
مكة الإلكترونية -مكة المكرمة
[JUSTIFY]
تحولت حمى الضنك إلى شبح مخيف لأبناء مكة المكرمة خاصة بعد أن شهدت الفترة الماضية تسجيل أكثر من حالة وفاة لضحايا أصيبوا بها مما خلق مخاوف من ظهور فوبيا لحمى الضنك بين أهالي مكة المكرمة وجدة ، وأعلنت مديرية الشئون الصحية حالة الإستنفار لمواجهة حمى الضنك .
من جانبه أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة فواز الشيخ أن دور الشؤون الصحية في مكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك هو ” تثقيفي و علاجي” فعندما يتم التأكد أن المريض مصاب بحمى الضنك يتم على الفور إبلاغ أمانة العاصمة المقدسة بالحالة وبالموقع التي هي فيه ويتم جمع احصائيات المرضى لدى الأمانة بمشاركة فريق استقصائي من الأمن الوقائي بالشؤون الصحية لمعاينة الموقع وتثقيف المواطنين بحمى الضنك والإبتعاد عن الرش حتى داخل البيوت .
أما “عثمان أبو بكر مالي” المتحدث الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة فقال إن الأمانة تبذل جهودا كبيرة ومتابعة دقيقة لمكافحة موضوع حمى الضنك وتبعاتها وخاصة البعوض الناقل لها.
[CENTER]
[IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/050e811f116da3.jpg[/IMG][/CENTER]
وأضح “أبو بكر مالي” أن الجهود تتضافر من قبل الجهات المعنية في هذا الصدد وتم تشكيل لجنة من إمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة ووزارتي الصحة والزراعة لمكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك بمكة المكرمة والقرى التابعة لها، مشيرا إلى أن اللجنة توالى اجتماعاتها لبحث أي متعلقات أو مستجدات حول تكاثر البعوض أو وجود حالات مرضية مصابة أو حتى اشتباه في حالات مرضيه.
وأفاد المتحدث الإعلامي للأمانة أن ما ينشر عن إصابات بحمى الضنك واحتمالات انتشارها أمر مبالغ فيه، موضحا أن المستشفيات الأهلية في مكة وغيرها ليست لديها إمكانيات تشخيص حالات الإصابة بها ولا تملك المختبر الخاص بتحديد الحالة، مشيرا إلى أن المستشفي المؤهل بشكل كامل ورسمي لإعطاء تقارير إصابة بالحالة من عدمها هو مستشفى حراء .
وطالب “أبو بكر مالي” المواطنين بعدم الانسياق خلف ما تورده المستشفيات غير المجهزة لاختبارات مثل هذا النوع من الحمى والبعوض وما يمكن أن تصل إليه هو تحديد (حالات الاشتباه) فقط ومن غير دقة، موضحا أن الأمانة لديها برنامج لمكافحة البعوض ينفذ على مدار العام يتضمن تكثيف الرش بعد هطول الأمطار وتحديد مواقع تجمعات المياه باستخدام جهاز (gps ) مع معالجة تلك المواقع بالردم أو شفط المياه بواسطة صهاريج الشفط ورش المواقع بالمبيدات الحشرية، وهناك خمس فرق خاصة تعمل عل مدار الساعة بالتعاون مع وزارة الصحة لمباشرة مكان الحالة التى يوجد بها البعوض أو الحالة المرضية أوالمنازل، بالإضافة إلى سيارات الرش التى تتنقل بين أحياء العاصمة المقدسة.
وعلى صعيد الوقاية من الأمراض الفيروسية حذر الدكتور “الفاتح محمد علي أبو راس” رئيس مكافحة العدوى بمستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة من أن مرض “حمى الضنك” أو “حمى الدنج” أو “الدنك” (dengue fever) وحمى الضنك النزفية هي أمراض حمّية فيروسية حادة, توجد في المناطق المدارية حيث تعتبر من الأمراض المدارية المهملة, ويسببها أربعة أنماط مصلية متقاربة من جنس الفيروس المصفر (flavivirus) من عائلة الفيروسات الخيطية وتعرف أيضا بحمى العظم المتكسر أو المرض طاحن العظام.
