وقصة أخرى بطلها مسئول تحرير في صحيفة حضر مناسبة زواج وأثناء ذلك إندلعت النيران في قصر أفراح مجاور لموقع المناسبة فما كان من هذا (المستصحف) إلا أن وضع ذيل ثوبه في فمه وهرول هارباً دون أن يكلف نفسه قطع المناسبة وتغطية كارثة الحريق الذي أدى إلى وفيات وإصابات– وفي مقابل ذلك نجد صحفية (فتاة) تتواجد في قلب الحدث لتغطية معارك طاحنة معرضة نفسها لأشد المخاطر وغير مبالية بقصف المدافع والدبابات والطائرات– فكيف نعلل ذلك – الرجل الأول في صحيفة محلية يهرب من مجرد حريق – وصحفية أجنبية صغيرة تتواجد في الميدان لتنقل الحدث دون مبالاة بالموت .
لقد غيروا مسمى مهنة البحث عن المتاعب لدينا – فتحولت إلى مهنة إسترخاء وإسترزاق وبدلاً من أن يطارد مسئول التحرير أو الصحفي الخبر أصبح الخبر يأتيه (مطبوخا ومسلوقا ومحمراً) عن طريق الإيميل أو الفاكس ليجهد الصحفي نفسه فيضع إسمه عليه فقط دون أن يبذل أي جهد يذكر – فهل هذه صحافة بالله عليكم!
هذا من جهة ومن جهة ثانية فقد أثبتت بعض الأحداث التي شهدناها مثل كوارث السيول وغيرها أن هناك مواطنين عاديين ليست لديهم أدنى خبرة في الصحافة بأنهم أفضل ألف مرة من أولئك الصحفيين القابعين في مكاتبهم بما في ذلك رؤساء التحرير– حيث قاموا بنشر وتزويد وسائل الإعلام والمواقع الإجتماعية بصور وأخبار مميزة .وحتى أكون منصفاً فقد برع بعض العاملين في صحفنا حاليا في تغطية المؤتمرات والمنتديات ونقل أخبار المسئولين والتطبيل لهم وأهملوا مشاكل الأهالي تماماً ![/JUSTIFY]