المحلية

ماذا نريد لمكة المكرّمة

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]ماذا نريد لمكة المكرّمة… ؟[/COLOR] [COLOR=blue]بقلم: مصطفى قطبي[/COLOR][/ALIGN]

لا يمكن أن تعيش في مكة المكرمة وتشعر بأنك أحد عناصر تكوينها وأنت مسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن كل ما يصيبها من قوة أو ضعف، من تقدم أو تلف، من ركود أو ازدهار اقتصادي، من نصر أو خسارة، من عزة أو ذلة، من ألم أو فرح، من جوع أو شبع، من مرض أو صحة، من علم أو جهل، من ثقافة أو تخلف عن مواكبة التطور…

هذه هي الحياة أن تشعر ضمنها كأنك مواطن، جزء من وطن لك فيه حقوقك الوطنية وعليك واجباتك، فمن حقك أن تعيش بكرامة ومن حقك العيش بحرية… من حقك العلم والعمل، ومن حقك أن تنعم بصحة جيدة وأن تنعم بالأمن والأمان، من حقك انتقاد كل ما هو خاطئ بهدف تصحيحه ومن حقك معارضة الشواذ والنشوز والعمل على إحقاق الحق والقضاء والعدالة… من حقك أن تنعم بالأمن الدائم في المؤسسات التي تخدم المواطن، من حقك أن تنعم بخيرات السعودية كغيرك من المواطنين… من حقك أن تحصل على أي عمل بجدارتك وبعلمك بدون واسطة ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب…

من حقك أن تنعم بالمساعدات الاجتماعية، تأمين السكن وتسهيل الحصول عليه، من حقك أن تستأجر منزلاً ضمن حدود أجرتك ومن حقك أن تجد عملاً لترزق منه… من حقك أن تتمتع بالكهرباء على مدار الساعة وبكلفة معقولة… من حقك أن تتمتع بمياه نظيفة… من حقك أن تنعم بالهواء النظيف… من حقك أن تتعلم بمدرسة بمستوى تعليمي مقبول ونظافة ونظام معقول في المدارس الرسمية… من حقك كل هذا وأكثر من ذلك…
أما ما هي واجباتك فحدث ولا حرج، ذلك أن من لا يقوم بواجباته ليس له الحق بأي شيء، فهذه عملية متلازمة يغذي كل منها الآخر، (أي الحقوق والواجبات). فمن واجباتك أن تكون مواطناً سعودياً صالحاً تحترم القوانين وتساعد على تنفيذها…
ومن واجباتك الحفاظ على الملكية العامة، وعدم المساس بها، ومن واجباتك أن تمارس الحرية بما لا يسيئ إلى حرية الآخرين وأن تحافظ على كرامتك ولكن ليس على حساب كرامة الآخرين، فتمنى لجارك وأخيك ما تقبل به لنفسك…
