الحج والعمرة

من منبر مسجد نمرة “سماحة المفتي” التوحيد جوهرة الدين الإسلامي ولبه

مكة الإلكترونية – عرفات

[JUSTIFY]توافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر اليوم إلى مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا ؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة .
وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110 ) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.

وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ، حيث ألقى سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ خطبة عرفة – قبل الصلاة – استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر .

ودعا سماحته في خطبته المسلمين إلى تقوى الله عز وجل حق التقوى .
وقال سماحته :” تقوى الله تهديكم إلى سبيل الهدى والرشاد وتجنبكم العذاب يوم الحساب ، أمة الإسلام إن رأس تقوى الله توحيده فوحدوا الله في أقوالكم وأعمالكم واخلصوا له الدين لتنالوا الفلاح في الدنيا وجنة النعيم في الدار الآخرة ، أمة الإسلام بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق والتوحيد الخالص لله فدعا قومه المشركين من العرب إلى لا إله إلا الله ، دعاهم لأن يقولوها بألسنتهم ويعتقدوا معناها بقلوبهم ويطبقونها على أرض الواقع فيستلهموا الأصنام والأوثان والتعلق بالأشخاص والذوات ولكنهم استكبروا عن قولها لعلمهم أنها تنافي ما كانوا يعبدون من دون الله فقالوا كما قال الله عنهم ?إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونََ? , ( وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُون ) .

وبين أن التوحيد يعد جوهرة الدين الإسلامي ولبه والأساس الذي بني عليه وأول أركانه وأفضلها ولأجله خلق الله الخليقة كلها , قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وأن هذا التوحيد هو مبدأ الرسل كلهم من أولهم نوح إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم , يدعون إلى توحيد الله وإخلاص الدين لله ، وقد أخبرنا الله بذلك في قوله ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ).

وقال سماحة مفتي عام المملكة ” واخبرنا جل وعلا أنه بعث الرسل بهذا الدين , قال الله عز وجل : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) , وهذا الدين الذي بعث الله به الرسل مبني على أن الله واحد في ربوبيته وملكه لا شريك له وواحد في أسمائه وصفاته لانظير له وواحد في ألوهيته فلا ند له ولا معبود سواه ” .

وأضاف : أيها المسلمون ، يجب على المسلم أن يسبغ حياته كلها بتوحيد الله بأقواله وأفعاله وتصرفاته وكل أحواله قال الله جل وعلا ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له ) ، فيوحد الله في ركوعه وسجوده وفي ذبحه ونذره وفي رجائه وخوفه وفي دعائه ورغبته ورهبته وفي استغاثته واستعانته , كما يوحد الله في طلب النفع ودفع الضر لعلمه أن القادر عليه رب العالمين قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ , إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ) .

وأكد سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أن المؤمن الحق يحافظ على التوحيد ويحافظ عليه من أن يطرأ عليها ما ينقضه أو يبطله أو ينقض ثوابه ، داعيا المؤمن إلى تجتنب الشرك بالله بجميع صوره لأن الشرك بالله مآله إلى النار مستدلا بقوله تعالى ” إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ” وأن يجتنب الوسطاء والشفعاء لعلم المؤمن أن الله جل وعلا ليس بينه وبين خلقه واسطة في جلب النفع ودفع الضر , وإنما الدعاء له وحده كما قال ذلك الله عز وجل في كتابه ” وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ، وإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” .

وقال سماحته ” إن المسلم أيضا يجتنب القبور وسكانها بالدعاء والرجاء لعلمه أن هؤلاء لا يسمعون دعاء من دعاهم، قال سبحانه ” وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ” وقال ” وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ” ، مؤكدا أن المؤمن الحق يزين توحيده بالأعمال الصالحة .

