وقبل أيام طالعتنا بعض الأخبار من مصدر موثوق عن وجود (2500) مواطن سعودي في سوريا بعضهم سافر برفق أسرته مؤخراً..وربما يكون الغرض من السفر إلى ذلك البلد هو السياحة والتمتع بأصوات القنابل والصواريخ وتشنيف آذانهم بهدير المدافع وتكحيل أعينهم برؤية الجثث والمذابح البشرية !! وفي هذا السياق فقد تفاجأت بأحد الأصدقاء وقد سافر إلى بلد عربي يشهد فوضى عارمة ومن الظريف في الأمر أنه سافر برفق زوجته لقضاء شهر العسل في ذلك البلد وكانت الليلة التي غادر فيها ليحط رحاله هناك قد شهدت تطورات محزنة وأحداث مأساوية في ذلك البلد ولم تثنه تلك الأحداث المؤسفة عن المغامرة بالسفر وعروسه إلى ذلك البلد..وبعد يومين فقط عاد متقهقراً حزيناً بعد أن شهد الفندق الذي حل فيه وعروسه حالة فوضى ونهب وسرقات وتحول شهر العسل إلى بصل – عاد من هناك شاكياً حاله بعد أن فقد حقيبته وبداخلها حلى ومصوغات وملابس ونقود وبطاقات بنكية وأوراق مهمة!!
المسألة لم تقف عند هذا الحد ..فقد طالعتنا بعض وسائل الإعلام عن نية رجل أعمال معروف في المنطقة الغربية إستثمار (450) مليون ريال في بلد يشهد صراعات وقلاقل وأن البلد المستهدف بإستثمارات( الأخ المغامر) قد دخل نفقاً مظلماً وربما على أبواب حرب أهلية وأن العملة الرئيسية لذلك البلد قد شهدت إنخفاضاً حاداً ينذر بكارثة إقتصادية كبرى.. ولم يتعظ من حالات سابقة فقد فيها رجال أعمال سعوديين إستثماراتهم في ذلك البلد بسبب الإضطرابات المستمرة هناك وخسروا كل شئ تاركين حتى خفي الأخ حنين هناك !!
أما كان من الأجدر وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تعانيها بعض الدول عدم المغامرة بالإستثمار في تلك البلدان.. وتوجيه إستثمار مثل هذه الأموال الضخمة محلياً فالمجال مفتوح وكان يمكن إنشاء مشروعات محلية تستوعب مزيداً من العاطلين عن العمل – أما بالنسبة لقاصدي السياحة في بلاد النزاعات والصراعات الداخلية فإنهم أقرب إلى المغامرة والجنون .. إلا إذا كان الهدف غير ذلك والله أعلم!
كما أن المسئولية تقع على الجهات المختصة كوزارة التجارة والصناعة والغرف التجارية الصناعية بالمملكة لتقديم المشورة والنصيحة إلى مثل هؤلاء المغامرين بإيقاف أي شكل من أشكال الإستثمارات في البلاد الغير مستقرة وبالنسبة للجوازات والمنافذ الحدودية تبادر إلى منع أي مواطن للسفر إلى المناطق الخطرة في العالم .[/JUSTIFY]