من واجباتك أن تتعلم لترتفع بنفسك بالعلم ويرتفع وطنك بعلمك ومعرفتك… وأن تعمل بجد لتكون عنصراً فعالاً منتجاً مساعداً لوطنك ولدخله الوطني… وانتقاد الخطأ والعمل على تصحيحه وتصويب المسار نحو الأفضل…
وأن تحافظ على الأمن لتعيش بأمان وأن لا تضر بأمن غيرك وبالأمن العام… ومعارضة الشواذ والعمل على إحقاق الحق و القضاء والعدالة… والحفاظ على المؤسسات التي تشكل دعائم الوطن ومن واجباتك الحفاظ على ثروات الوطن الطبيعية والتراثية وغيرها…
وأن تسعى لتحصل على مكانتك في المجتمع لترتفع به ونرتفع بك. من واجباتك أن تساعد على قدرة الدولة في الاستقرار وتقديم المساعدات الاجتماعية لذوي الحاجات الخاصة والعائلات الفقيرة والمنكوبة…
من واجباتك المحافظة على السكن الذي أنت فيه كالمحافظة على النظافة والهدوء وعدم التعدي على حرية الجار… من واجباتك أن تحافظ على الكهرباء بدفع فاتورتك في موعدها وتخفف من استهلاكك للطاقة حيث لا مبرر لها…
من واجباتك الحفاظ على المياه ومنع تلوثها وتلوث الينابيع والآبار الجوفية ومجاري الأنهار… من واجباتك الحفاظ على الشجر والحجر ليبقى مكان في هذه الدنيا للبشر… من واجباتك رفع الصوت عالياً مطالباً الدولة والهيئات الاجتماعية على إرشاد الناس للتخلص من النفايات بإيجاد معامل خاصة لتكريرها وتخفيف انبعاث الروائح والأدخنة منها لمنع تلوث البيئة…
ومن واجباتك المحافظة على المدرسة التي تتعلم فيها كما المحافظة على البناء والطاقم التعليمي والطلاب لإنشاء جيل جيد هو عماد الوطن.
وكم يحز في النفس أن يتغاضى بعض السعوديين عن الواجبات ويطالبوا فقط بالحقوق، وأن ينظروا فقط لنصف الكأس الفارغة ولا ينظروا للنصف الآخر، فقد أعمت الأحداث التي تطال بلداناً عربية أعين بعض الأشخاص فتحوّلوا لثيران هائجة تنطح كل جميل في أطهر بقعة على الكرة الأرضية، مدينة مكة المكرمة، فأصبحنا نستفيق على مقالات بئيسة بصحف هنا وأخبار تلفيقية بمواقع هناك، وكلها تحمل تشويهاً وانتقاصاً لهذه المدينة الغالية على قلب كل مسلم في العالم، وهذه الإساءات للأسف تثير الاشمئزاز والخنق لكل قارىء، إذ أن طريقة صياغة المقالات والأخبار المكية تصاغ بطريقة التوائية وماكرة، وتحرق البخور حول العناوين، إذ يفاجأ القارىء بعناوين طنانة وضخمة حول وجود الفساد بمكة أو بيع الخمور المصنوعة يدوياً…

لكن الذي لا تكشفه بعض المقالات الصحفية أو الأخبار المنشورة، من المسؤول عن هذا الإفساد على هذه الأرض الطاهرة، وهذا بيت القصيد، فالمفسدون وأصحاب السلوكات الخارجة عن الدين والقانون، ليسوا سعوديين، بل من المقيمين القادمين من مختلف بقاع الدنيا، حيث تفتح لهم أرض مكة بخاصة أبوابها، والسعودية بعامة صدرها، لتعينهم على العمل وتحسين وضعيتهم الاجتماعية، لكن يستغلون حفاوة الاستقبال والتكريم، ويمارسون أنواعاً من الفساد كالسحر والشعوذة وبيع الخمور المصنعة يدوياً وحتى المتاجرة في جسد بعض المقيمات…
وهذه الأمور للأسف يجدها بعض الكتبة فرصة لطلب الشهرة، أو للتودد للسلطة من باب الاستفزاز، وهذه السلوكات عفا عنها الزمن، فالكتابات الصحفية الجادة هي من تبني وليس من تهدم الوطن، فتشويه صورة مكة المكرمة بإسقاطات صحفية أو خبرية مشوهة وبعيدة عن الحقائق، لا تسيء إلى المسؤولين عن المدينة فقط، بل تسيء إلى اقتصاد البلد كله، لأن من يسيء إلى الفرع يسيء إلى الأصل أيضاً. وكان على هؤلاء الذين يحملون القلم، أن يلجأوا إلى السلطات المختصة وإخبارها وهي ستقتص من الفاسدين، لا أن يقتصوا بطريقتهم، ويسيئون بقصد أو بغير قصد إلى هذا البلد الآمن. فمدينة مكة المكرمة لا يرضي أي مسلم أن تخدش حصونها، فهي حصن الأمان النفسي، حيث يدعو سيدنا إبراهيم باني الكعبة ويقول: “” وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا بلداً آمناً “” والأمن والأمان حقيقة الصحة النفسية عندما يتوقف الصراع وتصل النفوس الإنسانية إلى السكينة والطمأنينة والأمان. والوصول إلى مدينة مكة المكرمة بالنسبة لكل مسلمي العالم، تعتبر سعادة نفسية يشعر بها هؤلاء السائحون الراغبون في التعبد وأداء الحمد والشكر لله. إنهم السائحون الذين يعنيهم قوله تعالى “” التائبون العابدون الحامدون السائحون “”. فكل خطوة في سياحتهم تقوم بها أجسامهم ونفوسهم ظاهرهم وباطنهم فهي سياحة نفسية علاجية للجسم والنفس معاً.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أريد في هذا التعليق أن أرد على الأخ عبد الله القرشي الذي أثار عدة نقاط موجبة للتفاعل والرد الرصين.
    نعم اخي عبد الله فالمسؤولون ليسوا فوق النقد، وكلهم يخطؤون، ومن واجب الإعلام لفت أنظارهم وتصحيح هفواتهم، وإرشادهم إلى مواطن الخير والصلاح، فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون,وأي مسؤول عليه واجبات اتجاه مجتمعه ومدينته، هذا لا اعتراض عليه، لكن المسألة تتجاوز المسؤول لتصب في سمعة ومكانة مدينة ذكرت في القرآن والإساءة إليها لا يغتفر. فحائط المبكى بإسرائيل لا يجوز أن ينتقده أحد وإلا كان السجن مصيره.فكيف بأقدس مكان.فالخلل موجود في أي بقعة في العالم، ولكن لا تشبه هذه الأماكن مكة المكرمة.فلابد من سلك مسالك الإعلام البناء وليس الهدام، وذلك كما قال الكاتب، بالجوء إلى أصحاب السلطة بالبلد وإخبارهم بدل أخذ المدينة بأكملها ورميها بنعوت لا تستحقها.
    واسمحلي أخي الكريم، أن المواطننين السعوديين ليس جميعهم يعرفون ما لهم وماعليهم،فمستوى الوعي يختلف من شخص لآخر. وبالتالي تتفاوت طرق التفكير,
    أما النقد فمطلوب،لكن شتان بين النقد الذي يبني والنقد الذي يهدم، ولايرى سوى السواد.فنقد المسؤولين واجب، ولكن تعرية وفضح محظورات لمدينة مثل مكة، في نظري لا يهم سوى المتربصين بالدولة ككل وليس مكة وحدها.فحين يقول مقال أن مكة تتاجر بالخمور وبها سرقات وغيرها، فهذه صور وتوصيف محلي سرعان ما يتحول إلى مواد صحفية مشتعلة بالفيس بوك وتويتر وغيرها، والمستفيد بالقطع ليس كاتب المقال، بل اتجاهات معارضة خارج البلاد أو داخل البلاد، وهنا الخطورة, وهذا ما أراد حسب فهمي أن يوضحه الكاتب، بأن الفرع سبيل إلى الأصل.
    نعم أخي الكريم مكة بها رتوشات وبها مسؤولين بحاجة إلى محاسبتهم, ففي كل مكان في هذا العالم يوجد مفسدون، لكن فرق كبير بين الفاسد والمفسدة.
    أما قولك أخي الكريم أن المقيمين ليس كلهم، فالكاتب أراد أن يبين أن بعض المقيمين ممن لا اخلاق لهم هم من يشوهون سمعة وصورة مكة الكرمة وليس سكانها وأبنائها.
    وثق اخي الكريم أن مدينة مكة المكرمة ستبقى ناصعة البياض مادام يحكمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، أما الرتوشات فسوف تنمحي وإنشاء الله للأبد,