وبين سماحته أنه يجب على المسلم تزيين أعماله بالصلاة والزكاة والصوم والحج والبر والصلة والدعاء وقراء ة القران والتخلق بالأخلاق الفاضلة من الصدق والأمانة والوفاء بالعقود والبعد عن الجرائم والأخلاق الرذيلة , مؤكدا أن حياة المسلم الذي زين توحيده بالأعمال الصالحة تتميز بالعديد من الخصائص مثل إتزان فكره وعقيدته ونظره السليم إلى ما حوله , ونفسه مطمئنة وصدره منشرح وإرادته متينه يتقبل أحداث الدنيا صابراً على البلاء شاكرا في الرخاء ، ومن خصائصه إلى جانب أنه لا يخشى عقبة في سيره إلى الله وحمل رسالة الإسلام والدعوة إلى الله ، فهو يستعين بالله ويصبر على ما قدره الله وقضاه عليه بالدعوة إلى الله , ومن خصائصه أنه يمد يد العون مع أخوانه المسلمين ويتعاون معهم على البر والتقوى وكل ما يعود على الأمة بالخير والصلاح , مستشهدا بقول الله تعالى ” وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ”
وتابع سماحته بقوله ” ومن خصائصه أيضا أنه ذو عدل وإنصاف ومسامحة ولو مع أعدائه , يقول الله عز وجل ” وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ” ، ومن خصائصه أنه ينظر إلى الحياة نظرة تفاؤل ويعلم أنها دار عمل يزرع فيها ويتزود لأخرته , قال تعالى ” وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ” .

وتابع سماحته يقول ” ويعلم المؤمن أنه بموته تنقطع أعماله وان عمله مستمر إلى أن يلقى الله ، قال الله تعالى ” وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ” ، ومن خصائصه أنه يؤمن بنصر الله وتأييده لأولياء الله وتمكينهم في الأرض وان هذا النصر سواء بالظهور على الأعداء أو بموته على عقيدة الإسلام ليلقى الله مسلما ، قال الله تعالى ” إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ” ومن خصائصه أنه يوالي إخوانه المسلمين ويسعى في جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم ، ومن خصائصه تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالقليل والكثير وأنه لا يقدم رأيا من الآراء على ما نزل بالكتاب والسنة ، قال الله تعالى ” فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ” ومن خصائصه أنه على يقين أن كل داعيا إلى الله لابد أن يجري التعب في نفسه وماله وولده ، صابر على كل البلايا لعلمه أنها تمحص الذنوب وترقى بالعبد إلى درجة العلى قال تعالى ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ” ومن خصائصه أنه صالح في نفسه مصلح لمجتمعه فنفعه عام وليس قائم على ذاته فحسب .

وأضاف سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يقول : أيها المسلمون : إن عقيدة التوحيد إذا رسخت في أفراد الجماعات المسلمة فلا بد أن تترك أثرا إيجابيا على هذا المجتمع فيتحول المجتمع المسلم إلى مجتمع طاهر عفيف قوي نقي ملتحم يحافظ على هويته الإسلامية ولهذا كان لزاما على الأمة الإسلامية أن تنهض جميعا في المحافظة على هذه العقيدة , فالمؤسسة التعليمية تحافظ على هذه العقيدة من خلال مناهجها التي تربي عليها البنين والبنات تربية إسلامية لتقوي صلتهم بربهم وبدينهم وبنبيهم فينشأ نشأة صالحة مفيدة ، كذلك في وسائل الأعلام بما تنشره من فضائل وأخلاق وبما تتصدى له من محاربة الأفكار المنحرفة والدعوات المشبوهة وهكذا كل مؤسسات المجتمع المسلم يحافظ على هذه العقيدة لأنها صمام أمان للأمة يحميها من الانحلال الخلقي والانحراف العقدي ويساعد في جمع الكلمة والبعد عن الخلاف كله .

