تحقيقات وتقارير

ربات البيوت في قائمة الانتظار من اجل الحصول على خادمات

عبير العيد / صحيفة مكة الالكترونية

تقف كثير من الأسر ضمن كثير في قائمة الانتظار من اجل الحصول على خادمات قبيل دخول شهر رمضان المبارك وهو موسم يعتمد على الحظ في الحصول على عليهن فكل منهم لها شروطها والتي تخضع معظم السيدات و ربات البيوت للرضوخ لها وقبولها وذلك بسبب زيادة الحاجة لهن حتى أن كثير من السيدات ممن كانت تملك خادمة طيلة السنة تلجأ للحصول على أخرى غير نظامية للعمل لديها في شهر رمضان ومساعدة خادمتها الأساسية والنظامية .
تقوم "زكية محمد" عادة وطيلة العام تستعين بخادمة وزوجها من الغير نظاميين وبمبلغ 1200 ريال , ولكن في هذا الشهر وقبل دخول شهر رمضان حدث سوء خلاف بينها وبين خادمتها فاضطرت أن تأتي بغيرها وكان المبلغ المطلوب 1500 ريال للخادمة مع زوجها اضطرت للموافقة على هذا السعر حيث لن تجد بأقل من ذلك .
"مربوعة" ومعروفة لدى كثير من الأسر بـأنها :سمسارة" فمن يرغب في الحصول على خادمة بصفة غير نظامية ما عليه إلا الاتصال بها ويضفر بخادمة حسب الشروط على أن تدفع لها عمولة مبلغ (100) ريال تقول : من يرغب في خادمة نهاية شهر شعبان فلن يجد إلا الخادمات الجديدات والهاربات من بعض الأسر ممن لا يتقن العمل او التحدث بالعربية وذلك لأنهن المتبقيات وكل من تملك صفات جيدة قد تم الاتفاق معها للعمل وذلك بمبلغ يتراوح ما بين 1000 ريال إلى 1500 ريال وقد تزيد او تنقص في حالة وجود أطفال صغار بالبيت وعددهم ..بينما في الأيام العادية لا يتجاوز الأجر عادة الألف ريال .

"عبلة عاتق" تقول إن حرصها في الحصول على خادمة في شهر رمضان جعلها تتفق مع إحدى السمسارات او الوسيطات وتحجز خادمتها قبل دخول شهر شعبان وهو الشهر الذي تقل فيه فرصة الحصول على خادمة جيدة , و كان الاتفاق مع خادمة في شهر رمضان بمبلغ 1200 ريال مقابل 50 ريال للسمسارة ..

تقول "سعاد " إن خادمتها والتي تعمل لديها بصفة رسمية تزداد عليها الأعمال في شهر رمضان وتخاف أن تلجأ للهرب او ترك العمل لذلك اضطرت أن تتفق مع إحدى الوسيطات أن توفر لها خادمة تساعدها طيلة الشهر خاصة وان هناك تجمع أكثر من مرة لأفراد الأسرة على وجبة الإفطار ولقد اتفقت مع خادمة بملغ 1300 ريال بسبب وجود أكثر من طفلين بالأسرة وإجادتها للطبخ

تقول "أم خالد" "تعودت على أن احضر من تساعدني في العمل في شهر رمضان حتى أتفرغ للعبادة والزيارات الرمضانية واستقبال الضيوف وبرغم أن لدي خادمة افريقية تقوم بجميع أعمال البيت ماعدا الطبخ وإعداد الوجبات لذلك اضطر للاستعانة بأخرى تهتم بأمور الطبخ في شهر رمضان

ترى عضو هيئة التدريس بقسم الإدارة التربوية والتخطيط بجامعة أم القرى الدكتورة جواهر قناديلي بان هذه الإجازة تمر بنا مختلفة عن الأعوام السابقة حيث أنها بدون أي دراسة ولذلك فهناك فراغ وتفرغ في البيت فعلى ربة البيت والتي لديها عدد من البنات ان تستغل هذه الفرصة وتجعلهن يتدربن على أعمال البيت حتى ينشأن ربات بيوت قادرات على إدارة بيوتهن والقيام بالعمل فيه دون الحاجة للخادمة او الاعتماد الكلي عليها .
وتشجع قناديلي الأمهات بتعويد الأطفال الصغار على الترتيب والنظافة وعدم طلب ذلك من الخادمة مما يجعلهم يتربون على الاعتماد على النفس .
كما ترى قناديلي بأن في استخدام الأسرة للخادمة بطريقة غير نظامية يعمل على تعرضها للخطر من حيث كونها مجهولة وقد تكون هاربة من إحدى الأسر بجرم ما , كما أن ذلك يعتبر خروج عن طاعة ولي الأمر والتي تعتبر من المعاصي وارتكابها في رمضان مضاعف إثمها .
كما أن من اختلاف تشتت الجيل وسوء التربية يعود لكثرة الخادمات في الأسرة الواحدة وتبدلهن الدائم
وترى أن حجة بعض السيدات في استخدام الخادمات والرضوخ لطلباتها في تحديد الأجر هي حجة واهية حيث أن ذلك يحرمها من الأجر الكبير أثناء عملها بالبيت وهي صائمة .
وترى قناديلي الاعتماد الكلي على الخادمات يجعل للمرأة ربة البيت كثير من الوقت الفراغ فتضطر لمشاهدة المسلسلات والسهرات وارتياد الأسواق مما يقلل من روحانية الشهر لديها .
يقول المشرف على صالة الاستقدام للأفراد حامد الخزاعي ..إن كثير من السيدات اعتمدن على الخادمات كلية في جميع أمور البيت وأدى ذلك إلى عدم الاستغناء عنهن وخاصة في شهر رمضان حيث تكثر الأعمال المنزلية وبالإضافة لانشغال الكثير من ربات البيوت بالمسلسلات وارتياد الأسواق مما جعلهن لا يتمنعن في دفع أي زيادة مالية تطلبها الخادمة .
ويضيف الخزاعي أن اقتراب شهر رمضان والارتفاع الملحوظ في أجور الخادمات هو احد أسباب الهروب بسبب رغبتها في الحصول على اجر اكبر .
كما يرى الخزاعي أن الاعتماد على الخادمات الهاربات في أعمال البيت من الأمور المرفوضة قانونيا حيث يخلوا ذلك من أي وطنية لما فيه من تشجيع للإقامة الغير نظامية و ما فيه من خطورة ومسائلة قانونية على صاحب البيت .كما أن الدولة قدمت الكثير من الحلول من اجل الحصول على الخادمات قانونياً وذلك بفتح باب الاستقدام من دول أخرى اقل في تكاليف الاستقدام و الراتب الشهري للخادمة .

ويعترض الموظف بمكتب العميري للاستقدام عبد الرحمن العميري على الخلط في العائلة او الأسرة الواحدة بين الخادمات النظاميات والغير نظاميات إذ يؤدي ذلك لتبادل كثير من المعلومات بينهن مما يغرر بالنظامية ويؤدي إلى هربها بأن تعرض عليها العمل في بيت اقل في الأفراد او بأجر أعلى .
ويلاحظ العميري أن كثير من الناس ممكن لديه خادمة نظامية يشتكي هروبهن قبيل رمضان بسبب كثير من العروض والتي قدمت لهن من قبل جهات أخرى تم التواصل معها بالجوال ولذلك لا يحبذ العميري امتلاك الخادمة للجوال بحيث يساهم في تواصلها ومن ثم هروبها .

تقول الأخصائية الاجتماعية بدار الرعاية الاجتماعية للمسنات "أمل يلي " أن المرأة التي تحرص على جو روحاني في أسرتها بشهر رمضان لابد أن تبدأ الشهر بأمور صحيحة خارجة عن المخاطرة بدخول خادمة غير نظامية وتعايشها وسط أفراد الأسرة , فكم من المآسي التي حدثت بسبب تسلل هؤلاء بيننا فكان ضحيتها صحتنا او أطفالنا .
وتشجع "يلي" كل سيدة بتنظيم وقتها وذلك بعمل جدول خاص بها حيث تستطيع ان تقول بكل أعمالها من عبادات وزيارات وأشغال منزلية بشكل غير مرهق لها او على الأقل لا يضطرها للحاجة لخادمة أخرى .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com