وأضاف أن حمى الضنك تنتقل إلى البشر عبر بعوضة ” الزاعجة المصرية ” أو نادرا عن طريق بعوضة آييدس ألبوبيكتس , اللاتي يتغذيان خلال ساعات النهار، مشيرا إلى أن حمّى الضنك توجد في المناطق الحضرية كالمدن كما هي في المناطق الريفية كالقرى والأودية.
وأوضح “الفاتح” أن حوالي اثنين ونصف مليار شخص ويشكلون خمسي سكان العالم؛ معرضون لخطر الإصابة بالضنك، وتقدر أنه قد يكون هناك أكثر من خمسين مليون حالة من حمى الضنك في العالم كل سنة، موضحا أن حمى الضنك الآن مرض متوطن في أكثر من مائة بلد، ومعظم الناس الذين يعانون من حمى الضنك يتعافون دون أي مشاكل نسبة الوفيات تترواح بين 1-5% من دون علاج وأقل من 1% مع العلاج، ولكن فى حالة المرض الشديد ترتفع نسبة الوفيات إلى 26%.
وأوضح “الفاتح” أن حمى الضنك ينتمي لعائلة الفيروسات المصفرة مثل حمى النيل الغربي, التهاب الدماغ الياباني, والحمى الصفراء، وهناك أربعة أنواع من فيروس الدنج يتم ترقيمها من 1 إلى 4، والتي كان مصدرها الجغرافي مختلفا، إلا أنه بسبب كثرة السفر في العالم، انتشرت كل أنواع فيروس حمى الضنك في المناطق الوبائية في العالم ولكنها وثيقة الصلة وهى التي تتسبب في حمى الضنك وحين التعافي من الإصابة بأحدها يوفر حصانة (مناعة) مدى الحياة ضد هذا النوع من الفيروس.
وأضاف “الفاتح” أن فترة حضانة المرض تبدأ من 3 أيام إلى أسبوعين وفي العادة حوالي 4-7 أيام، بينما تنتقل العدوى بواسطة لدغة بعوضة أنثى الزاعجة المصري وتنتقل فيروسات حمى الضنك إلى الإنسان عن طريق لدغة تلك البعوضة التى تحمل الفيروسات ويكتسب البعوض الفيروس، وعادة عند لدغها لمريض مصاب خلال الثلاثة أيام الأولى من المرض فإن البعوضة تأخذ الدم المحمل بالفيروسات وتصبح معدية بعد 8-12 يوم وتبقى معدية طوال بقية عمرها ، وقد تنقل البعوضة الفيروس أيضا إلى نسلها عن طريق المبيض (البيض)، ولا ينتقل المرض مباشرة من شخص لآخر بدون وجود هذا الناقل ويكون الشخص المريض عادة معدياً من قبل ظهور المرض حتى نهاية دور الحمى وهي مدة تبلغ في المتوسط 6-7أيام ، وينشط البعوض في اللدغ أثناء ساعات النهار خاصة بعد ساعتين من شروق الشمس وقبل ساعات من غروبها.
وأوضح أن المرض يظهر كبداية مفاجأة من الصداع الحاد مع آلام شديدة في المفاصل والعضلات ، لذلك أعطي الاسم المستعار حمى العظم المتكسر أو المرض طاحن العظام ، وحمّى وطفح جلدي، حيث يتميز طفح حمى الضنك بكونه عبارة عن حبرات حمراء ساطعة اللون ودائما ما يظهر أولاً على الأطراف السفلى والصدر, وفي بعض المرضى فإنه ينتشر ليغطي أغلب الجسم، وقد يكون هناك أيضا التهاب في المعدة والذي يظهر كمزيج من ألم بطني وغثيان وقيء أو إسهال، وفي بعض الحالات تظهر حمى الضنك بأعراض أخف قد تشخّص خطأً كإنفلونزا أو أي عدوى فيروسية أخرى إذا لم يظهر الطفح الجلدي، وحمى الضنك العادية تستمر تقريبا من ستة لسبعة أيام, مع انخفاض الحمى في النهاية المتأخرة من المرض لذلك يوصف المرض بالنمط ثنائي الوجه , وينخفض عدد الصفائح الدموية حتى تعود حرارة المريض للدرجة الطبيعية، وحالات حمى الضنك النزفية أيضا تُري ارتفاعا أكبر في درجة الحرارة, وظواهر نزفية متعددة, وانخفاض في الصفائح الدموية, وتركز الدم، وجزء بسيط من الحالات يعاني من متلازمة صدمة الضنك والتي لها معدل وفيات مرتفع.
وأضاف “الفاتح” أن الحالة إما مشتبهة أو مؤكدة، والحالة المشتبهة ينقسم فيها المرض إلى ثلاثة أنواع هى :
1- حمى الضنك العادية : وهى حمى فيروسية حادة ذات بدء مفاجئ ترتفع فيها درجة الحرارة لمدة تقرب من خمسة أيام مع صداع شديد في مقدمة الرأس وألم بمؤخرة العين والآم مفصلية وعضلية وفي بعض الأحيان قيء حمى .
2- حمى الضنك النزيفية : وهى تتطلب تاريخ مرضي حديث لوجود حمى، ونقص الصفائح الدموية بحيث يقل عددها عن 100,000/ملليمتر مكعب، أو ظواهر نزيفيه واضحة وعلامات على فقدان البلازما الناجمة عن ازدياد نفوذي الأوعية, ويلاحظ عادة ازدياد في الهيماتوكريت بمقدار20% أو أكثر مع ازدياد مكافئ لذلك في سوائل الجنب أو البطن التي يمكن تشخيصها بالموجات فوق الصوتية أو بالتصوير الإشعاعي أو المقطعي.
3- متلازمة صدمة حمى الضنك : وهي تتميز بوجود صدمة بالإضافة إلى الأعراض السابقة ومن علامات الصدمة نبض سريع وضعيف وضغط النبضة ضيق (يقل عن 20 ملليمتر زئبق) ونقص ضغط الدم بالنسبة للعمر وأطراف باردة
ب) الحالة المؤكدة :هي الحالة المشتبهة التي يتم تأكيد ايجابيتها مخبريا بإحدى الطرق المخبرية المتبعة.
وأشار “الفاتح” إلى أن العامل الأساسي في علاج حمى الضنك هوعلاج إعراضها فقط، إذ لا يوجد دواء ضد الفيروس المسبب لها، فالعلاج هو علاج الأعراض والمضاعفات أى العلاج الداعم في الوقت المناسب لمنع ومعالجة الصدمة التي قد تحدث بسبب تركز الدم والنزيف، والرصد الوثيق للعلامات الحيوية في الفترة الحرجة (بين اليوم الثاني والسابع من أيام الحمى) أمر بالغ الأهمية، ويوصى بزيادة إعطاء السوائل عن طريق الفم لمنع الجفاف، فالدعم بالسوائل الوريدية قد يكون ضروريا لمنع الجفاف وتركيز كميات كبيرة من الدم إذا كان المريض غير قادر على أخذ كمية مناسبة من السوائل عن طريق الفم، يتم نقل الصفائح الدموية للمريض في حالات نادرة إذا كان مستوى الصفائح الدموية ذا انخفاض ملحوظ (أدنى من 20,000)، أو إذا كان هناك نزيف كبير، ووجود براز زفتي قد يشير إلى وجود نزيف في الجهاز الهضمي مما يتطلب نقل صفائح دموية أو خلايا الدم أو أحدهما ينبغي تجنب الأسبرين والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات فهذه العقاقير قد تزيد النزيف سوءا، وإذا كان المريض يعانى من حمى يعطى عقار الباراسيتامول، وأضاف أنه يتم تنويم المريض بالمستشفى إذا كان يعاني من الآتي: قلق، وبرودة الأطراف مع وجود زرقة، وسرعة وضعف النبض، وانخفاض شديد في ضغط الدم، وارتفاع مفاجئ في تركيز الدم أو استمرار ارتفاع تركيز الدم بالرغم من إعطاء المحاليل الوريدية.