وأكد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ حاجة البشرية لتوحيد الله ، وقال ” ما أحوج البشرية إلى توحيد الله وما أحوجهم إلى عبادة الرب المعبود لا شريك له في الوقت الذي فقدنا فيه الرقي في أنواع العلوم المادية ، إلا أن فئة من هؤلاء لا يزالون غارقين في أهوائهم وجهلهم وظلالهم وقلوبهم خاوية لا إيمان فيها ونفوسهم شقية لا سعادة فيها لان الحياة الطيبة والسعادة إنما هي في عبودية الله وإخلاصهم لله ، ”
وأضاف ” ومن شقائهم أن بعضهم سعى في إنجاب فكر مادي مناف للدين والأخلاق والقيم ومبادئ ، ما أنزل الله بها من سلطان ، يجعلها نظاما عالميا ، والحق الذي لاشك فيه أن الدين الذي تدين به البشرية هو الدين الذي بعث الله به عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون دستورا للعالم أجمعين ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ” وهو الحق الذي لا حق سواه ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ” .

وزاد سماحته يقول ” لهذا ، الدين محفوظ بحفظ الله من التحريف والتبديل ، خصائص تميزه عن الأديان المحرفة المغيرة ، فمن خصائص المؤمن تصديقه برسالات جميع الأنبياء والمحافظة على أصول عقيدتهم وثوابت شريعتهم ، قال الله تعالى ”
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ” ، ومن خصائصه أيضا إلغاء العنصرية ، لا في اللون ولا في اللغة ولا في الجنس ولا في القبيلة بل أنهم سواء أكرمهم عند الله أتقاهم كما قال الله تعالى ” إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ”

وأكد سماحته أن الدين الإسلامي جمع بين عمار الدنيا وصلاح الآخرة ، مبينا أنه يرفع صاحبه إلى المستوى الأعلى بالتهذيب الخلقي والروحي .
وقال ” الدين الإسلامي دين رحمة وإحسان ومسامحة ، فنبينا نبي الرحمة قال تعالى ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ” ، كما أن الدين الإسلامي دين العدل فيرفض الظلم بجميع صوره ، قال تعالى ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ” وهذا الدين الحق هو الدين الذي يجب على الشعوب أن تخضع له ولسلطانه وتنطوي تحت عدله وإحسانه ورحمته إذ يتمتع بحقوق الإنسانية التي ضمن لها الشرع الكريم “.

ومضى سماحة مفتي عام المملكة يقول ” أيها المسلمون إن من الأيمان بالله تعظيم أنبياء الله عليهم السلام والإيمان بهم وأن الله أرسلهم حجة للعالمين قال تعالى ” رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ” وعلى رأسهم سيدهم وأكملهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن إجلاله وتوقيره ونصرته من شعبة من شعب الإيمان , وقال تعالى ” لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ” ، كما قال سبحانه وتعالى ” فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ” بعكس ذلك المستهزئون به من أناس انتكست حياتهم وخبئت أولويتهم يعيشون حياة بهيمية ، وعقول مختلة وأفكار منحرفة زعموا العلم والتقدم .
[CENTER] [IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/05089665a4c052.jpg[/IMG][/CENTER]

واستطرد سماحة مفتي عام المملكة يقول : أيها المسلمون ، إن من الإيمان بالله أن تكون شريعة الإسلام مصدر لأنظمة الأمة الإسلامية في سياستها الداخلية والخارجية والاقتصادية والتعليمية وأن الشريعة حاكمة على جميع شؤون الحياة صالحة لكل زمان ومكان ولا يجوز معارضتها بأي تشريع مهما كان مصدره ولا أن تكون أحكامها القطعية مجالا للنقد وأخذ رأي الناس حولها بل كلها إلى شرع الله ، وبطل ما سواه ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ” .

