المقالات

مع صالح شبرق كل شيء يفرق !

عندما يترجل الموظف وهو في أوج عطائه وصحته أما بالتقاعد المبكر أو النظامي فإنه يضع نفسه موضع الشكر والتقدير والعرفان وخاصة عندما يكون في قامة الزميل الصديق صالح شبرق الغامدي الذي أمضى أكثر من ثلاثة عقود في ميدان التعليم . هذا الميدان الذي تخرج منه جميع موظفي الدولة عسكريين ومدنيين الذين يخدمون الوطن في وزارات وأجهزة الدولة ويدينون بالفضل للمعلم بدءا من مراحل التعليم العام وانتهاء بالتعليم العالي، فإن اللبنات الأولى بدأت من الفصول الدراسية وانتهت بقاعات التدريس في الجامعات أو ما يعادلها من الكليات والمعاهد ولا ينكر هذا إلا جاحد أو غير حافظ للمعروف .
مع صالح شبرق كل شيء يفرق فهو لم يكتف بالعمل في التعليم بل كان له خط سير آخر موازي من خلال الإعلام في صحيفة مرموقة ” عكاظ ” وكان ولم يزل له مكانته في بلاط صاحبة الجلالة ورقيا أو إلكترونيا بل وسخر قدراته ونجاحاته في مجال الإعلام للتربية والتعليم فكان أيقونة نجاح جميع فعاليات التعليم من برامج فنية ومعارض وندوات ومناسبات وطنية وبرامج متنوعة كانت محصلة للتطور والتطوير الذي جعل العلاقة بين الإعلام والتعليم والتربية وطيدة شركاء في التحدي الذي حقق الكثير من المنجزات في التعليم التي نقلها الإعلام إلى المجتمع في تقارير واستطلاعات وأخبار وضعت النشاط العام والمدرسي أمام المتابعين بكل ما يخدم طرفي المعادلة.
في وداع الغامدي لميدان عمله السابق أكد بأن ما تحقق من منجزات تخص عمله وركضه خلف النجاح لم يكن باتجاه السراب بل كان باتجاه الهدف الذي تحقق وأن هذا لم يكن لولا فضل الله أولا ثم بفضل ما وجد من مديري التعليم السابقين وزملاء العمل الذين طرح أسماءهم في معرض كلامه قبل التوديع ذكر منهم السابقين الراحلين عبد الله الثقفي وكمال الغامدي – يرحمهما الله – ومن عمل معهم في فترات متوالية ومنهم حامد السلمي وعبدالله الهويمل والدكتور سعد المسعودي والدكتور نايف الزارع وأثنى كثيرا على الأستاذة منال بنت مبارك اللهيبي مديرة عام التعليم بجدة، وما وجده من تعاون منها وثقة زرعتها ومساعديها في الإدارة العامة للتعليم بجدة في نفسه وما وجده من زملاء وزميلات العمل سواء في الإدارة من مشرفين ومشرفات ومديري المكاتب ومساعديهم ومديري المدارس والمعلمين. وأكد بأن النجاحات التي تحققت له لم تكن لولا التعاون الذي وجده من منظومة التعليم وهذا الاعتراف منه يؤكد نزاهة ضميره وصدق قوله في زمن قل أن تجد من يعترف بالفضل وكثير ما هم من ينكر الجميل وينسب كل النجاح لشخصه فيما يظل الصديق صالح شبرق صادقا مع الله ثم مع نفسه ومع المجتمع.
صالح شبرق كما سبق وقلنا أنه من أصحاب عدد من الصنائع ولم يكن بخته ضائع بل كان ملء السمع والبصر في كل ما أسند إليه من مهام في مجال عمل التعليم أو الهوايات والمواهب التي كان يتمتع بها فهو إعلامي ناجح وفنان تشكيلي وله بصمة واضحة في عمل التواصل المؤسسي وصناعة الخبر والتقاط الصورة المعبرة يمتلك مهارات عالية في إنتاج وتطوير المحتوى البصري والثقافي له رسائل إعلامية خدمت الجهاز الذي يعمل به واستغل طاقته لخدمة ميدان التربية والتعليم بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة إذ كان رئيسا لشعبة التربية الفنية وكان حي النسيم منصة انطلاقاته في كثير من مجالات العمل مرورا بمكتب التعليم بالفيحاء الذي عمل فيه رئيسا للاتصال المؤسسي ورئيس العلاقات العامة التي تعتبر من أكثر خبراته الواسعة عندما كان في العلاقات العامة والإعلام التربوي رأس تحرير عدد من المجلات التعليمية وأشرف على الإصدارات الإعلامية في تعليم جدة أسس وأشرف على مسابقة فنون النسيم وفنون جدة ومجلة فنون النسيم .
أشرف على صفحات تشكيلية وفنية بجريدة عكاظ عمل محررا في نشرة ” شاطئ المعارف ” ومجلة الإشراف التربوي وعمل مشرفا اجتماعيا وفنيا في النادي الأهلي سابقا نال الكثير من العضويات في جمعية الثقافة والفنون بجدة وعضو مؤسس جمعية رعاية الطفولة عضو هيئة الصحفيين وعضو نادي الإعلاميين السعوديين عضو دائم في اللجنة الإعلامية لمعرضي الكتاب بجدة والشارقة وأبو ظبي ألف ثلاثة كتب حاز على المركز الأول في المسابقة التشكيلية بمؤتمر الجامعات والكليات يمتلك ما يقارب من عشر مهارات سخرها لخدمة ميدان التربية والتعليم والاعلام دون أن يضيع وقته في أحدها على حساب الآخر بل كان يدير وقته بعناية أكسبته النجاحات التي عرفه الميدان بها ولم يترجل ليبقى حبيس البيت بل سيكون له محطة أخرى لا تنفك عن محطته الأولى ولكنه سيتفرغ ليبدع من جديد في مجال التطوير الذي هو سمة العصر وما يطمح إليه الميدان اليوم تحت مظلة التحول الوطني العملاق الذي تشهده بلادنا .
انعطاف قلم :
بني ظبيان مصنع للرجال وفيها يقام حفلان من نوعهما في قرية الروضة أحدهما للزواج الجماعي لتخفيف أعباء تكاليف الزواج والثاني حفل تكريم للمتميزين في الأدب والإعلام والعمل الخيري على مستوى المنطقة بدعم من رجل الأعمال الشيخ صالح بن عثمان الغامدي وفي بني ظبيان عادات متوارثة لخدمة التواصل والتكافل الاجتماعي على مدار العام وفي المواسم على وجه التحديد .
شكرًا للزميل صالح شبرق على ما قدّمه من إخلاص ووفاء في ميادين التعليم والإعلام.

عبدالله أحمد غريب

نائب رئيس نادي الباحة الأدبي السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى