المقالات

الدكتور عبدالعزيز بن صقر… علامة مضيئة في سماء التربية والتعليم والأمن

من أين أبدأ لأكتب عن شخصيةٍ بلغت سمعتها الآفاق من حيث المكان والمكانة، وتميزت بالتمكن من حيث الجذور رغم قلة الظهور؟
فعندما تسأله عن نفسه تجده قمةً في التواضع، ينبذ الأنا ويكره تضخيم الذات، رغم أنه يستحق الاعتزاز بنفسه علنًا، لكنه من أولئك الذين يؤمنون بالعمل الجاد الذي يقدّمك بين الناس في صمتٍ دونما ضجيج، فيكون شاهداً لك بالعطاء.

نجمنا اليوم تعرفونه جميعًا، إنه معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن سعيد بن صقر الغامدي، الذي يُعد علامةً مضيئة في سماء التربية والتعليم والأمن، ونموذجًا للوطنية الصادقة.
هو أحد أبناء أسرةٍ عريقةٍ تتشرف بمشيخة أكبر قبائل غامد، وهي قبيلة بني ظبيان بمنطقة الباحة، ممثلةً في أسرة آل صقر بقرية القرن ببني سالم بمحافظة بلجرشي. وكان كبيرها الشيخ عثمان بن صقر الكبير – رحمه الله –، ويُعد الشيخ عثمان بن عبدالله شيخها الحالي، وآخرون من الأسرة يشغلون مناصب وأعمالًا ذات مكانة.

تقاعد الدكتور عبدالعزيز بعد أن شغل منصب رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وكان قبلها أول عميد لمركز خدمة المجتمع بجامعة أم القرى عام 1988م، ثم أستاذًا بقسم الجغرافيا في الجامعة نفسها عام 1992م، ورئيسًا للقسم سابقًا، ثم مشرفًا على المركز العالمي للتعليم الإسلامي، ومشرفًا عامًا على الخدمات التعليمية والفنية، وعضوًا في عدد من مجالس كليات الجامعة.
كما أشرف وشارك في مناقشة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه داخل الجامعة وخارجها.

نال ثقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، حيث كلّفه برئاسة الجامعة عام 1996م.
وفي عام 2005م صدر الأمر السامي الكريم بتعيينه على المرتبة الممتازة.

الدكتور عبدالعزيز بن صقر رجلٌ لمراحل عدة، ولا يزال يحتفظ بمكانته الرسمية والوطنية والاجتماعية، صاحب أخلاقٍ رفيعةٍ وتواضعٍ جم، يعرفه كل من اقترب منه وجالسه. له مواقف إنسانية كثيرة في مواساة وخدمة أبناء منطقته ومجتمعه داخل الباحة وخارجها، ويشهد له الجميع بذلك دون استثناء.
اسمه لامع في أحاديث المجالس وزملاء العمل، وحتى بين طلابه الذين درسوا على يده قبل أكثر من ثلاثة عقود في جامعة أم القرى.

يقول عنه الأستاذ محمد علي الزهراني، رئيس تحرير جريدة المدينة سابقًا:

“كان أستاذي في الجامعة، ومثالاً للأدب والتواضع، يفيض وجهه بالبشاشة، ويغمر طلابه بعطف الأب واهتمام المربي. لم يكن التدريس عنده مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية، يتتبع من خلالها أحوال طلابه، ويكون ملجأً لكل من ضاقت به السبل أو احتاج دعمًا أو مشورة، خاصة المغتربين عن أسرهم من المناطق الأخرى. كان يشجعهم على المواصلة والمثابرة ويذلل الصعاب أمامهم، جمع بين التواضع والهيبة، وبين العلم الواسع والخلق الرفيع، فكان متمكنًا في تخصصه، له حضور لافت وعلاقات راقية. بجهده وإخلاصه استطاع أن يتبوأ أرفع المناصب محتفظًا بذات التواضع ودفء العلاقة التي أحببناه فيه منذ البداية وحتى اليوم.”

أما عن سيرته ومسيرته، فقد حظي بعضوية العديد من المجالس والمنظمات المحلية والدولية، من أبرزها:
• عضو المجلس الأعلى لجائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة (لفترتين).
• عضو منتدى الفكر العربي بالأردن.
• عضو الاتحاد الدولي للجامعات والكليات بأمريكا.
• عضو الاتحاد الدولي للمبدعين العامين بهولندا.
• عضو الاتحاد العربي للجمعيات غير الحكومية للوقاية من الإدمان بسويسرا.
• عضو الاتحاد الدولي للمحامين بفرنسا.
• عضو الجمعية الجغرافية السعودية، وجمعية الجغرافيين الأمريكيين.
• عضو الفريق الاستشاري الدولي للإنتربول المعني برسم استراتيجية المنظمة الدولية للشرطة الجنائية.
• عضو الجمعية العمومية للمجلس الدولي للغة العربية ببيروت.
• أمين عام سابق لمؤسسة أحمد بن عبدالعزيز للتنمية الإنسانية.

وله نشاطاتٌ عديدة في مجالات التربية والتعليم العالي والتخطيط والتدريب والبحث العلمي، تجاوزت ستمائة مشاركة محلية ودولية.
شارك في اجتماعات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب في الجامعة العربية بتونس، كما كان مراقبًا في اجتماعات وزراء العدل والإعلام والشؤون الاجتماعية العرب، ورئيسًا للجنة العلمية للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بالرياض عام 2006م.

نال العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها:
• الدكتوراه الفخرية في الدراسات الأمنية من جامعة الرباط الوطني بالسودان (2010م).
• وسام فارس من رئيس جمهورية فرنسا (2012م).
• وسام بدرجة ضابط من المنظمة الدولية للحماية الأمنية بجنيف.
• جائزة الباحة للإبداع والتفوق في عامها السادس.
• تكريم من الجمعية العامة للإنتربول بحضور 190 دولة ومائة وزير داخلية في روما.
• تكريم من الجمعية الوطنية للمتقاعدين تقديرًا لريادته في دعم أنشطة الجمعية.

وللدكتور عبدالعزيز بن صقر مؤلفات وأبحاث متعددة في المجالات التربوية والتعليمية والأمنية والاجتماعية، إلى جانب مقالات منشورة في الصحف والدوريات العلمية المحكمة.

ويأتي تكريمه مؤخرًا من سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف في مقر جامعة نايف العربية بالرياض تتويجًا لمسيرته المتميزة وعطائه الكبير خلال فترة توليه رئاسة الجامعة قرابة عقدين من الزمان، كانت حافلة بالإنجازات الأكاديمية والأمنية.

انعطاف قلم:
ما كتبته عن الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي لا يشكّل سوى قطرةٍ في بحر عطائه لوطنه ومجتمعه في كل موقعٍ تشرف به. حسبي أني رأيت من الواجب أن يكون واسطة عقدٍ في من كتبت عنهم، ولعلها تكون صفحةً في مؤلفٍ قادم إن كان في العمر بقية.
وليعذرني معاليه في أي تقصير.

عبدالله أحمد غريب

نائب رئيس نادي الباحة الأدبي السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى