
الرويثي : ” التخلف ” سبب تنامي عصابات التسول و” هوامير أفارقة ” وراءهم[/CENTER]
مكة المكرمة – عبدالله الزهراني
[JUSTIFY]أكد العلماء والدعاة عدم جواز بقاء المعتمرأوالحاج في السعودية بعد انتهاء مناسك الحج والعمرة ، واعتبر العلماء أن عودة الحجاج وضيوف الرحمن بعد انتهاء المناسك إلى بلادهم يدفع الكثير من الاثار السلبية المترتبة على هذه ظاهرة التخلف بعد الحج والعمرة ،ومن أهم هذه الظواهر السلبية انفلات الضبط الاداري تجاه هؤلاء المتخلفين من قبل السلطات ، واعتبر العلماء أن بقاء هؤلاء المتخلفين يعد من قبيل المخالفة الشرعية ونقض للاتفاقيات والعهود والتي بموجبها سمحت المملكة العربية السعودية بقدومهم إلى أراضيها.جاء ذلك مع إطلاق اللجنة الوطنية للحج والعمرة الحملة الرسمية تحت مظلة الغرفة التجارية التي جاءت تحت عنوان ( عمرة بلا تخلف )، وتضمنت الحملة رسائل توعوية ومطالبات للمواطنين والمقيمين بصفة رسمية بعدم التعامل مع المخالفين لأنظمة الاقامة في السعودية وعدم التستر عليهم، حتي لا تتنامي هذه الظاهرة السلبية ويصعب القضاء عليها.
وتهدف اللجنة الوطنية للحج والعمرة من إطلاق الحملة التوعوية الوطنية لتوعية المواطنين والمقيمين بمخاطر التستر على المتخلفين عن العمرة، والأضرار والسلبيات التي تفرزها تلك الظاهرة، سواء كان ذلك على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأمني، مبينة في حملتها أن الوطن فوق كل اعتبار وإن المساس به بأي شكل من الأشكال يعد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.
من جانه يقول الشيخ الدكتور صالح الفريح وكيل التطوير بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى : ” انه مما لا شك فيه ان هذه الظاهرة تعد سلبية ومضرة للمجتمع ، وأوضح أن هذه الظاهرة ليست منتشرة في السعودية ولكن في كافة بقاع الارض حيث هناك من يقيم إقامة غير شرعية، وأضاف أن لهذه الظاهرة دلالات سلبية تنخر في عظام المجتمع سواء اقتصاديا أو أمنيا .
ويضيف الفريح : ” دوافع المعتمر او الحاج المخالف لأنظمة الإقامة هي بكل تأكيد دوافع اقتصادية ، لأنه لو سلك المسلك الرسمي للقدوم من بلده فلابد له أن يدفع مبالغ مالية كبيرة, وهو قد لا يملكها في كل الأحوال ، وبالتالي فهو ينتظر وبفارغ الصبر القدوم الى السعودية من خلال أداء مناسك العمرة أو الحج, لان تكاليفها قد تكون منخفضة, وبالتالي سيجدها فرصة للبقاء في مكة أو أي منطقة في السعودية بحيث يبدأ عملية البحث عن العمل بطرق مخالفة للأنظمة والقوانين”.
وطالب الفريح بتشديد الانظمة من خلال فرض عقوبات قاسية على المخالفين والذين يتسترون عليهم ، خاصة وان المملكة -ولله الحمد – تعد بيئة خصبة لتنامي مدخرات هؤلاء المخالفين لأنظمة الإقامة ، وبالتالي لا بد من سن قوانين وعقوبات رادعة تحد وتساهم في انحسار هذه الظاهرة السلبية”.