وقال سماحته ” إن يكن شرذمة من البشر تحاول الطعن في هذا الدين بحجج واهية وشعارات زائفة وقالوا وطعنوا في مسلماته وثوابته بدعوى الحرية زعموا أن الدين لا يصلح لهذه الحالات لاختلاف الأحوال واعترضوا على القصاص والحدود لأنها تنافي حقوق الإنسان واعترضوا على المرأة ورفع منزلتها وحمايتها لأنها ليست من التساوي من شيء ، وزعموا أن الأمة الإسلامية إذا طبقت الشريعة انطوت عن الأمم الراقية وتقوقعت في نفسها هكذا ” .
وأضاف ” زعموا وسمحوا لأنفسهم بالطعن في الدين وتغيير نصوصه وزعموا أن هذا هو الرقي ، ولاشك أن هذه التهم باطلة والدعاوى اليائسة أنما هي جزء من الحملات التي يشنها أعداء الإسلام ضد هذه الأمة لتغييرها وأبعادها عن دينها وطمس هويتها وتغريب مجتمعاتها ” .
واستطرد سماحته قائلا ” أمة الإسلام أنه لن يصلح أخر هذه الأمة إلا ما أصلح به أولها ، وأن أول هذه الأمة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، امنوا بهذا الدين وامنوا بنبيه الكريم وبدأوا بأنفسهم وأموالهم وبذلوا كل غالي ونفيس من أجل الإسلام وكانوا خير الأمم وأفضلهم ، أبو بكر وعثمان وعمر وعلي ، وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حملوا هم هذه الدعوة وهم هذا الدين وهم الرعية فنشروا عدل الله ونصروا المظلومين ونصروا المظلومين ونشروا دين رب العالمين حتى عاش الناس في آمن وأمان واستقرار وطمأنينة ، فواجب علينا محبتهم والترضي عليهم وموالاتهم ونشر فضائلهم وأن نجتنب الإساءة إليهم .
وأكد سماحته أن أصحاب محمد خير الناس بل خير الأمم ويجب الإقتداء في صفاء عقيدتهم وسلامة منهجهم وفهمهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

وأردف سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يقول ” إن هذا المنهج الذي هم عليه هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربوا عليه تربية عملية ، وفهموا فصول الإسلام وفروعه وأخلاقه وقيمه ، وهذا السلف الصالح كما عرفه العلماء ، ونبينا صلى الله عليه وسلم أرشدنا عند اختلاف المناهج والفتن والاضطرابات أن نلزم سنته وسنة الخلفاء الراشدين , وقال صلى الله عليه وسلم : ( فمن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فأن كل بدعة ضلاله ) ، فالسلفية ليست دين جديد ولا منهج مبتدعه ولكنها امتدادا لفهم الصحابة لكتاب الله وسنة رسوله وتفسير الوحيين والعمل بهما ، رضي الله عن الجميع ” .

وتحدث فضيلته في خطبته عما يشهده العالم الإسلامي من أحداث فقال ” أمة الإسلام إن عالمنا الإسلامي يشهد فتنا ومصائبا ومآسيا وتسفك الدماء وتخرب الممتلكات ، وهذا يدعو للأسف الشديد والحزن ، لأن الوقع شديد ، فواجب على حكام الشعوب الإسلامية أن يعملوا من أجل الحوار والتفاهم وحل الخلاف وأرجاء المختلف إلى أحكام الشريعة ونبذ الخلاف وحقن الدماء وعدم استعمال السلاح ، وأن نحذرهم من مكائد أعدائهم الذين يحاولون زعزعة أمن الشعوب وحكامها لإثارة الطائفية البغيضة ولزعزعة الأمة وسلب أمانها واستقرارها ، فالحذر الحذر من مكائد أعدائها “.

وأكد أن ما ينجي الأمة من هذه المصائب أن تحيي التضامن والتعاون بين المجتمعات المسلمة ، مشيرا إلى أن شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله , جمعت قلوب المسلمين ووحدة شملهم داعيا إياهم إلى البناء عليها من المحبة والمودة ووضع اللبنات فوق اللبنات لتتكاثر الوحدة بين المسلمين , وإلى تبادل الخبرات بين بعضهم البعض في سبيل البناء الاقتصادي والتجارة والسياسة والعلوم العامة وكل ما يحتاجون إليه ليكن التفاهم على المسائل المصيرية والهموم المشتركة والجهود تبذل في سبيل ذلك .
وقال فضيلته ” أيها المسلمون ، يحقق هذا المسلك أمرين عظيمين أمرا سياسيا لحكام المسلمين وشعوبها على أن يديروا بلادهم بمحض إرادتهم من غير أملاءات خارجية ، واقتصاديا بأن يزيد الإنتاج ويزيد الخير والخيرات , والخير في بلاد الإسلام وتشغيل الأيدي العاملة والاستعانة بالعقول النيرة تنفع الأمة وأن لا تهاجر إلى غير بلاد الإسلام .

وتحدث سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عن عدد من الأمور التي تجنب الأمة الاعتلال والانحراف الأخلاقي فقال ” أيها المسلمون إن ما يجنب الأمة من الاعتلال والانحراف الأخلاقي والسلوكي تربية النشء والأبناء تربية إسلامية على الأخلاق الفاضلة وإبعاد المنكرات عنهم وقطع كل وسيلة تؤدي لانحراف أخلاقهم من سفور وتبرج واختلاط الجنسين والسماح للقنوات الفضائية بنشر العري والتفسخ والانحلال الأخلاقي من كتب ومجلات وإبعاد شبابنا عن هذه المنكرات ” .

وسأل الله عز وجل أن يمن على الشباب بالثبات على الحق ، مبرزا أهمية التوعية الصادقة وتحذير الأمة من هذه الوسائل المدمرة .
ووصف سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المال بعصب الحياة وتقدمها وحل مشاكلها ، مطالبا أرباب الثروات وصناع القرار أن يرشدوا الأمة الإسلامية إلى أين تصرف هذه الأموال ، وأن تكون في مشروعات داخلية لتقوية اقتصادها واقتصاد شبابها .
وقال سماحته ” إن هناك أموالا مودعة لبعض أبناء المسلمين في غير الدول الإسلامية مما ساعد على نمو اقتصاده وتقدم هذه الدول ، فلو كانت تلك الأموال في بلاد الإسلام لأدت لنمو اقتصادها وإقامة مشروعات علمية واقتصادية تفيد الأمة ، وهذا الأمر الذي نستطيع بواسطته أن نعالج الفقر والتخلف والبطالة “.

وأكد أن البشرية بحاجة إلى رحمة الإسلام وعدله ، وأن البشرية في هذا الزمن رغم التقدم العلمي والمادي إلا أن هناك تخلفا في الجانب الروحي والأخلاقي وفقدوا العدل والإنصاف والرحمة وأزدادت حاجتهم إلى رحمة الإسلام التي عمت الإنسان والحيوان وحاجتهم إلى عدل الإسلام الذي لا يسمح للقوي بالظلم والعدوان ولا يعطي حق النقد فيما يجري بها ميزان العدل ليضرب به حق الضعفاء عرض الحائط ، ويتحدون العالم من أجل مصالحهم الخاصة ، فلو كان ميزان العدل فيه بين الناس لما وقعت البشرية في هذه الفوضى والتخاذل وتصفية الحسابات ” .
ودعا المسلمين والشعوب الإسلامية إلى شكر الله جل وعلا أن أكرمهم بالإسلام وهداهم إلى هذه العقيدة الصحيحة “.

ودعا سماحته المسلمين إلى شكر الله سبحانه وتعالى على هذه العقيدة وأن يتعاونوا مع قادتهم فيما يصلح لهم ويقوي الاقتصاد ويجنبهم الزلل ، محذرا إياهم من الدسائس التي أحاطت بهم وتظهر لهم في الظلمات بأمور يعرفونها “.
وقال ” هناك شعار في هذا الزمن بين المسلمين يدعو إلى دولة مدنية ديموقراطية غير مرتبطة بالشريعة الإسلامية وتقر الكثير من المنكرات وهذا بلا شك بدعوى الحرية الشخصية , وهذا بلا شك ينافي تعاليم الإسلام ويخالف الكتاب والسنة وأصول الشريعة “.

وأردف سماحة مفتي عام المملكة يقول ” شريعة الإسلام قادرة على التوفيق بين الشعوب وبين الأفراد والحكام ، ولا يخرج شيء من تعاليم الشريعة عن نطاق الإسلام ، وأنه يجب علينا أن نحافظ على ديننا وألا نتنازل عن أي حق من حقوق الإسلام مهما كانت الأحوال ، قال الله جل وعلا “ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ، إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ” .

وأكد سماحته أن من المآخذ التي أخذت على الأمة الإسلامية انتشار الشعوذة والسحر والتنفير بين أفرادها ، محذرا بقوله ” إن هذا الشيء أفسد العقيدة وأنشأ الخلاف ودمر الأسر وأضر بالأمة وقطع صلتها بربها وتعلقها بهذه الخرافات والضلالات ولاشك أن السحر تعلمه هو كفر وضلال قال تعالى ” وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ” . وقال صلى الله عليه وسلم ” اجتنبوا السبع الموبقات ” وذكر فيها السحر ” .

وتحدث سماحته عن دور الإعلام في الوقت الحاضر ، مؤكدا أن الإعلام الإسلامي تميز عن غيره كونه يدعوا للإسلام ويصلح الأمة ويحل مشكلاتها ، مطالبا الإعلاميين بالصدق فيما ينقلون وما يلقوا من حلول ، وأن يكونوا عوناً للدعاة وللعلماء وأهل الفضل في نصح الأمة ، وأنه يجب على الإعلام أن يكون جادا في عرض قضايا الأمة وحلها الحلول السلمية و المناسبة ” .
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ” أيها الحكام إن أمن شعوبكم أمانة في أعناقكم ائتمنكم الله على رعايتهم فاتقوا الله فيهم وابذلوا كل جهدكم لتحقيق وصلاح حياتهم الكريمة ودفع معاناتهم والسعي لما يحقق عيشتهم الكريمة كما يريدون وإنصافهم بالعدل ، فان العدل والإنصاف من أسباب تقارب القلوب وحل المشاكل ” .

وحذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من المعاملات الربوية وقال ” أيها المسلمون لقد علمتم وقرأتم ما حل بالدول الاقتصادية والصناعية من أزمات اقتصادية ومالية ، أوقعتهم في مشاكل عجزوا عن حلها ، وهذا والله أعلم من أقوى أسبابه المعاملات والأنظمة الربوية ، فإن الله أخبرنا أن الربا يمحق البركة ، قال تعالى ” يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ”.

وخاطب سماحته في خطبته شباب المسلمين قائلا :” أيها الشاب المسلم تحمل قوة جسمية وقوة ثقافية وأعراض جياشة فاتق الله واستعملها في طاعة الله ولتكن لك شخصية متميزة وشخصية التمسك بالدين والدعوة إليه وأحذر التميع وتقليد الآخرين ” .
ووجه فضيلته حديثه للآباء والأمهات والعلماء والمربين فقال ” نحن في زمن كثرت فيه المغريات وأنواع الفتن التي صرفتنا عن دين الله وأفسدت أخلاقهم ، فعلى الآباء والأمهات والعلماء والمربين ومراكز التربية أن ينصحوا الأمة ويحذروها من هذه الوسائل المدمرة التي لا خير فيها “.

ثم وجه سماحته الخطاب للدعاة وحثهم على تقوى الله في أنفسهم , مذكرهم بالبشرى التي بشرهم فيها الله عز وجل في سبيل الدعوة إليه حينما قال جل في علاه ” وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ” ، وقال تبارك وتعالى ” وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ” ، مطالبهم بالدعوة الصادقة التي تتميز بمنهاج واضح في ظاهره وباطنه .