وتطرق “الفاتح” للحديث عن طرق الوقاية حيث أشار إلى أن الطريقة الوحيدة للوقاية من حمى الضنك هي تجنب اللسع من بعوض الضنك الذى ينشط في النهار، ويميل الى اللسع في ساعات الصباح الباكر وعند الغروب، لذلك من المهم التشديد على دهن الجسم بمنفرات البعوض في هذه الساعات في المناطق التي ينتشر فيها حمى الضنك.
وتجري مكافحة البعوض باستخدام أساليب الإدارة البيئية وأساليب كيميائية، ومن الأساليب التي تشجّع البرامج المجتمعية على اتّباعها التخلّص من النفايات الصلبة بطرق مناسبة وتحسين ممارسات تخزين المياه، بما في ذلك تغطية الحاويات للحيلولة دون إلقاء البعوض ببيضه فيها ،وتسهم عملية رشّ مبيدات الحشرات المناسبة في موائل اليرقات، لا سيما الموائل المفيدة بالنسبة لسكان البيت، مثل أواني تخزين المياه، في الوقاية من تكاثر البعوض لعدة أسابيع، ولكن يجب تكرار هذه العملية بشكل دوري، وقد تم أيضاً استخدام بعض آكلات البعوض من السمكات الصغيرة ومجدافيات الأرجل (نوع من القشريات) بنجاح نسبي، ويمكن خلال التفشي الوبائي أن تشمل التدابير الطارئة لمكافحة النواقل (البعوض) رشّ مبيدات الحشرات على نطاق واسع باستخدام أجهزة محمولة أو موضوعة على شاحنات أو حتى على طائرات، غير أنّ الآثار مؤقتة ومتباينة الفعالية لأنّ قطيرات الضبائب المُستخدمة قد لا تتمكّن من الدخول إلى المباني وبلوغ الموائل الصغيرة التي تحتجز البعوض البالغ، ولاختيار مبيدات الحشرات المناسبة لا بد من العمل بانتظام على رصد تأثّر النواقل من المبيدات المُستخدمة على نطاق واسع، كما يجب إلى جانب جهود المكافحة رصد أسراب البعوض الطبيعية وترصدها بغرض تحديد فعالية البرامج.
واختتم “الفاتح” حديثه عن اللقاح المخصص لحمى الضنك حيث أكد أنه لا يوجد حتى الآن تطعيم أو لقاح ضد حمى الضنك، فهو ما زال في مراحل التطوير، وأظهرت دراسة حديثة لقاح تجريبي يُقدّم بعض الوقاية ضد ثلاثة من الفيروسات الأربعة المٌسببة لحمى الضنك، مشيرا إلى أن الباحثين أكدوا أنه إذا نجحت هذه الدراسة فإن هذا اللقاح سيكون الأول لمكافحة هذا المرض الخطر والذي يعصف بأكثر من 100 مليون من البشر حول العالم سنوياً. [/JUSTIFY]
حالات حمى الضنك في تزايد وغير مبالغ فيه كما جاء في تصريح امانة العاصمة المقدسة وعدد الوفيات في جنوب المسفلة يؤكد ذلك نأمل تكثيف الجهود في نفق بئر ياخور بالسبهاني وكذلك مجرى السيل ومتابعة عمال الرش الذين لا يرشون الا بمقابل نقدي ومعظمهم من الاجانب
حالات حمى الضنك في تزايد وغير مبالغ فيه كما جاء في تصريح امانة العاصمة المقدسة وعدد الوفيات في جنوب المسفلة يؤكد ذلك نأمل تكثيف الجهود في نفق بئر ياخور بالسبهاني وكذلك مجرى السيل ومتابعة عمال الرش الذين لا يرشون الا بمقابل نقدي ومعظمهم من الاجانب