تواصل المملكة العربية السعودية السير بثبات على نهجٍ سياسي يقوم على الحكمة، والاعتدال، والتمسك بالثوابت التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – في التعامل مع قضايا العرب والمسلمين. وقد حافظت المملكة على هذه الثوابت عبر العقود، وفي مقدمتها دعم القضية الفلسطينية والسعي إلى حلٍ عادلٍ يضمن استقرار المنطقة ويخدم الأمن الدولي.
وفي هذا الإطار، تأتي العلاقة الوثيقة بين المملكة والولايات المتحدة بوصفها واحدة من أعمق العلاقات الاستراتيجية في الشرق الأوسط. وقد أكدت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة هذا العمق، حيث لمس الجانب الأميركي بوضوح مصداقية القيادة السعودية ورؤيتها الواضحة تجاه مستقبل المنطقة. وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأييده المبدئي لخطوة تمكين المملكة من الحصول على المقاتلة المتقدمة F-35، في إشارة تعكس إدراك واشنطن لأهمية تعزيز قدرات المملكة الأمنية ودورها الحيوي في استقرار الشرق الأوسط.
كما أظهرت الزيارة دعمًا واسعًا من المجتمع الدولي للتوجه السعودي القائم على السلام والتنمية، وهو توجه أثبت فعاليته في تخفيف التوترات وإيجاد حلول واقعية لقضايا المنطقة. ومن هنا، تبدو الحاجة ملحّة لالتفاف الدول العربية والإسلامية والدول المؤثرة دوليًا خلف الرؤية السعودية، لما تحمله من نهجٍ عقلاني وعملي يسهم في تحقيق سلام شامل واستقرار مستدام.
إن السعودية اليوم ليست مجرد دولة تحافظ على حضورها الإقليمي، بل هي شريك أساسي في صياغة مستقبل المنطقة، وتقدم نموذجًا للدولة التي تجمع بين قوة الموقف ونقاء الهدف، وبين صناعة الحاضر ورسم الغد بثقة ورؤية بعيدة المدى.
عضو مجلس الشورى رئيس جامعة شقراء سابقًا