وقال ” اقتدوا بأنبياء الله ورسله فأنهم دعوا قومهم إلى دعوة صادقة ولكن الشقاء يغلب على من شاء ولكن الشقاء يغلب على كثير من الناس فيحول بينهم وبين الهدى والتقوى ” .
وزاد سماحته قائلا ” أيها المسلمون ، محمد صلى الله عليه وسلم كان واضحا في الدعوة إلى الله كان واضحاً جليا يعرف قومه بأنه صادق قال الله جل وعلا ” فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ” . ومحمد صلى الله عليه وسلم دعا إلى لا إله إلا الله بإخلاص الدين لله والأخلاق الكريمة ، وسئل أبو سفيان رضي الله عنه عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم فقال ماذا يأمركم ، قال يقول صلى الله عليه وسلم أعبدوا الله ولا تشركوا به شيء ودعوا ما كان عليه آبائكم ، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة قال أيكذب ، قال ما كذب قط , هكذا محمد صلى الله عليه وسلم.

وواصل سماحته توجيهاته إلى دعاة الإسلام حيث قال ” أدعو إلى منهج قوي وواضح في الأحوال كلها ، وإياكم والدعوات المشبوهة المغلفة التي لا يدرى ما وراءها تلك الدعوات التي لا يعلمون حقيقتها إلا رموزها وسائر الناس لا يدرون عنها ، دعوة سياسية مغلفة ” .
وأكد سماحته أن الدعوة الصادقة هي الواضحة في مناهجها وتعاليمها لا دعوة مغلفة لها صور ظاهرة وباطنة ، داعيا إلى دعوة صادقة لا حزبية وتجمعات ، دعوة إسلامية قائمة على المنهج القويم الذي بعث الله بها النبي خاتم الأنبياء والمرسلين .

وحث سماحة مفتي عام المملكة حجاج بيت الله الحرام على شكر الله بعد أن هيأ لهم الوصول إلى بيته الحرام وأعانهم على ذلك وقال ” حللتم بالديار المقدسة وها أنتم في عرفات ظاهرين بمظهر التوحيد وتنتسبون إلى دين واحد وكلمتكم لا إله إلا الله واحده واقتدائكم بنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم , وانتم تنتسبون إلى أمة واحدة تجمعها عقيدة الإسلام وأخوة الإيمان فاحذروا الشعارات واحذروا الهتافات الوطنية والشعارات القومية والرايات العصبية نحن في بلد الله الحرام في تكبير وذكر وطاعة لله ” .
وتابع قائلا ” أيها الحجاج اجعلوا من التجمع تآلفاً لقلوبكم ولصفكم ضد أعدائكم وان لا تكونوا عوناً لأعدائكم على الأمة وعلى أخوانكم المسلمين “.

وأردف سماحته قائلا ” أيها الحجاج إنكم أتيتم إلى بيت الله الحرام وإلى حرم آمن رخاء سخاء قد هيئ الله له الأمن والاطمئنان ورغد العيش فاشكروا الله على هذه النعمة وأسالوه التوفيق والسداد واحترموا أمن هذا البلد والأنظمة التي وضعت لأجلكم وراحتكم واعرفوا قدر هذه النعمة وقوموا لله كما يجب” .
واستطرد قائلا ” إن الله جل وعلا هيأ للحرمين الشريفين الحرم المكي الشريف ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه الدولة المباركة حكام صادقين بذلوا كل جهدهم في سبيل راحة الحجيج وأنفقوا كل غالي ورخيص كل ذلك في سبيل صلاح الأمة منذ أن قام الملك عبد العزيز رحمه الله بتوحيد هذه الجزيرة وجمع شملها وأرسى الأمن في ربوعها”.

