل MBC وتوفر لها هذا الإنتاج الباذخ.
• إلى أي مدى نجح المسلسل في تجسيد روح الرواية؟
إلى حدٍّ كبير جدًا. روح الرواية كانت حاضرة في كل مشهد وإيماءة، باستثناء النهاية التي أراد كتّاب السيناريو تصعيدها دراميًا، وهو خيارهم الفني.
• كيف تقيّمين أداء الممثلين ومدى تطابقهم مع الشخصيات الأصلية؟
أكثر من رائع. وفّر المخرج أحمد كاتيكسيز والكوتش عمر للممثلين بيئة فنية جعلتهم يظهرون في أجمل صورة.
• ما رأيكِ في الإخراج والمعالجة الدرامية؟
أبدع المخرج كاتيكسيز في الحفاظ على الشحنة العاطفية من خلال وجوه الممثلين وأدائهم، والموسيقى، والأزياء، والمكان الحي في حي العود. الصورة كانت باذخة وأنيقة بحق.
• ما أكثر مشهد أثّر فيكِ؟
مشهد عزيزة وهي تكتشف عالم السينما كان الأقرب إلى نفسي، وكذلك لقاء الجازي وعواطف الذي جمع بين الألم والاعتراف وغياب الحب.
• كيف تابعتِ ردود الفعل حول المسلسل؟
هطلت كالمطر من كل حدب وصوب، من الشارع، والأصدقاء، والإعلام القديم والجديد. الحمد لله، كان فضلًا من الله وبركة.
• هناك من يرى أن البيئة الزمنية لم تُجسَّد بدقة، ما رأيك؟
لكل رواية بيئة تحتاج إلى احتضان بصري لتُقنع المشاهد، وأرى أن المسلسل نجح في ذلك إلى حد كبير.
• هل غيّر السيناريو بعض تفاصيل الرواية؟
التغييرات كانت محدودة في الحلقات الأخيرة، كإضافة حدثين وتوسيع دور راشد، لكنها بقيت ضمن روح الرواية.
• هل كنتِ تتمنين تقديم العمل بشكل مختلف؟
ما تحقق أجمل من كل التوقعات، والحمد لله.
• كيف استوحيتِ فكرة “شارع الأعشى”؟
ولائي للمكان والحارة النجدية ألهمني الكتابة. كنت في طفولتي أمرّ بشارع الأعشى مع والدي، ورأيت شيخًا يضع بشته على رأسه قرب بيوت مهدّمة، فخُيّل إليّ أنه الأعشى نفسه. منذ تلك اللحظة قررت أن أحكي له قصة حارته التي تشبه كل حواري الرياض.
• هل استندتِ إلى شخصيات واقعية؟
ربما سمعت حدثًا أو اثنين، لكن الشخصيات وُلدت معي على الورق. عطوى كانت تنمو في الحلم، ووضحى كانت تزورني مع الصباح لأفهم منها ما ستفعله اليوم.
• هل تفكرين في كتابة روايات أخرى لتتحول إلى أعمال درامية؟
لا، فكتابة الرواية فن قائم بذاته، أما تحويلها لعمل درامي فحكاية أخرى تمامًا.
• لو أشرفتِ على عمل جديد، ما الذي ستركزين عليه؟
الكثير… المعنى في الحوار، والنهايات.
• ما نصيحتكِ للكتّاب الذين يسعون لتحويل أعمالهم إلى الدراما؟
ادخلوا التجربة دون توقعات، فالسحر في المفاجأة.
• هل هناك مشاريع جديدة قيد التحضير؟
هناك ما هو قيد الدراسة، لكن من الأفضل أن يبقى بعيدًا عن الضوء حاليًا.
• كيف ترين مستقبل الدراما السعودية؟
الدراما السعودية اليوم تملك كل الإمكانات التي تضعها في الصف الأول خليجيًا وعربيًا، و«شارع الأعشى» أثبت ذلك بجدارة.
• ما الرسالة التي توجهينها لجمهورك؟
أشكرهم كثيرًا على محبتهم، وأذكرهم بقوة الكلمة وجمال الخيال، وأن الإبداع بهجة حين يجد بيئة معافاة من الخوف والأحكام المسبقة.








