
إلتفت يمنة ويسرى لعلي أجد عاقلاً بين القوم على الأقل يتصفح كتاباً ..فكان المنطر غريباً فلا أحد يتحدث مع أحد كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات فقد كان الكل مشغولاً بالنظر إلى جهازه والعبث به ثم يطلق إبتسامة نتيجة تلقيه رساله تحمل نكتة أو طرفة حتى ولو كانت(بايخة) من أحد الأصدقاء وبعد إلقائي للسلام الشرعي ولم يجبني أحد تأكدت تمام التأكيد بأن النمرة خطأ وأنني فعلاً دخلت قاعة تقام فيها مسابقة لأفضل متعامل مع وسائل التواصل تحت رعاية الشيخ بلاك بن بيري الواتسابي – شيخ شمل قبائل الواتساب. أو أنني دخلت إلى قاعة (ملاحيس) .فقررت الإنسحاب الفوري والعودة إلى قواعدي سالماً لولا أن رأيت صاحب الدعوة وقد أغلق جهازه ثم يتجه نحوي ويرحب بي فأدركت حينها أنني لم أخطأ وإنني فعلاً وجدت مقصدي ..وبفعل الفضول ظلت أتامل الجميع حيث يسود الصمت المطبق صالة الفرح والجميع مشغولون بأجهزتهم في وضع مضحك ثم يبتسمون والوضع يوحي إلى أننا في (مرستان) أقصد مصحة نفسية وليس حفل زواج !
إنها فعلاً مأساة أن تصل الأمور إلى هذا المنحى من المهازل..سواءً في مناسبة الأفراح أو الأتراح .. وحتى في منازلنا أصبح الصمت هو السمة السائدة فيه والجميع صغاراً وكباراً وحتى الأطفال الرضع والخادمات والسائقين الكل منشغولون بأجهزتهم ليل ونهار وصباح وضحى ومساء وظهر ..وحتى في أثناء تناول الطعام ودخول دورات المياه أعزكم الله ..والقادم سيكون أسوأ ..
وطالما أننا نحتفل كل يوم بمناسبة مثل يوم الإيدز العالمي والعنف والطفولة والسكري والضغط فلماذا لانحتفل بمناسبة اليوم العالمي لمقاطعة وسائل التواصل الإجتماعي وفي ذلك اليوم يمتنع الجميع عن التعامل مع هذه الوسائل ويلقي بها جانباً..[/JUSTIFY]