وتابع الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يقول ” كل واحد له لمسات في هذا الحج والكل يسعى في تحقيق مصلحة الحجيج ، فهذه التوسعة الهائلة والمشاريع الضخمة والخدمات المتكاملة وكل الأموال والرجال ورجال الأمن والتوعية والصحية وكل ما يحتاج الحاج من خير ، سخرت الدولة جميع إمكاناتها لذلك , فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولى عهد الأمين خير الجزاء والثواب , والشكر موصول لسمو وزير الداخلية وسمو مساعده للشؤون الأمنية على ما قاموا به من واجب , كما أن الشكر موصول لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على ما قام به من واجب , فجزى الله الجميع الخير على ذلك .
ووجه سماحته الحديث لضيوف بيت الله الحرام فقال ” ضيوف بيت الله الحرام أنتم في يوم عرفة هذا اليوم العظيم أفضل أيام الله على الإطلاق فحمدوا الله على هذه النعمة ، هذا يوم أكمل الله فيه الدين وأتم به النعمة أنزل به على محمد ، قال تعالى ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ” ، وهذا يوم أقسم الله به في كتابه العزيز بقوله تعالى ” وشاهد ومشهود ، وهذا يوم العتق من النار يقول صلى الله عليه وسلم ” ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة , فيقول : ما أراد هؤلاء ” .

وأضاف : أيها العباد اشكروا الله على هذه النعمة وقوموا بالواجب عليكم فأكثروا الدعاء في هذا اليوم ، فخير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قال الأنبياء يوم عرفة – لا اله إلا الله وحدة لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير ، في عشية هذا اليوم يباهي الله بهم من في السماء ” انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً طاهرين أشهدكم أني قد غفرت لهم ” ، فاجتهدوا في مثل هذا الموقف العظيم ، في عرفة ، من طلوع الشمس إلى غروبها صلوا بها الظهر والعصر جمعاً وقصراً , ثم انصرفوا إلى مزدلفة وصلوا فيها المغرب والعشاء.

وقال ” أيها الحاج الكريم , أتق الله في نفسك وأد ما أمرك الله به قف في عرفة وبت في مزدلفة وارمي الجمرات واحلق أو قصر راسك وطف بالبيت العتيق واسع بين الصفا والمروة وارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر وأن كنت متعجلاً واليوم الثالث إن تأخرت .

صلاتا الظهر والعصر في عرفات الإضافة السابعة عشرة والأخيرة

وأوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الحجاج بتقوى الله والمحافظة على الفروض الخمس لأنها عامود الإسلام والركن الثاني من أركان الإسلام وأنه يجب المحافظة عليها في أوقات الجماعة وأن من ضيعها أو فرط فيها فسيحبط عمله “.
وقال : أيها الحاج تب إلى الله في هذا اليوم من جميع الذنوب فتب إلى الله من جميع سيئاتك وخطاياك مهما كبرت وعظمت ، قال تعالى ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” ، وقال سبحانه وتعالى ” وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ” ، قوموا لله وأدوا ما أوجب الله عليكم وتوبوا إلى الله من سيئات أقوالكم وأعمالكم لعلكم تفلحون ” .

ودعا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في ختام خطبته الله أن يوفق المسلمين إلى طاعته وأن يغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وأن يؤلف بين قلوبهم وينصرهم على عدوهم , وأن يتقبل منهم حجهم وأن يجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً , وأن يوفق أمام المسلمين لكل خير ويسدد أقواله وأعماله ويمده بالصحة والسلامة والعافية وأن يوفق ولاة الأمر لما يحبه ويرضاه ويوفق المسلمين لطاعته وأن يرفع البلاء عن المظلومين وأن ينصرهم على من بغى عليهم إنه على كل شي قدير .
إثر ذلك أم سماحته جموع حجاج بيت الله في مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا .
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى