المقالات

القصيبي عقل جبار صرعته خلية

غازي القصيبي كلما خطرتْ ذكراه في بالي وكلما عدتُ إلى أحد كتبه تذكرت تداخل القوة والضعف في حياة الإنسان بل تذكرت حتمية الفناء فكيف لذلك العقل الجبار أن يهوي بكل هذه السهولة ….
غازي القصيبي هو العبقري الذي آمن بتفرد مواهبه واستثمر هذه المواهب لخدمة الوطن وللإبداع فترك خلفه مجدًا من الذكر الطيب ومن الابداع لا يتحقق إلا للأفذاذ من أمثاله !!!
حين أفكر في غازي القصيبي ينتابني شعورٌ عميقٌ باجتماع القوة والضعف وامتزاج الشموخ بالهوان فهذا الطود الشامخ أرْدَتْه خليَّةٌ سرطانية من داخل جسده؛ خلية شاذة متمردة ظلت تنمو وتتضخم وتنهش في الجسم الذي كان يتفجر طاقة ويفيض إبداعا …
إنها خلية سرطانية منفلتة من قانون الانضباط إنها خلية متمردة فقدتْ الانضباط فراحت تنمو دون ضوابط إنها ليست فيروسا هاجم الجسم من خارجه بل خلية من خلايا الجسد ذاته فهي تنتمي إلى جسمه لكنها اختارت الانفصال والتمرد ومن هنا نلمح معنى الجينة الأنانية التي تحدث عنها عالم الأحياء دوكنز في كتاب كامل ….
إن غازي القصيبي هو العملاق الذي سقط أمام خلية مجنونة داخل جسمه ذاته !!!
هكذا تتعانق العظمة والضعف وهكذا يبدو العبقري عظيما وفريدًا
ولكنه يبقى إنسانًا محكومًا بعوارض الصحة والمرض … والجوع والشبع … والقوة والضعف … والنوم والسهر … والطمأنينة والقلق … ثم يكون المآل أن يُدفن في حفرة فيأكله الدود وهكذا فالناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى