المحليةالمقالات

كهوف عصريه

[COLOR=#FF0000] كهوف عصريه[/COLOR] بقلم / لجين سمباوه
مدرب معتمد في التنميه البشريه وتطوير الذات

[JUSTIFY]يقول جان بودريلارد الفيلسوف وعالم النفس الفرنسي :” لا يعرف التلفاز الليل، فهو نهار دائم، ولذلك فهو يجسد خوفنا من الظلام والليل والجانب الآخر للأشياء” مقوله صادقه حقا و صادمه بعض الشيء لمن لم يلحظوا هروبنا من الظلام الداخلي أو الخارجي في لحظه إنطفاء الأنوار ، ربما نهرب من لحظه خلوه أفكارنا بنا وكأننا نتجاهل لحظه الحقيقه … ربما نخاف أن نظل وحدنا مع أنفسنا ..! فلربما كان هذا وقتا مناسبا لفعل أمر ما .. هربنا منه طويلا .. أو نستخدم الأسلوب القديم لإسكات الأصوات الداخليه بأصوات أعلى منها و أضواء تبهرنا فتجعلنا لا ننظر للأشياء كما يجب بل ننظر لها كما صورت لنا أذهاننا المبرمجه على تصديق المرئي المبهر أو المسموع المزعج …

بالرغم من أن الجانب الآخر من كل شيء يخفي حقيقه منسيه .. أو مجهوله .. فلحظه إنطفاء الأنوار عن المبنى نهارا كانت بمثابه اللقاء الأول بين جارين .. يقطنون معا طوال اشهر أو ربما سنه .. نقموا على انقطاع النور من داخل المبنى فهربوا للخارج لأجل إيجاد نور أقوى .. نور الشمس التي شارفت على الغروب .. ولا أكذب حين أقول أنني لأول مره أسمع صوت الأطفال يلعبون حولنا لأنهم في الغالب محبوسون بالداخل بفرض إقامه إختياريه داخل المنزل ، أوصلنا لهذا الحد من الخوف من المواجهة أو خلق فرصه لمنح حيويه الحياه للآخرين .. فالحي يبدوا كصاله عرض لفيلل فاخره موصده الأبواب و النوافذ .. خلقنا نورنا الداخلي الزائف الموقت – مع إعتقادنا بأنه دائم – .. و نسينا أن النور الحقيقي .. يمكن بالخارج حيث الشمس والحياه .. حيث تتوقف أجهزتنا عن الرنين بسبب خلوها من الشحن و تبدأ ضحكاتنا بالعلو على قصص لم نعد نسمعها من صاحبها بل نقرأها من نص على شاشه ونكتفي بكتابه رمز يبدي أننا نبتسم ..

وبحلول المساء وبدون ضوضاء الأجهزه ، سمعت تفاصيل الأصوات التي لم أسمعها قبلا، سمعت أصوات خطوات جيراننا بالاعلى و سمعت الأبواب التي تفتح في المنازل المجاوره .. كانت لحظه فريده من الحياة.. لحظه علمتني كيف لي أن أحيا حياة كامله كلها حياة .. فكم من المرات التي ظننا فيها أننا وحيدون و خائفون بالرغم من أن حولنا كثيرون يمنحوننا الحياة الحيويه بوجودهم..

اللحظه التي توقفت فيها من النظر إلى نور شاشه ما ،و بدأت بالنظر إلى حياة حياتي الحقيقيه و روحها الحقيقه ، أدركت أنني جزء من حياة على كوكب الأرض ، و شكل آخر من الطين فأنا من طين و العموان من طين و الطائرات من طين .. فأنا طريقه فريده لتعبير الأرض عن نفسها ، و أقل ما يمكن عمله هو منح الحياة للحياة نفسها . [/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com