من جهته قال الشيخ فائز الرويثي، الداعية والمنسق في جمعية مراكز الاحياء في مكة المكرمة أن هناك الكثير من السلبيات التي يخلفها بقاء الاجانب سواء من الحجاج أو المعتمرين ، أو حتى من يأتون بتأشيرة نظامية ومن ثم يلوذون بالفرار، ومن أكثر وأهم السلبيات الملاحظة ، هي ظاهرة التسول والتي انتشرت بكثرة في مكة المكرمة ومحافظة جدة والمدينة المنورة ، وتتنامى بشكل كبير خلال المواسم الدينية التي تشهدها مكة والمدينة، كمواسم الحج والعمرة”.
ويضاف الرويثي : ” لعل ما نطلع عليه يوميا من خلال وسائل الإعلام, عن وقوع جرائم سرقة وقتل وغيرها يكون النسبة الاكثر المنفذه لتلك الجرائم هم من العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة في السعودية, وبالتالي فإن لظاهرة التخلف سلبيات أمنية واقتصادية ومجتمعية،ولا بد من تكاتف جميع الجهات سواء السلطات السعودية أو المواطنين والمقيمين وكذلك الشركات السياحية ومؤسسات الاستقدام للقضاء على هذه الظاهرة .
وطالب الرويثي, من جميع المواطنين والمقيمين بصفة رسمية بعدم التعامل المخالفين لأنظمة الإقامة في السعودية والتستر عليهم, لأنهم لم يقدموا الى هذا العمل إلا للبحث عن الكسب المادي سواء بالطرق الشرعية او غير الشرعية, وبالتالي إغلاق المنبع الذي ينهال عليهم بالأموال, يجبرهم على المسارعة وترك البلاد في أسرع وقت ممكن”.
من جانبه أكد الدكتور محمود محمد عبد الله كسناوي من قسم التربية الإسلامية والمقارنة في كلية التربية جامعة أم القرى أن ظاهرة المتخلفين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمرة من الظواهر المزمنة التي عانى منها المجتمع السعودي منذ عقود من الزمن ، فبالرغم من تطور المحاولات التنظيمية المتعددة التي تبذلها الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن والتي بدورها تقوم بالقبض على الكثير من المتخلفين وترحيلهم إلى بلادهم إلا أن المشكلة مازالت مستمرة في النمو عاماً بعد آخر نتيجة للعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية ، إضافة إلى الزيادة السنوية في أعداد الحجاج وفتح باب العمرة على مصراعيه طيلة أيام السنة, ومع تزايد أعداد المتخلفين عاماً بعد عام خاصة شهر رمضان وموسم الحج أصبحت هذه المشكلة على درجة كبيرة من التعقيد خاصة وان التقارير الأمنية تؤكد يومياً بارتكاب هذه الفئة من المتخلفين لجرائم متعددة تهدد أمن الفرد والمجتمع .
وأعتبر كسناوي أن ظاهرة التسول تعد من أبرز المشكلات الاجتماعية المرتبطة بمشكلة التخلف حيث يعد هدفاً رئيساً للبعض من المتخلفين ، فضلا عن وجود شركات مهمتها المتاجرة بأجساد الأطفال في مهنة التسول ويتكفل يهم “الهوامير الأفارقة ” بما في ذلك كل ما يتعلق بهم من استخراج الجوازات وتأمين الحجوزات بالإضافة إلى توفير حافلات خاصة لاستقبال القادمين وتوزيع نقاط عملهم ومناطق التسول بإعاقاتهم وهيئاتهم الجديدة ، وهو ما يتسبب في مشكلات اجتماعية في الأحياء العشوائية والتي تمثل إحدى المشكلات الرئيسة التي تعاني منها بعض المدن كنتيجة لتزايد أعداد المتخلفين الذين في منازل عشوائية فوق سفوح الجبال ، ويعملون في البيع والشراء وحمل الأمتعة ، بالإضافة الى تفشي ظاهرة افتراش الكباري والأماكن العامة حيث تشير التقارير الرسمية ان من أسباب افتراش الحجاج والمعتمرين للطرق والممرات هو ارتفاع نسبة المتخلفين سواء بعد رمضان أو بعد الحج .[/JUSTIFY] [CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/0506765136cd87.jpg[/IMG] [/CENTER]