  2. نحب مكة لأنها أقدس الأماكن في الوجود ونريد أن نسمع عنها كل الخير لأنها هي منبع الخير الإنساني

  3. أخي الفاضل
    جميل ماطرحت ولكن البياض الأعظم وليس السواد يعلم حقوقه وواجباته من المواطنين ولكن هل بعض مسئولينا يعلمون ذلك فلماذا نحمل المواطن مالا يطيق لماذا نطلب منهم دوماً أن ينظرو الى نصف كوب وعيناهم ترا الكوب كاملاً صحيح أنه يوجد الكثير والكثير مِن من يريد النقد لأهداف تطرقت لها في مقالك ولكن هنالك الكثير ممن يطمح بوضع افضل
    أخي الفاضل
    من لايريد النقد فليتنحى وكل مسئول معرض للنقد
    أخي الفاضل
    ليس كل من يخالفك الرائ بحاجة الى الذهاب للمسلخ فأمهاتهم ولدوهم أحرار وليسو ثيران وإن إختلفت معهم فأختلاف الرائ لايفسد للود قضيه
    أخي الفاضل
    هل صورة مكة في عينك ناصعة البياض أم بها كثيرٍ من الرتوش؟
    أخي الفاضل
    المفسدون في كل مكان ومجتمعنا ليس منزهه من هذه الفئة وكم نحن فخورون بفئة كبيرة من المقيمين كان لهم بصمه وكان لنا فخر الإحتكاك بهم
    أخي الفاضل
    ليس كل من انتقد الفرع بالضرورة مقصدة الاصل
    أخي الفاضل
    لن نسمح لكائن من كان ان يمس الاصل سواء كان تلميح اوتصريح أما الفروع فلن يتردد الناقدون من نقدها الآيعلم المقصر أنه هوا من اساء لمكة وليس ناقدة

  4. أشكر صحيفة مكة على دفاعها على أطهر مكان على كرتنا الأرضية. وأتمنى أن يفهم كل واحد مهما اختلفت الرؤى وتباينت الآراء،أن مكة المكرمة ستبقى مدينة مقدسة وجامعة للمسلمين.

  5. أنا أتفق مع الكاتب في مسألة الإساءة إلى مكة،فإذا كانت هناك مخالفات لأشخاص محدودين على من يمتهن الصحافة ألا يركب الموجة ويقوم بعملية تشهير للمدينة التي يقصدها الملايين وبالتالي تتم الإساءة إليها، بل على أي شخص أن يتبين الحقائق ويخبر الجهات الأمنية المختصة وهي كفيلة بتطبيق القانون.

  6. كلنا مع إصلاح الخلل الاجتماعي الذي يتسبب فيه غيرنا،لكن كلنا ضد أن تصبح مكة المكرمة والعزيزة على كل قلوب المسلمين قاطبة، أن تصبح حديث المنابر والمواقع التي تسيء إلى قدسيتها وتصبح مثالا سيئاً لا قدر الله وتشبيهاً لبعض البلدان العربية التي تتاجر في كل شيء بما فيه الإنسان.

  7. بارك الله فيكم وسدد خطاكم على كل ما تسدونه للقارىء العربي من إعلام نظيف متوازن وهادف.مكة في قلوبنا وفي أعيننا.

  8. كل مسلم على وجه هذه البسيطة يريد لمكة أن تبقى نبراساً مشعا ومضيئاً على البشرية، فهذه المدينة مدينة الأمن الروحي والامان النفسي وأتمنى من الله عزوجل أن لا يحرم كل مسلم من زيارة هذه المدينة الغالية على قلب كل مسلم

  9. أشكركم وأحيي فيكم غيرتكم وحبكم على مدينة مكة المكرمة وإذا كانت من إساءة فأعتقد أنها إساءة إلى صاحبها وليست للمدينة أو البيت العتيق الذي لا يخلو قلب مسلم من الخفقان بحبه واحترامه وتبجيله

  10. إن قلوب المسلمين لتهفو إلى مكة بمجرد سماع ذكرها مستشعرين قداسة أم القرى وطهارة من سكنها .. وأتمنى أن يستشعر هذه القداسة كل من أراد أن يكتب عن مكة المكرمة فلا يسيء إليها ويؤذي جيران البيت العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com