«سقط سهوًا»
كلما ذهبتُ إلى دولةٍ خليجية، يكون السؤال: وين الأزرق الكويتي؟ وينه؟
المنتخب الكويتي الذي كان مرعبًا، متوهجًا، مبدعًا بنجومه وتاريخه وإنجازاته، انطفأت ناره منذ عشرة أعوام، وظهر منتخبًا هشًّا، يخسر ولا يحقق بطولات ولا يتأهل.
منتخب قتلته المحسوبيات والتدخلات والمجاملات عبر اتحادات متعددة، سادتها الفوضى والعشوائية وغياب الرؤية، حتى كنا نسمع كلمة «هاردلك» كثيرًا جدًا بعد كل بطولة أو تصفيات.
غابت الشخصية القيادية بعد الشهيد فهد الأحمد، الذي صنع مجدًا كرويًا عندما تولّى رئاسة الاتحاد؛ هذا الرجل صاحب الشخصية القوية والقيادة والنظرة البعيدة.
ثم كانت الكرة الكويتية في عهد ابنه الشيخ أحمد الفهد، في رئاسة الاتحاد، مرحلة مثمرة: الفوز بخليجي 13 و14، والتأهل إلى أولمبياد سيدني عام 2000، والتألق في كأس آسيا بالإمارات عام 1996، وكذلك في عام 2000 في لبنان.
اتحادات ضعيفة سابقة، سمح من كان فيها بالتدخل في كل كبيرة وصغيرة في عمل الاتحاد ولجانه، وأسندت المهام لصوير وعوير واللي ما فيه خير، وعاثت هذه اللجان تدميرًا في المنتخبات.
الأزرق الكويتي فقد لونه وهيبته، فأصبح منتخبًا عاديًا، تاركًا خلفه سجلًا ناصع البياض من نجوم كبار لا يسقطون من الذاكرة، وهم كُثر.
لا غرابة في هذا الوقت أن تتم مقارنة لاعبين لا إنجاز لهم وتسميتهم «أساطير»… فنحن في زمن العجائب!
الكرة الكويتية… يا متكتك الكأس لك!
لم ترَ كأس الخليج العربي منذ سنوات طويلة.
غاب أبو الكرة وراعيها، موهبة لم تتكرر: فتحي كميل.
افتقدنا أهداف جاسم يعقوب، والعنبري، وفيصل الدخيل.
كنا مع جيل جميل في التسعينات: بدر حجي، وائل سليمان، فواز بخيت، بشار عبدالله، علي مروي، جاسم الهويدي، جمال مبارك… والقائمة طويلة.
نخرج من كل بطولة ونتألم، وآخرها بطولة كأس العرب في قطر.
الكرة الكويتية لا بد أن تكون ضمن منظومة رياضية متقدمة،
وإلا سنبقى على طمام المرحوم، نتغنّى بالماضي ونقول:
«الله يا وقت مضى، لو هو بيدنا ما يروح».
شربكة… دربكة…
استقالة الاتحاد السعودي وإقصاء المدرب ليست الحل فقط، بل يجب تقليل عدد المحترفين، وكذلك أن يكون المنتخب لجميع الأندية، وأن يُلزم المدرب القادم بمتابعة جميع الأندية في كل مدن السعودية، كبيرة كانت أو صغيرة؛ فهناك مواهب تنتظر الفرصة.
فهد المهلل كان مهاجمًا رائعًا وقنّاصًا للأهداف وصاحب مجهود وافر. كنت أتابع هذا اللاعب، ومن النجوم المفضلين لديّ، وكان نادي الشباب مدرسة في النجوم أيام الأمير خالد بن سعد.
مدرسة خالد الحربان شجّعت الشباب الخليجي آنذاك على الاتجاه للتعليق؛ فقد كان معلقًا ممتعًا، حتى إن الجماهير الخليجية كانت تنتظره بفارغ الصبر، وكان جزءًا من الأزرق الكويتي، وكلمته الجميلة عند الفوز: «حلوين يا أولاد».
آخر شربكة:
مواق في مشيته مواق،
ومن الغوا كأنه فيه نعاسي.





